الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوستالجيا: مُدُنٌ بأسْمَائها...!

ادريس الواغيش

2019 / 2 / 17
الادب والفن


نوستالجـيا: مُــدُنٌ بأسْـمَـائها...!
إدريـس الواغـيش

حين زرتُ مدينة المُحمّدية أول مرة في حياتي منتصف هذا الشهر (فبراير-2019م)، كانت لاتزال الوحيدة من المُـدن التي تشكل استثناء بالنسبة إليّ، إذ لم تسعفني الظروف بزيارها من قبل، أنا الذي كنت ولازلت أفخر دوما بأنني زرت المُـدن المغربية كلها .
أول ما تبادر إلى ذهني وأنا على مدخل المدينة بادئ الأمر، هي مَداخن مصفاة "لاسَمير" المُخططة بالأبيض والأحمر، ذكرتني بالصفقات المَغشوشة مع الرّأسمال الخليجي وزمن الخَـوْصَصة سيّئ الذكر مع الاقتصاد الوطني، وحيثيات دَواعي "السَّـكتة القلبيَّـة" الشهيرة التي هَـدّدت مُستقبل المغرب واستقراره في زمن الملك الراحل الحسن الثاني وانتقال السلطة ثم مجيء حكومة التناوب الديمقراطي في عهد الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، تناسيت عن قصد كل ذلك، وتعمَّـدت أن أرمي بكل ما يخص المصفاة ببترولها ومشاكلها المُزمنة مع العُمال ومالكيها القدامى والجُـدد ورائي، والتفرغ لما جئت من أجله.
أول ما أخذ بلبّـي وأنا أتجول في المدينة، ليس نخيلها المُـتراص على جَـنبات شوارعها وطرقاتها بصبر وصرامة جُـنود "هِـرقل" الرّوم، ولا زُهور حدائقها الجَـميلة وهُـدوءها المُـلفت أو كنيستها التي ذكرتني بآلام السّيد المَسيح وعَجرفة العَجَـم واستعمارهم لنا إن بشكل مباشر في مرحلة الكولونيالية الفرنسية على الخصوص، ثم بشكل ما في مرحلة لاحقة، ولا مداخنها المنتصبة هنا أو هناك على أطراف المدينة وهي معطلة عن العمل، ولا بكم تبعُـد- المُحَـمدية- عن الرباط أو تقرب من الدار البيضاء، تناسيت كل ذلك وحضرني شيء واحد على الفور، هو اسم لاعبين عزيزين وشهيرين كانا نجمَي زمانهما، إن في فريق "شباب المحمدية" أو المنتخب الوطني لكرة القدم على السَّـواء، وكانا لفترة من الزمن أسطورتين لكرة القدم المغربية والعربية وحتى الإفريقية في فترة السبعينات إلى مرحلة متأخرة من الثمانينات، هما: أحمد فرس والحاج حسن أمشراط الذي اشتهر أكثر بلقب "عسيلة".
لن أنس كم عشنا معهما من فرح (الفوز لأول مرة بكأس إفريقيا)، وفرجة كروية مسموعة من خلال المراسلين الرياضيين في الإذاعة الوطنية أو مرئية بالأبيض والأسود في التلفزة المغربية، كلما تعلق الأمر بمقابلة ندّية بين الفريق الوطني المغربي ونظرائه من العرب في مصر وشمال إفريقيا: الجزائر، تونس بترسانة لاعبيهم المشهورين(رابح مادجر، بلومي، عتوقة، طارق دياب، محمود الخطيب...إلخ) أو مع فرق إفريقية ونجومها المُمَيّـزين في دوَل: الكاميرون، نيجيريا، غانا، غينيا، الكوت ديفوار والسينغال.
قصدت ملعب "البشير" الذي كان اسمه "أشهر من نار على علم" في البطولة الوطنية، إذ كان المرحوم نور الدين كديرة بصوته الدافئ وصرامته المعهودة في "القسم الرياضي" بالإذاعة الوطنية، يردّده أكثر من مرة في برنامجه الشهير"الأحد الرياضي"، ويربط به الاتصال ما أن يسجل أحمد فرس هَـدفا من أهدافه الجميلة، بفضل ضرباته الرأسية وثنائياته الرائعة مع صديق اللعبة والعمر"عسيلة ".
في كل مرة كنت أنوي فيها زيارة المحمدية، فقط، لرُؤية لاعبيّ المُـفضلين: فرس وعسيلة، كان يمنعني طارئ ويحول بيني وبين رؤيتهما، هكذا تأخرت زيارتي لها أكثر من 30 سنة، وحين حصل وفعلت، تساءلت في حيرة من أمري، وأنا أتجول في الحديقة الجميلة التي تتوسط المدينة:
- أين لي بمكان أجد فيه فرس أو عسيلة، أو هما معا...؟!.
٠٠٠٠٠
14 فبراير 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-