الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير وشمت ذاكرة الشعب

النهج الديمقراطي العمالي

2019 / 2 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


افتتاحية:
حركة 20 فبراير وشمت ذاكرة الشعب
يحيي الشعب المغربي بكافة طبقاته وفئاته الاجتماعية الذكرى الثامنة لحركة 20 فبراير. هذه حقيقة قد لا تتطلب إدخال بعض من النسبية أو التحفظ لأننا نفهم بالشعب المغربي مجمل طبقاته الشعبية التي لها مصلحة في التغيير والباقي من الطبقات الاجتماعية أي كتلتها السائدة هم ليسوا في صف الشعب انهم اعداءه. هناك من يريد تجنب هذه الحقيقة أو يحاول التعمية عليها عبر نفي طبيعة العلاقات العدائية الموجودة بين الشعب وأعداءه، إنهم أنصار البرنامج السياسي للتعاون الطبقي بين الشعب وأعداءه، إنهم المعارضون لمنطق القطيعة السياسية.
بعد هذا التوضيح يمكننا ان نبسط كيف هي استعدادات مختلف الطبقات الكادحة والفئات الاجتماعية من اجل إحياء هذه الذكرى الغالية. يظهر ذلك جليا في الحركية النضالية التي تخوضها الطبقة العاملة في المصانع والمناجم والضيعات الفلاحية. إنها نضالات من أجل تحسين الأجور ومن أجل الدفاع عن الحقوق وفي مقدمتها الحق في الانتماء النقابي وضد الطرد التعسفي أو تقليص ساعات العمل. يخوض العمال نضالات على شكل الإضراب عن العمل أو الاعتصام أمام أبواب وحدات الإنتاج أو تنظيم مسيرات ومظاهرات أمام ادارات الدولة في المدن والأقاليم أو في الرباط. في البوادي يخوض الفلاحون الفقراء وحتى الصغار والمتوسطون نضالات بالاحتجاج على سلب الأرض أو الاستحواذ على مصادر الماء والمنع والتعسف من الاستفادة من الغابات والوديان أو ضد العطش والتهميش. إن تحركات هذه الفئات مدينة بالكثير الى روح حركة 20 فبراير التي ألهمت هذه الفئات وشجعتها على تنظيم الاحتجاج أو التفاعل الايجابي مع الحراكات التي اندلعت في المراكز الحضرية القريبة للدوار. كما انطلقت الفئات المتوسطة من شغيلة التعليم أو الموظفين أو أصحاب المهن الحرة بدورها في إضرابات محلية أو وطنية وفي وقفات أو مسيرات جهوية أو وطنية. لقد بادرت هذه الفئات الى اعلان برنامج نضالي هذه السنة مرتبط بتاريخ 20 فبراير وهو عرفان واستلهام لروح حركة 20 فبراير وفي ذات الوقت استمرار لنضالها ولمسارها كحركة سياسية استطاعت أن تكشف أمام الشعب من هو المسؤول عن التفقير والاستغلال وتبذير ثروات المغرب الهامة.إنها عرت عن طبيعة الكتلة الطبقية السائدة الطفيلية وفضحت جهاز الدولة القمعي.
إننا نحيي هذه السنة الذكرى الثامنة لحركة 20 فبراير في ظل مستجدات هامة للغاية:
1- تكشف للجميع أن مطالب الشعب في العيش الكريم والحرية والديمقراطية الحقيقية مطالب مشروعة وقد اضطرت النظام للاعتراف بذلك مكرها لما صرح بفشل نموذجه التنموي الذي أدى إلى الفقر والتهميش للمناطق المنسية واعترف ضمنا بحق الريف وجرادة وزاكورة في الاحتجاج والدفاع عن النفس ضد الفقر والحكرة.
2- اقتنع الجميع أن الدولة عاجزة عن الاستجابة للمطالب الملحة لأنها مشغولة بإلقاء تبعات أزمتها على كاهل الجماهير الشعبية وإثقالها بالمزيد من الديون والامتثال الى املاءات صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية في تصفية صندوق المقاصة والمزيد من الضرائب المباشرة والغير مباشرة بما يعنيه من غلاء المعيشة ومن تصفية القطاعات الاجتماعية من تعليم وصحة مما يعني ضرب القدرة الشرائية وتفقير حتى الفئات الاجتماعية المتوسطة.
3- انتقال الحركات الاحتجاجية الى مستوى أرقى وأكثر تنظيما حتى أصبحت حركات اجتماعية على شاكلة حراك الريف وجرادة وحراكات شعبية قيد التشكل.هكذا تحولت روح حركة 20 فبراير من الطرح السياسي العام الى الطرح السياسي المقعد على ركائز اجتماعية اقتصادية بالإضافة إلى قضايا الهوية أو الخصوصيات الجهوية مثل ما برز مع حراك الريف ومع حراك اكال اليوم في سوس.
4- على الصعيد الجهوي بمنطقتنا اتضحت الرؤية أكثر مع بداية اندحار القوى الظلامية التي ركبت واستولت على السيرورة الثورية بعدة بلدان. لقد سقط أمام الشعب شعار “الإسلام هو الحل” وتلمست الشعوب بأن تلك القوى وظفت الاسلام فقط لكي تتمكن وتخدم مشروعا لا يختلف من حيث اهدافه عن انظمة الاستبداد التي أطيح برأسها في مصر أو تونس أو ليبيا. إن السيرورات الثورية تحاول جاهدة الخروج من عنق الزجاجة وهذا ما تبشر به الثورة السودانية المميزة من حيث وضوح أهدافها ومن حيث القوى المنخرطة فيها والدور الذي تلعبه الطبقة العاملة عبر تنظيماتها الذاتية في هذه الثورة الناشئة.
إننا نحيي الذكرى الثامنة لحركة 20 فبراير وعوامل النهوض تتجمع هنا وهناك، وهذا يوفر الشروط الموضوعية لانطلاقة مجيدة أكثر عمقا وأوسع أفقا. يلزم تدارك العطب الاصلي والذي كان معرقلا حتى لحركة 20 فبراير إبان انطلاقها وهو عطب الشرط الذاتي والذي أساسه غياب التنظيم الحازم والمكافح المرتبط بأوسع الجماهير لكنه المعبر السياسي عن المصالح الطبقية للطبقة العاملة باعتبارها القوة الاكثر جذرية وحزما في النضال والتغيير المنشود. كل المعطيات تبين أن بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة بات مهمة مركزية لجميع الفصائل الماركسية المقتنعة بدور الطبقة العاملة، إنه مهمة آنية لا تقبل التأجيل، وفي ذات الحين لا محيد عن بناء أوسع الجبهات النضالية والتي بدونها يبقى شعبنا مجردا من سلاحه الامضى والأقوى لفرض مطالبه وإرساء حقوقه في العيش الكريم والديمقراطية الحقيقية والتحرر من الهيمنة الامبريالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: أسقطنا طائرة إسرائيلية من نوع -سكاي لارك- وسيطر


.. بالخريطة التفاعلية.. جيش الاحتلال يعود لمخيم جباليا ويكثف غا




.. صرخات فتاة فلسطينية على وقع القصف الإسرائيلي على قطاع غزة


.. رسميا.. مبابي يغادر باريس سان جيرمان نهاية الموسم الحالي




.. نٌقلوا للمستشفى.. دبابير تلدغ جنودا إسرائيليين في غزة بعدما