الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زياد الرحباني في (نزل السرور) البغدادي!!

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 4 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل الحرب الأهلية اللبنانية بعام واحد، قدّم زياد الرحباني مسرحيته الشهيرة (نزل السرور).. وكان عرضاً مسرحياً لخمسة عشر عاماً من الحرب التي أتت على لبنان الأخضر بدءاً من رمال شواطئه التي حاكت آنذاك شواطىء فينيسيا ونيس وهاواي وصولاً إلى أرزه الشامخ عروبة وحرية.. وحولته إلى قطعة من بركان تفجّر دماءً ورعباً.. وتوحشاً.
زياد الرحباني آنذاك لم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من عمره قدّم عملاً مسرحياً رأى من خلاله شوارع بيروت المضرجة بدماء أبنائها وضحايا الخطف والتعذيب والقتل على الهوية.
كان يرى روح بيروت التي تسامت فكراً وثقافةً وحريات سياسية وهي تغادرها نحو المجهول لتخلّف وراءها جثة مدينة عشقت الحياة والحرية منذ أن أبدعتها الآلهة على رمال المتوسط حورية بحر ومنارة تستهدي بها المراكب الضائعة في عرض البحر.
إنها حروب الأهل!!
حرب الأخ ضد الأخ.. والعين اليمنى ضد اليسرى.. والشريان ضد الشريان!!
مذبحة من الوريد إلى الوريد!!
بيروت التي كانت.. لا يمكنها أن تعود!!
وبيروت اليوم هي كائن معطوب ومعطل وفي عينيه نظرة حزن لا معالم لها..
إنها إعاقات الحرب الأهلية التي انتهت منذ خمسة عشر عاماً.. وما تزال تعتمل داخل القلب سوداوية ويأساً وتحسراّ.
بيروت اليوم تنظر إلى بغداد بحزن وهي ترى غدها القادم بقسوة ولؤم!!
عاصمة عربية أخرى تسير بخطى حثيثة نحو المصير ذاته.. والوجع ذاته.. ورعب التوحش والانقسام والذبح العبثي.
وكأن التاريخ يعيد نفسه بصورة هزلية، مضحكة مبكية في آن.
مواكب لا تنتهي من التهجير الطائفي.. مضت تعلن الرحيل عن بلاد بدأت تأكل أولادها!!
في بيروت الأمس كانت الحرب الأهلية والاحتلال والتدخلات الإقليمية تحرك جحافل القتل والجريمة..
وفي بغداد اليوم الحرب الأهلية والاحتلال والتدخلات الإقليمية.. وكلها تعمل في سبيل القضاء على روح بغداد الثقافة والشعر والعروبة وحاضنة التاريخ.
بغداد ليست بحاجة إلى زياد الرحباني ليحدثها عن سنوات عجاف قادمة ومخيفة..
بيروت يا بغداد تحدثك عن السنوات القادمة..
نظرة واحدة إلى عيني بيروت اليوم كافية لاكتشاف الأتون المهيأ لكافة أطياف الشعب العراقي، سنة وشيعة وأكراد..
ورحم الله من قال:
(عيناك غابتا نخيل ساعة السحر)
لتظل كلماته عنوان حب استثنائي لا يمكن للمرء أن يعيشه خارج بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل