الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشركة الأهلية للصناعات المعدنية ( مصنع أبو زعبل للحديد والصلب )

إلهامي الميرغني

2019 / 2 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إحنا العمال اللى اتقتلوا.. قدام المصنع في أبو زعبل
بنغنى للدنيا ونتلو.. عناوين جرانين المستقبل
وحدة صف الأحرار.. جبهة لكل الثوار
عبور الجيش لسينا.. الزحف من الأغوار
جيش العدو يتقهقر.. الأرض قايدة نار
البحر قايد نار.. الاستعمار أثبت فشله
محكمة للمجرمين.. قائمة للمتهمين
إدانة مستر نيكسون.. بقتل الأسطى ياسين
القاتل استعمارى.. القتلى وطنيين
عمال مدنيين.. نصارى ومسلمين
صلاح جاهين
يوم 12 فبراير 1970 قامت القوات الإسرائيلية بقصف مصنع "أبو زعبل" للكيماويات التابع للشركة الأهلية للصناعات المعدنية ، وذلك أثناء خروج العمال بعد الوردية الصباحية قتل منهم 70 عاملا وأصيب 68 آخرون وتم حرق المصنع بالكامل بالنابلم الحارق، ولولا خروج بعض عمال الوردية لكان العمال جميعا قد حرقوا. وفي ذكري قصف مصنع ابوزعيل نتذكر تاريخ مصنع وطني يتم تدميره.
بدأت صناعة الحديد و الصلب فى مصر منذ الأربعينات بشركات خاصة بهدف استغلال الخردة من مخلفات الحرب العالمية الثانية بصهرها بأفران تعمل بالوقود السائل ثم صبها يدويا فى قوالب و درفلتها إلي حديد تسليح و كان ذلك بشركات النحاس المصرية عام 1936 و الأهلية بأبو زعبل عام 1946 ثم الدلتا للصلب عام 1947. وقد تأسست الشركة الأهلية قبل الدلتا للصلب لإنتاج الحديد من الخردة برأسمال يبلغ 120 ألف جنيه .وكانت الشركة تمتلك فرن من نوع " سمنر مارتن " وكان الأول من نوعه في الشرق العربي. ثم خضعت الشركة للتأميم في الستينات واصبحت شركة قطاع عام .
إن مصنع أبوزعبل كان من أكبر مصانع الحديد والصلب فى الشرق الأوسط وكان إنتاجه يغطى السوق المحلية، مع تصدير الفائض منه إلى الخارج، وهو يتبع الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، ويقع على مساحة 106 أفدنة مقسمة إلى 50 فدانًا مقام عليها مصنع الدرفلة، و50 فدانًا عليها الأفران والمخازن، و6 أفدنة للنادى الرياضى وكان يعمل به من 5 آلاف إلى 15 ألف عامل. وقد لعبت درو هام من خلال منتجاتها في بناء حائط الصواريخ ودشم الطائرات والسد العالي ولذلك استهدفها العدو الصهيوني عام 1970.
يقول الكيميائي سعيد أيوب رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة : " إنه من دواعي الأسف والعجب أن تغفل الدولة عن بعض مؤسساتها الصناعية التي تمثل رموزا للصناعة في مصر وتمثل الريادة في العالم العربي والشرق الأوسط.تأسست الشركة وبدأت الانتاج باستخدام الأفران المفتوحة التي تعمل بالمازوت لصهر الخردة الناتجة عن الحرب العالمية الثانية وقدمت الشركة خبراتها للدول العربية الشقيقة في الستينات ومنها شركة الحديد والصلب الاردنية – رياض المفلح وشركاه. وذلك بتدريب بعض الفنيين بالشركة الأهلية.وتظل دائما مساهمة الشركة في نصر أكتوبر المجيد هي المشاركة الأكثر ضياء في تاريخها حيث قدمت الشركة إنتاجها من حديد التسليح وبعض لوازم بناء حائط الصواريخ بطول الجبهة من بورسعيد حتي السويس بالإضافة إلي مساهمتها في إقامة المشروعات الكبري بمصر والعالم العربي وإفريقيا أيضاً.
ويستطرد إن عودة الحياة للشركة الأهلية سيكون إنجازاً بكل المقاييس اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وسيكون تعبيراً عمليا عن المضي قدما نحو تحقيق أهداف ثورتي يناير ويونيو وهو ما يؤكد جدية الدولة في محاربة الفساد وسياسة الاحتكار التي دمرت الاقتصاد المصري خلال ثلاثين عاماً الأخيرة وما ترتب عليه من سلبيات أثرت علي خطط التنمية الاقتصادية بمصر وتراجع الصناعات الاستراتيجية . ولعل الصناعات المعدنية خير مثل لهذا التردي فسعر الطن أرتفع الآن عشرة أضعاف سعره.إن الشركة الأهلية تملك كل المقومات الجاذبة للاستثمار من هذه المقومات الموقع الجغرافي المتميز للشركة بين ثلاث محافظات القاهرة والقليوبية والشرقية وما يحيطها من طرق هامة. العمالة المتوفرة بالمجتمع المحيط بالشركة وهو ما يوفر كثيراً في تكلفة نقل العاملين بالإضافة إلي الخبرات لدي هذه العمالة خاصة الذين تركوا الخدمة – معاش مبكر – توافر منافذ للغاز الطبيعي ، توافر محطة محولات الكهرباء والتي تم إنشائها بالمشاركة مع هيئة كهرباء مصر.أملنا كبير في إتخاذ إجراءات سريعة من الحكومة لإعادة الحياة للشركة الأهلية التي تمثل رمزا للمؤسسات الوطنية ورافدا هاماً لصناعة استراتيجية لها دور هام في المرحلة القادمة ".
تشير الإحصاءات إلى أنه عند إغلاق مصنع حديد أبوزعبل كانت خطوطه تقدم إنتاجًا مطابقًا للمواصفات العالمية (الأمريكية – اليابانية – الفرنسية – الإنجليزية) بكمية أكبر من 150 ألف طن سنويًا وهو رقم كبير بالنسبة لتلك الفترة. هنا تتبادر عدة أسئلة، إذا كان المصنع يعمل بهذه الكفاءة.. لماذا توقف عن العمل؟ ولماذا في هذا التوقيت تحديدًا، الذي بدأت تنشط فيه كيانات خاصة في هذا المجال؟
لعل توقيت الإغلاق يثير الريبة، حيث إنه تزامن مع نشاط متصاعد لإحدى الشركات الخاصة المنافسة، وهي حديد عز (العز لصناعة حديد التسليح سابقا)، والتي تأسست في 2-4-1994 أي قبل إغلاق المصنع بأربع سنوات فقط.
يقول المهندس إبراهيم سالم محمدين وزير الصناعة الأسبق والرئيس السابق لمجلس إدارة شركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب (الدخيلة) في حوار سابق لـ"الأهرام" نشر في 5 أبريل 2011 إن الفترة التي تلت عام 1997 شهدت منافسة شديدة بين شركات الحديد، وكان مشروع "حديد عز" في مراحل إنشائه، وأن البنوك أحجمت عن المشاركة بفعالية في تمويل شركته (الدخيلة) بناء علي تعليمات مباشرة من الدكتور يوسف بطرس غالي وزير الاقتصاد السابق، وأن الحكومة تعمدت وقتها إعفاء خام البليت (العنصر الأساسي في صناعة حديد التسليح)، المستورد من الرسوم الجمركية مما جعل شركات إنتاج حديد التسليح الخاصة تقبل علي استيراده لانخفاض سعره عن الخام الذي تنتجه الشركة المحلية، وبالتالي أصبحت تكلفة إنتاج حديد التسليح في الشركات الخاصة أرخص مما تنتجه مثيلتها الحكومية, فأحجم التجار والمستهلكون عن الشراء.
وتابع، أن الحكومة قررت أيضًا إعفاء حديد التسليح المستورد كمنتج نهائي من الضرائب، مما جعل المستوردين يطرحونه في السوق المصرية بأسعار أقل من أسعار المنتج محليًا، مما تسبب في إغراق السوق بالحديد المستورد، وجعلنا لا نجد طريقة لتصريف المخزون الهائل لدينا من الحديد والبليت، الذي صنعناه من قبل صدور هذه القرارات، وأسهم ذلك في انعدام السيولة لدينا.

وأضاف المهندس إبراهيم أنه بعد عام واحد من تسلم عز رئاسة مجلس الإدارة تمت الموافقة علي قرض بـ50 مليون جنيه لشركته في حين رفضت الحكومة منحنا أي قروض، وظلت الأزمات تتلاحق إلى أن بيعت الشركة لرجل الأعمال أحمد عز. كلام المهندس إبراهيم سالم يعطي صورة عن شكل سوق الحديد خلال الفترة التي تعرض لها منافس آخر لـ"حديد عز" للإغلاق، وهو مصنع "أبوزعبل".
كان آخر سعر وصل له طن الحديد هو 900 جنيه، إلا أنه ومع أواخر يناير 2003 زاد سعره ليصل إلى 2300 جنيه، ثم 8000 جنيه في 2008؟
هكذا كانت مراحل تدمير شركات القطاع العام والصناعات الاستراتيجية لصالح الاحتكارات وسيطرة القطاع الخاص الذي ألهب أسعار الحديد وجني مليارات الارباح وراكم خسائر شركات القطاع العام التي توقفت وتحولت الي عنابر مهجورة كما في الدلتا للصلب والنحاس المصرية والأهلية في أبو زعبل بجانب تعمد وقف الاحلال والتجديد في مصنع الحديد والصلب في حلوان ليصبح القطاع الخاص هو المسيطر الرئيسي علي السوق.
وقد وصفت جريدة " الوطن " ما حدث في الشركة الأهلية بأنه اغتيال اقتصادي ونشرت تقول : فاجأة وبدون مقدمات توقف المصنع عام 1999، وانطفأت أفران الصهر والصب وأغلقت الورش أبوابها، ومنذ ذلك الحين، تم تفريغه من عماله بإحالتهم إلى المعاش المبكر، ولم تنجُ المعدات وأفران الصهر من عملية الاغتيال حيث تم بيع بعضها بالقطعة وترك البعض الآخر فى العراء على مدار 13 عاما فاعتراها الصدأ وكساها التراب، وتركت إدارة المصنع العديد من المعدات والأفران التى نجت من عمليات البيع والتصفية لكنها لم تنجُ من الاغتيال والتدمير حيت تتضمن عنابر المصنع المكشوفة فرن إنتاج سحب آلى لصب الحديد وفرنا آخر نصف آلى وثالثا يدويا، بينما يقبع فرن التسخين أسفل عنبر آخر حديدى وقد تآكل بنيانه، وأصبح مرتعا للكلاب الضالة التى استوطنته، وتقدر هذه الأفران بمئات الآلاف من الدورلات، واكتفت الإدارة ببضع نفر من العاملين بالشركة لحراسة بقايا المعدات.
بدأت مأساة المصنع فى عام 2002 عندما أعلنت الشركة تصفيته، بسبب ديونه التى وصلت لنحو مليار ونصف مليار جنيه، وفى عام 2008 قررت الشركة الأهلية للصناعات المعدنية والهندسية فتح باب المعاش المبكر أمام عمال المصنع، وتم الإعلان عن طرحه فى مزاد، واشتراه مستثمر إماراتى بحجة تطويره، وبلغ سعره فى المزاد 460 مليون جنيه، إلا أن المستثمر تعثر فى السداد، وانهار المصنع وأغلق أبوابه بعد أن تفاقمت المشاكل بسبب سوء الإدارة.
عام 2014 وافق المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وقتها على الطلب المقدم من محمود بدر وكيل مؤسسى حزب الحركة الشعبية العربية "تمرد" ، و الخاص بضرورة عودة فتح وتشغيل مصنع أبو زعبل للحديد والصلب التابع للشركة الأهلية للصناعات المعدنية والذى كان مغلقا منذ أكثر من 10 سنوات، فى إطار سياسة "مبارك" لغلق الصناعات الثقيلة وإخلاء الطريق لعصابات الاحتكار والتى تحكمت فى احتكار صناعة الحديد فى مصر. وأكد أن إعادة تشغيل المصنع سيوفر الالاف من فرص العمل ، التى تساهم فى القضاء على البطالة، و أن رئيس الوزراء أمر على الفور بتشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة، لبحث إمكانية عودة العمل فى المصنع فى أسرع وقت ، منوهاً على أن تلك الخطوة لن تكون الأخيرة فى محاولة توفير حياة كريمة للمصريين . ولم تتخذ أي خطوات عملية لإعادة تشغيل المصنع وذهبت حكومة المهندس محلب دون ان تفي بوعودها تجاه أبوزعبل للصلب.
عام 2017 أجرت جريدة "الأخبار" تحقيق حول المصنع وقال فيه : المهندس السيد جلال صادق والذي يعمل في المصنع منذ عام 73 والذي اكد ان " ‬البنية التحتية" الموجودة في المصنع لن يستطيع احد ان يقوم بعملها بنفس الجودة مرة اخري بالإضافة الي ارتفاع نسبة التكاليف في انشاء مصنع كبير مثل ذلك بالإضافة إلي إن هناك مواصلات موجودة بالفعل وخط سكة حديد كان يدخل إلي قلب المصنع علاوة علي وجود مرسي علي ترعة الإسماعيلية لسهولة النقل البحري وقتها ولجلب المازوت ومواد الطاقة التي تستخدم في تشغيل المصنع.
وفي نفس السياق قال المستشار محمد عيد الممثل القانوني للشركة الأهلية للصناعات المعدنية والمفوض من قبل الشركة لادارة مصنع ابوزعبل للحديد والصلب متسائلا " ‬إنتو فين بعد 17 سنة جايين ليه؟" بهذا السؤال بدأ مفوض الشركة الأهلية حديثه مع جريدة الأخبار والذي اكد فيه ان الخسائر التي تكبدتها الشركة عام 2002 جاءت بسبب التكنولوجيا المتأخرة للمصنع فحققت الشركة 460 مليون جنيه خسائر بالنسبة لرأس المال الذي لم يتجاوز 29 مليون جنيه وتم تطبيق القانون وتم تصفية الشركة وذلك بعد عام 2008، حينما اعلنت الحكومة بيع المصنع في مزاد علني، وبالفعل رسا المزاد علي مستثمر اماراتي مقابل460 مليون جنيه، ولكنه حتي الان لم يسدد ثمن البيع، وأمهلته الحكومة حتي نهاية شهر مارس 2010 لسداد المبلغ أو فسخ العقد، ورغم مرور المدة المحددة لم يتم السداد، واعتبر عمال المصنع المشردون أن المفاوضات تعثرت مع المستثمر في 2011 حيث قامت الثورة ووقتها أقرت الحكومة بضرورة عمل الشركة الأهلية مرة اخري ولكننا ننتظر الفرج .
وأضاف عيد ان الشركة قامت بتقييم المصنع وجاهزون للطرح وكانت هناك بعض الشركات والمستثمرين الذين اخذوا فكرة عن المصنع ومكانه المتميز حيث انه "‬مكسب لأي حد" علي حد قوله فالمصنع يقع ضمن مساحات شاسعة اضافة إلي وجود محطة كهربائية تستطيع توليد كهرباء لمدينة قليوب باكملها وليس المصنع فقط فهي تنتج 100 ميجا فولت كما ان هناك خط سكة حديد علي جانبي المصنع وكان يدخل إلي المصنع قديما بالإضافة إلي وجود مصدر طبيعي للتبريد وهي ترعة الإسماعيلية ، واضاف مدير مصنع الحديد والصلب بابو زعبل ان المصنع من الممكن ان يعود إلي الانتاج خلال 7 شهور فالمصنع لا يحتاج سوي المعدات التكنولوجية الحديثه فالبنية التحتية كلها موجودة ولن تستطيع عمل "‬افران وجمالون" مثل الموجود هنا في ابو زعبل والذي كان يضم بين احضانه 3700 عامل ومهندس ، وفي الثمانينيات واوائل التسعينيات كان سعر الحديد مستقرا بقرار من وزير الصناعة وقتها ومن قبل هذه الفترة ايضا ابان فترة السبعينيات وبالتحديد في اخر حروب الاستنزاف وبداية حرب 73 فكان المصنع هو الذي ينتج الحديد "‬الدشم" وتم ضرب المصنع بغارة جوية سنة 70 راح ضحيتها 88 شهيدا و150 مصابا ولحقت اضرار ليست صغيرة بالمصنع ولكنه وقف علي قدميه مرة اخري خلال أيام ، واشار عيد بانه يجب اعادة الحياة لصناعة الحديد والصلب خصوصا في القطاع العام فالحديد كان في شهر ابريل قد وصل إلي 4800 جنيه اما الان فتجاوز ال10600 جنيه مما ينذر بكارثة وضرورة ملحة بعودة الصناعة الوطنية في هذه الصناعة الأستراتيجية الا وهي الحديد والصلب ، واختتم مفوض الشركة الأهلية للصناعت المعدنية ومدير المصنع بان مقومات المصنع قابلة للتشغيل فلدينا 88 فدانا مسجلة باسم الشركة ومحطة كهرباء كبيرة بالإضافة إلي وجود خطي غاز طبيعي مضيفا انه قام بعمل تقييم بقصد تحديث المصنع والتطوير ولكن الحل يكمن في جلب المستثمر المناسب للمشاركة في اعادة تشغيل المصنع او تطويره فالشركة عليها ديون ب850 مليون جنيه من ضرائب والشركة القابضة ووزارة المالية والبنوك".
يونيو 2016 قررت الجمعية العامة للشركة القابضة للصناعات المعدنية مد أجل تصفية الشركة الأهلية للصناعات المعدنية بعد 18 عاما من دخولها إلى قفص التصفية.قرار الجمعية العامة حول الشركة يشير إلى البدء فى مخطط دمجها بشركة الدلتا للصلب والاستفادة من رخصة المصنع، ورخصة حديد التسليح الذى تملكه الشركة التى لم تعد إلا قطعة أرض فقط فى منطقة أبو زعبل. وهو ما ينفيه كلام مفوض الشركة ورغم ذلك لم يتم الدمج مع الدلتا للصلب واستمرت الشركتين تعاني غياب خطط التطوير والتشغيل.
مارس عام 2018 تقدم النائب محمد صدقي هيكل عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة والخصوص والعبور بالقليوبية بطلب إحاطة لمجلس النواب وذلك لبيان ومعرفة الأسباب التي أدت إلى توقف مصنع الحديد والصلب بأبو زعبل التابع للشركة القابضة للصناعات المعدنية.وكان من المقرر أن تعقد لجنة الصناعة بالبرلمان إجتماعا في مارس 2018 لمناقشة الأسباب التي أدت إلى توقف الشركة الأهلية للحديد والصلب بأبو زعبل عن الإنتاج وخطة الحكومة في إعادة تطوير وتشغيل الشركة مره أخرى ولكن تم تأجيل المناقشة . ولم يطرح علي لجنة الصناعة مرة أخري.
إبريل عام 2018 قال مدحت نافع، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، التابعة لوزارة قطاع الاعمال العام، إن الشركة تنفذ حاليا إجراءات تصفية الشركة الأهلية للصناعات المعدنية. ومرت رحلة تصفية الأهلية للصناعات المعدنية بعدة مراحل، حيث صدر قرار تصفيتها الأول عام 2004، إلا أن وزارة قطاع الأعمال العام، تراجعت عن قرار التصفية في 2011، وظل هذا الوضع ساريا حتى 2016. وفي يونيو 2016، قرر وزير قطاع الأعمال العام السابق أشرف الشرقاوي، مد أجل تعليق تصفية الشركة لمدة 6 أشهر، قبل أن تقرر الشركة القابضة السير في إجراءات تصفيتها مرة أخرى. وبذلك تريد الشركة القابضة استكمال إجراءات التصفية .
مايو 2018 خاطبت وزارة قطاع الأعمال العام، عبر الشركة القابضة للصناعات المعدنية، وزارة المالية من أجل رفع الحظر عن تصفية الشركة الأهلية في "أبوزعبل" التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية. وقال خالد العتر، الخبير الاقتصادي، إنه من الممكن عودة المصنع إذا أرادت الحكومة ذلك خاصة أنه في حالة عودته للعمل من جديد سيستوعب من 5 إلى 15 ألف عامل ومهندس وفنى. لكن الدولة لا تريد عودته للانتاج وتريد الاستفادة من الأرض.
14 نوفمبر 2018 نشرت جريدة "الوقائع المصرية" في عددها رقم 257، قرار شركة الصناعات المعدنية (شركة قابضة مساهمة مصرية) رقم 438 لسنة 2018، إنهاء عمل محمد محمد عيد على المصفى للشركة الأهلية للصناعات المعدنية اعتبارًا من 28 أكتوبر 2018 ( وهو الذي دافع عن الشركة واعادة تشغيلها في حواره مع الأخبار عام 2017 ) والعرض على الجمعية العامة القادمة للنظر في إخلاء طرفه. وتعيين المحاسبة فتحية حسن خضر مصفيًا للشركة الأهلية للصناعات المعدنية. هكذا تمضي الحكومة في خطة التصفية .
إن الشركة الأهلية للصناعات المعدنية تمثل أحد نماذج تدمير وإهدار المال العام عبر سنوات وكل ما تنظر له الحكومة هو كيف يمكن الاستفادة من ارض الشركة في ابوزعبل 106 فدان . دون اي اهتمام او رؤية لصناعة استراتيجية تمثل قاعدة للصناعات الثقيلة ولا للمعدات الموجودة والخبرات القادرة علي إعادة التشغيل.
إن المطروح ليس بيع الشركة لمستثمر آخر بعد فشل البيع للمستثمر الاماراتي الذي اتهم ادارة الشركة القابضة بالتلاعب في تسليمه الشركة واتهمته الشركة القابضة في التعثر في السداد. والان كل هدف الحكومة والشركة القابضة تصفية الشركة وبيع معداتها خردة كما حدث مع الكثير من الشركات .
لذلك فإن تنظيم حملة شعبية للدفاع عن الشركة الأهلية في أبوزعبل يعد مهمة وطنية لأهالي الخانكة وابو زعبل بل ولكل مواطني محافظة القليوبية .ويمكن للحملة استخدام الوسائل الاعلامية والقانونية لمنع تصفية وبيع الشركة.اضافة الي التواصل مع القيادات الوطنية التي تركت الشركة والعمال الذين خرجوا في المعاش المبكر والعمال المتضررين من التصفية .
لنجعل من قضية الدفاع عن الشركة الأهلية في أبو زعبل جزء من توجهنا للدفاع عن الصناعة المصرية والتنمية وتوفير فرص العمل المنتج وكسر الاحتكارات في صناعة الحديد والصلب عصب الصناعات الثقيلة .

إلهامي الميرغني

المصادر :
- شبكة الحديد والصلب مصر – صناعة الحديد والصلب في مصر 3 ديسمبر 2015.
- د. أحمد رشيد مجلة العلوم القانونية والاقتصادية ( كلية الحقوق - جامعة عين شمس ) -- شركة الحديد و الصلب المصرية : دراسة تحليلية في إدارة و تنظيم القطاع العام – يناير 1968 – صفحة 245 -279 .
- اخبار الخانكة – محمد سراج - حديد أبو زعبل .. الحكومة تواصل دعم الفساد للقضاء تماما علي المصنع .
- بوابة الأهرام – محمد جمال العزالي - بالفيديو.. "بوابة الأهرام" تبحث وسط أكوام الخردة عن أسباب إغلاق مصنع أبوزعبل للصلب.. ولماذا تجهض محاولة عودته؟ - 29-11-2015 .
- الوطن - عبدالوهاب عليوة :صناعات الألف مصنع تنهار.. وتشرد مئات الآلاف من العمال - 23-07-2012 .
- صدي البلد –إبراهيم الهواري - مصنع الحديد والصلب بأبوزعبل أبرز نتائج ثورة 23 يوليو بالقليوبية .. – 21- يوليه 2018.
- مباشر مصر - رئيس الوزراء يوافق على إعادة تشغيل مصنع "أبو زعبل للحديد والصلب" - 23 يونيو 2014.
- الأخبار – محمد وهدان – هند النمر - الإهمال يضرب «حديد أبو زعبل» ! – 2 فبراير 2017.
- اليوم السابع – عبدالحليم سالم - بعد 18 عاما من تصفيتها.. القابضة المعدنية توقف تصفية الشركة الأهلية للصناعات وتدرس دمجها مع دلتا الصلب.. الفقى: الوزير طلب مقترحات لاستغلال الأصول ودراسة دمج الشركة لبناء مصنع جديد وأفران بـ250 مليونا - 26 يونيو 2016 .
- القليوبية الآن - محمود شنقير – أحمد عبد العظيم - بالصور إحدي قلاع صناعة الحديد والصلب بأبوزعبل بالقليوبية يتحول لخرابة .
- مصراوي – شيماء حفظي - رئيس القابضة المعدنية: جارٍ تصفية شركة "الأهلية للصناعات المعدنية" - 5 أبريل 2018.
- الدستور – أسامة الشندويلي - تفاصيل تراجع الحكومة عن بيع أصول مصنع حديد أبوزعبل – 1 مايو 2018.
- فيتو – حنان عبدالهادي - «الأهلية للصناعات المعدنية» تنهي عمل مصفي الشركة - 14 نوفمبر2018 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر