الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمامة الاحياء الفقيرة، لاتوجد فيها نفائس

جاسم محمد الحافظ

2006 / 4 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العراق المتميز بموقعه الجيوسياسي الهام وخيراته الوفيرة، ظل على الدوام مركز جذب
وتقاطع لمصالح الاطراف الاقليمية والدولية في الشرق الاوسط وضحية لصراعتها المجنونة
الرامية لتعطيل حركة التطور الفكري والثقافي للعراقيين ومنعهم من النهوض مرة اخرى كي ينشروا الخصب والرخاء، ولايخترقوا عوالم الجهالة والتخلف ليؤسسوا نظاما سياسيا واقتصاديا محلي واقليمي يتسم بالديناميكية والوفرة والتاثير.
وليس ادل على ذلك من اصطفاف وتحالف القوى الرجعية المحلية والاقليمية في
حلف مقدس ضد ثورة 14 تموز الوطنية وؤد مشروعها الوطني التحرري على
الذي تم على ايدي البعثيين....والذين نشهد اليوم تحالف فلولهم مجددا مع ذات القوى ولنفس الاهداف، يزعق في ركبهم الاذاعي المصري احمد منصور كصدى صدء لزعيق سالف الذكر احمد سعيد من اذاعة صوت العرب انذاك.
ولتوخي الدقة والانصاف في الوصف والتحليل ينبغي الاشارة الى الاضرار الكبيرة
التي الحقتها الاحزاب الوطنية والدينية العراقية بالمصالح العليا للشعب العراقي
جراء التباين والاختلاف في في الرؤى والتطرف في المواقف.

فاليوم وبعد ثلاث سنين من سقوط الديكتاتورية وسيادة دور احزاب الاسلام السياسي اصبح المشهد اكثر تعقيدا، لما تتصف به هذه الاحزاب من عداء مستحكم للديمقراطية وحقوق الانسان( كما شهدت وقائع الانتخابات الاخيرة من تجاوزات بلغت حد القتل للمناؤيين السياسيين). ومن تشوش وبلبلة في الرؤية السياسية للاحداث وغياب واضح للبرنامج الاقتصادي وفشل ذريع في ادارة الدولة وعجزكبير في تامين الحاجات المادية والروحية للناس( مع التسليم في براعتهم في ادارة المناقب النبوية والمواكب الحسينية)
ولهذا كله سقطت بعض قيادات هذه الاحزاب في وحل المصالح الشخصية والحزبية الانانية والضيقة فادخلو البلاد في فراغ سياسي ( اسثمره الارهابيون ايما استثمار) واتون صراع دموي يرسخ ويعمق الفرقة بين ابناء الشعب ويشرخ وحدتهم الوطنية يدفعهم للتخندق وراء مستنقعات الطائفية والقومية العنصرية... تلك المستنقعات التي لايجيد الخوض فيها الا اعداء شعبنا والمروجيين لاشعال فتيل الفتنة فيه.
ولبؤس ماهم فيه من مازق لجاؤا الى تشجيع النعرات القبلية والعشائرية على حساب العمل على بناء وتوطيد اشكال الادارة الحديثة للمجتمعات الانسانية ونشر قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، هذا فضلا عن ذلك سعيهم لاختطاف سكان الجنوب في اطار الاقليم الساعين لتشكيله، ولابتلاع الدولة عبر تامين الملاذ في احزابهم وتنظيماتهم للكثير من الموظفين البعثيين المطلوبين للعدالة وانتهاج سياسة اسلمة المؤسسات التعليمية على شاكلة سياسة تبعيث التعليم سيئة الصيت.
فاحزاب الاسلام السياسي الشيعية منها( التي ارهقت اخطائهم المرجعية في النجف الاشرف عاملة على توريطها فيما لاتحب ولايشرفها)، تعيش مازقا فكريا وتنظيميا مكلف للشعب ولجماهيرها بالتحديد، تماما كماهو حال احزاب الاسلام السياسي السنية التي طالما اتصف خطابها بالدعوة الى العنف وبالتعالي على الناس وبالعنصرية والعنجهية المستمدة من قبيح الماضي القريب مخالفين بذلك تعاليم محمد بن عبدالله(ص) القائل(المسلم من سلم الناس من لسانة ويده)و(افضلكم عند الله اتقاكم).
غير ان الذي ورد انفا لايعفي التيار العلماني واحزابه السياسية من المسؤلية، حيث يقع عليهم واجب استعادة زمام المبادرة السياسية وحشد طاقات الجماهير حول اوسع جبهة للديمقراطيين المناهضين للطائفية والعنصرية ،واستثما ر المزاج الدولي المتعاطف مع شعبنالاقتناص تلك الفرصة التاريخية(التي لاتقدرها الاحزاب الاسلامية) لتصحيح مسار العراق ووضعه على طريق التقدم التكنولوجي والازدهار الاقتصادي والثقافي . ان ذلك يتطلب شروطا موضوعية اهمها طمانت
الجماهير واقناعها بصحة تكتيك واستراتيجية التيار، وازالة مخاوف الناس من عودة البعث الى الواجهة السياسية، وتلك التهمة تحوم باستمرارحول حزب الاستاذ اياد علاوي وتدفع اطراف التيار العلماني وشخصياته الاخرى ثمن ذلك.
اني اعتقد جازما(وناصحا) بان اي حزب سياسي يظن انه قادرعلى بناء هيكله التنظيمي او تجديده بمواد نافعة يكون مصدرها من انقاض حزب البعث وممارسات اعضائة سيجد نفسه كما الباحث في قمامة الاحياء الفقيرة حيث لايعقل ان تحوي نفائسا!
فانفضوا ايديكم ايها السادة جهارا عن البعث وماضية المخزي ،واستجيبوا لارادة الشعب الحرة لسد ذرائع المزايدين كما فعل اصدقائنا الالمان مع الهتلريين الفاشست، فالمستقبل ارحب واجمل من دهاليز سجون البعث ومقابره الجماعية وسموم غازاتة.
ان اردتم بناء دولة علمانيه عصرية ومتحضرة تاخذ من الدين اجمل مافيه وتصون القانون وحقوق الانسان وتحقق احلام الفقراء في العدالة الاجتماعية والتحرير الناجز للوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جودي سكيت.. يكشف عن أشياء مستحيل أن يفعلها ومفاجأة عن علاقته


.. تساؤلات حول تقرير واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غ




.. بعد الوصول إلى -طريق مسدود- الهدنة لا تزال ممكنة في غزة.. «ج


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر




.. تحرك دولي لإطلاق تحقيق مستقل بشأن مقابر جماعية في قطاع غزة