الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدائرة الجهنمية المغلقة

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2019 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كنت دوماً أركز على القاعدة، كمنتِج لكل ما هو على القمة‎.‎
أن الأحرار قبل الحرية. . الديموقراطيون قبل الديموقراطية.‏
وأنه إن كان لابد من الهتاف فلنهتف:‏
يسقط جهل الشعب. تسقط خرافات الشعب. يسقط استنطاع وتواكل الشعب
وأنه لا بأس من تحميل "الحكام" كل بلاوينا، مع الأخذ في الاعتبار أن "الحكام" قائمة طويلة تمتد من القمة للقاعدة‎.
بداية من رئيس الجمهورية، حتى ملاحظ فريق من عمال النظافة.‏
لا تستطيع أن تقيم برجاً فوق مستنقع، ما لم تجففه وتضع فيه أساسات جيدة. . كذلك نظم الحكم الديموقراطية.‏
فالفرق بين أنظمة وحكام دول العالم، هو الفرق بين شعوبهم‎.‎
كنت مصمماً على حتمية تحسين التربة ونوعية المزروعات، لنحصل على ثمار مختلفة. . العكس مستحيل.‏
قبل 25 يناير 2011 كانت كل كتاباتي تركز على حالة الشعب المزرية، التي لا ينتج عنها غير الفساد والاستبداد ‏المجتمعي والسياسي‎.‎
مع أولى أيام الثورة أخذني الحماس، وقلت لنفسي ولأصدقائي أن الشعب بهتافه "عيش. حرية. كرامة إنسانية‎"‎، قد أثبت ‏أن كل ما سبق وكتبته محض كلام فارغ، وها هو الشعب الذي ازدريته يهتف للحرية‎.‎
هتفت معهم بملء حنجرتي وقلبي وعقلي: "عيش. حرية. كرامة إنسانية‎"‎
ثم كان ما كان‎. .‎
بالطبع في غمرة حماسي للثورة، لم تغب عني لحظة المحاذير التي وقعت البلاد بعد ذلك فيها، وصرخت محذراً بها ‏طوال الوقت، بقدر ما يستطيع صوتي أن يصل‎.‎
لم تغب عن عيني لحظة أنياب ذئاب الإخوان المسلمين والسلفيين، ولا حوافر اليسارجية والناصرجية والفوضوية‎.‎‏ فهؤلاء ‏سرطان متغلغل في العمود في الفقري للأمة المصرية، يجعله يعيش محنياً منكفئ الوجه.‏
الآن يستنكر علي البعض أن أتعلم ويتعلم معي المصريون من تجربتنا الأليمة، التي خربت الدنيا من حولنا‎.‎‏ ويتوقون ‏محاولين الدفع لنفس تجربة الثورة، بذات القاعدة والمقدمات التي أدت بثورة 25 يناير إلى ما أدت إليه.‏
لم ولن أكون مناصراً للاستبداد‎.‎‏ . الاستبداد لا يمكن مهما ادعى أو حاول استنارة أن يكون هو الحل‎.‎
من يتهمونني بمناصرة الاستبداد، حين أحمل الشعب مسئولية بؤسه، أتهمهم أنا بالسعي لفرض رؤى لا يفهمها ولا ‏يريدها الشعب، الغير مؤهل لقبولها. . وهذا قمة الاستبداد.‏
ما الحل إذن؟
كيف نكسر تلك الدائرة الجهنمية المغلقة:‏
قاعدة شعبية فاسدة،
تنتج فساداً عند القمة،
ليضخم فساد القمة من فساد القاعدة ويزيده انتشاراً وتفاقماً‎.‎
التغيير الحقيقي لا يتحقق فجأة بثورة أو ببضعة قرارات. تتغير الشعوب بالزحف بالغ البطء للأمام حضارياً، فيما شعبنا ‏ينزلق بسرعة للهاوية.‏
لا أعرف حلاً‎. .‎
ليس لدي وصفة سحرية "تحيل ماء الفسيخ إلى شربات"‏‎.‎
أعرف فقط أن أرفع راية التنوير والحداثة بقدر ما أستطيع‎.‎
أن أصرخ في وادي التخلف والظلامية والخرافة ، بفكر الحرية والعلم والعقلانية‎.‎‏ . بقدر ما يمكن لصوتي أن يصل.‏
هذا أقصى ما أستطيع‎.‎








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت