الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكان العراق الاصيلون مطاردون مسبيون

السيد حميد الموسوي

2019 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ما تعرض ويتعرض له مسيحيو العراق والايزيديون والمندائيون والشبك في العقد الاخير من تأريخ العراق الجديد امر لا يدعو للألم او الاسى فحسب؛ ولا يثير الاستغراب والشجب والاستهجان فقط؛ بل هو تصرف مشين متدن يصم الجميع بالعار والشنار، ويضع الجميع في دائرة الاتهام، ويكشف حجم المؤامرة القذرة المحاكة لتمزيق وحدة العراقيين بقدر ما يشير اليه من ضعف في اجهزة الحكومة وتواطىء وتورط بعض الجهات الداخلية والخارجية في تنفيذ مفردات هذه المؤامرة.
يقول الامام علي: من وضع نفسه موضع الشبهة فلا يلومن من اساء الظن به.
الاحزاب الكبيرة استضعفت هذا المكونات الاصيلة وزادتها تهميشاً واقصاءً والقت بها خارج دائرة المحاصصات.
الحكومة تناستها في تشكيلاتها وتشاغلت عن حمايتها فلم تجد لها مكاناً في وزاراتها ولجانها ومفوضياتها.
البرلمان استكثر عليهم نسبة الكوته الخجولة ليزيد الشبعانين تخمة ويوغل في المحرومين غبناً وحرمانا، الاكراد نافسوهم على الشبر الذي تبقى لهم في سهل نينوى "حصتهم من جغرافية العراق الواسعة"!.
القاعدة "كفرتهم واخرجتهم من الملّة" واحلّت ذبحهم!. ودواعش دولة العراق اللااسلامية فرضت عليهم "الجزية" والذبح والسبي والتهجير. والجماعات المسلحة طالبتهم "بأتاوات العصملي"، والجماعات المشبوهة منّتهم وزينت لهم الهجرة،الاميركان واعراب الخليج حشدوا عليهم كل فصائل الارهاب تنظيما وتسليحا وتمويلا واعلاما وتسترا ؛ والمسؤولون الاوربيون اطلقوا التصريحات الكاذبة المنافقة مرحبين بهم اعلامياً ومؤلبين كل الجهات عليهم بالنتيجة والفعل !.
وهاهم مطاردون من جهاتهم الست ..من اعلاهم واسفلهم ومن بين ايديهم ومن خلفهم من عدو يشترك الجميع في تأليبه -بشكل وبآخر- وامداده سراً ويتبرأ الجميع من جرائمه وافعاله علناً!.
لقد صار سكان العراق الاصليون "على آخر الزمن" غرباء مطلوبين مسبيين مطاردين مهجرين .
عزاؤنا في قوله الله تعالى: "ونريد ان نمنَّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين".والعتب كل العتب على رفاق الدرب الذين تناسوا غصة التهميش التي ذاقوا مرارتها عقوداً وناضلوا ضدها سنينا كيف يرضونها لاخوانهم ورفاق مسيرتهم الدامية؟!.
أخوة الوطن والايمان والانسانية : لم تكن المرة الاولى التي تتعرضون بها للتهميش والمطاردة والابادة ؛ولم يكن العراق الساحة الوحيدة التي شهدت معاناتكم واستهدافكم ؛فعلى امتداد جغرافية الوطن العربي امتد طريق الجلجلة ..وعلى مدار الزمن تحملون صلبانكم تتوارثونها وتورثونها جيلا جيلا . لا تهنوا ؛لاتحزنوا ؛لا تهاجروا .. تشبثوا بارض اجدادكم باظافركم واسنانكم ومدوا في اعمق اعماقها جذوركم لتعانق عروق اسلافكم بناة العراق واصل وجوده.
انتم ملح العراق وذاكرته الحضارية ؛لا تبتئسوا ..لا تسأموا .. اصبروا وصابروا ورابطوا ،فطريق الايمان لم يكن يوما محفوفا بالزهور والرياحين ؛انه طريق ذات الشوكة ،الم يخبركم انبياؤكم :انكم ستعودون غرباء وان قاتليكم يتوقعون دخول الجنة بقتلكم ؟!.
انتم الاقدر على صناعة المحبة ..اذ لا يوجد انسان ولد وهو يكره الناس بسبب لونهم اودينهم اوقوميتهم.. البشر يتعلمون الكراهية بمرور الزمن وحسب الظروف ؛فاذا كان بالامكان تعليمهم الكراهية اذن من باب اولى ان نعلمهم الحب لان الحب اقرب الى القلب من الكراهية؛وانتم قادرون على ذلك.ولكم في محروس المسيحي المصري الف عبرة وعبرة :
محروس الطيب هو: صلاح بخيت محروس مسيحي مصري يسكن مدينة الاسكندرية اصرّ على المشاركة في مسابقة تخص معلومات عن الدين الاسلامي نظمت بعد صلاة عيد الفطر في احد مساجد محافظة الاسكندرية. ومع ان اسئلة المسابقة تحتاج الى ثقافة واسعة ورصيد كبير من المعلومات الاسلامية فقد فاز هذا المسيحي الطيب بالجائزة الأولى والتي هي عبارة عن رحلة عمرة للديار المقدسة ذهاباً واياباً مع كافة مستلزماتها ومصاريفها ليوجه لطمة لوجه كل من ساند ودفع الارهابيين الذين يستهدفون الاقباط وكنائسهم في مصر . صلاح بخيت محروس المسيحي تبرع بهذه الجائزة الثمينة لجاره المسلم في حي البصل بالاسكندرية. موكداً صدق العلاقة الاخوية ومومناً بان الاديان تصدر عن منبع واحد. هذا هو الرد المسيحي المتنور على دعاة الارهاب ومموليه وداعميه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد حميد الموسوي
نصير الاديب العلي ( 2019 / 2 / 20 - 22:31 )
عن اذن اخينا الكبير الأستاذ الحوار المتمدن
هذا ليس راي انا وانما واقع العراق و واقع مدينة الموصل
بعد كل هذه التضحيات والدماء السخية الغالية من أبنائنا الجيش والحشد الشعبي بتنظيف الموصل من الدواعش تعيد الساعة عقاربها للوراء من جديد فبدلا من الدواعش باتت الأمور تسير نحو الاسوا وتتخذ منحى اخطر من الدواعش الا انهم الشبك الشيعة الذين يحاولون التعرض للقرى والبلدات المسيحية والتحرش بايناء هذه البلدات واننا على أبواب فتنة كبيرة من قبل الشبك وسينفجر الوضع ان لم يضع حدا لهذا الاستهتار قريبا
هذا هو الواقع الذي على أبواب الانفجار


2 - السيد
nasha ( 2019 / 2 / 21 - 02:33 )
هل اسمك ايها الكاب السيد فلان ابن علان؟؟
ام اسمك فلان ابن فلان دون السيد؟
السيد على منْ؟ الا تخجل تصف نفسك بالسيد؟
هذا يسمى استغلال وتعالي وعنجهية حتى لو كان اصلك من نسل فاطمة فعلاَ.
مثل ما يقول المثل المصري : مفيش حد احسن من حد
هل انت تسمي نفسك مثقف؟

اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص