الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا يا جاري العزيز هيهات .

عبدالسلام سامي محمد

2019 / 2 / 21
حقوق الانسان


وداعا يا جاري العزيز هيهات.
بقلب من الاسى و الحزن اقول لك وداعا يا جاري العزيز و يا ابن محلتي القديمة يا هيهات ،، و لترقد روحك بألف الف سلام بعد كل المعانات النفسية و الجسدية التي تلقتها روحك الطاهرة و جربتها جسدك المعذب و منذ نعومة اظافرك و لحين رحيلك الابدي الهاديء المسالم و افتراقك لكل تلك المحن و الالام و لكل عذابات الحياة على مسرح الحياة ،، فروحك الطاهرة رات و جربت كل شيء ماعدا القليل من الراحة و سوى القليل من الحنان و المحبة و الامان و الاستقرار و السلام في الحياة ،، فالجميع كانوا ينظرون اليك نظرة دونية و بكل ازدراء و الجميع كانوا يتعاملون معك من منطلق قلة الفهم و الجهل و الغباء ،، و لأنك كنت معدوما و فقيرا و مختلفا عن الجميع و لذلك فانك دفعت ثمنا غاليا في هذه الحياة من جراء ذلك النوع من الاختلاف ،، لقد كنت دائما على علم يقين بانك كنت اذكى من الجميع بل رأيت فيك الكثير من تلك الصفات و الخصال بالرغم من انك كنت تظهر على نفسك الكثير من علامات قلة الفهم و الادراك و الغباء ،، لقد كنت فعلا مدرسة للالام و الماسي و منذ الطفولة فكم تعذبت لأنك خلقت اولا و اخيرا من عائلة فقيرة و مسالمة و ضعيفة الحال و لانك خلقت في مجتمع يسود فيه سلوك الدواعش و لأن الناس يتسترون وراء افعالهم الداعشية من خلال أقنعة جميلة من اقنعة الفضيلة و القيم و الاخلاق ،، اني على ثقة بأن الكثيرين منا يتذكرون الحياة التي عشتها في المرحلة الابتدائية عندما كنت طفلا صغيرا و كيف كان المعلمون و خاصة المدير يتصرف معك بكل عنف و إرهاب و حقارة انذاك و بالرغم من ادعائهم و لحد الان للعفة و الطهارة و الإيمان و الاخلاق ،، نعم اتذكر افعالهم الارهابية الاجرامية بحقك و انت حينها ليس الا طفل صغير و كيف كانوا يتلذذون بتعذيبك و بضربك المبرح و بسحق كرامتك بشكل يومي و في ساحة المدرسة و امام انظار الجميع و من دون رحمة و لا لأي سبب وجيه ،، صدقني يا هيهات لقد كنا جميعا نتألم عليك كثيرا انذاك لكننا لم نكن نملك حلا اخر لكي نخلصك من تلك العذابات سوى الانتظار و الدعاء ،، فمن يومها صرنا جميعا نكره الدراسة و التعليم و أصبحنا جميعا نكره معظم المعلمين و المدرسين بل إن تلك التصرفات الداعشية التي مورست خصيصا بحقك و منذ الطفولة و التي كانت تطبق على الكثيرين من الطلبة الصغار ايضا من قبل الكثيرين من المعلمين و المدرسين الاوغاد جعلوا منا ان نحمل في قلوبنا الكراهية تجاه معظمهم و لحد الآن ،، فقد كانت ممارساتهم الارهابية سببا كبيرا لتفشي ظاهرة الخوف و الرعب و الكراهية و لأنتشار الكثير من الامراض العقلية و النفسية بين معظم الطلبة ناهيك عن وقوفهم الفعلي و المباشر وراء تحطيم حياة الكثيرين من الناس ،، و اخيرا و ليس اخرا أود أن أقول بأنك أنت و الكثيرين من امثالك الذين تعذبوا و يتعذبون دائما في الحياة ليسوا الا ضحايا السلوك الداعشي المشين العنيف للمجتمع و غياب العدالة الاجتماعية و التجرد من ابسط القيم الانسانية و الاخلاقية في حكم الدولة و النظام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة