الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامة الرائدة

عبد فيصل السهلاني

2019 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الامة الرائدة.
في نهاية حكمه ردد الرئيس جورج بوش الابن، وكررها خلفه باراك حسين اوباما، مصطلح (الامة الرائدة)، ويقصدون بذلك شعوب الولايات المتحدة الامريكية، بانها امة او شعوبا لها مكانة اممية خاصة، يؤهلها لذلك القدرات التكنلوجيا، الحريات الديمقراطية، الامكانات الاقتصادية، وغيرها من نواحي الحياة.
لقد اراد الرئيسان من ترديد هذا المفهوم ان تلعب الولايات المتحدة شرطي العالم، بحيث تصبح اجهزة مخابراتها لكل الشعوب ومصارفهم وعملتهم النقدية لها السطلوة الكاملة على سير التعاملات النقدية والمصرفية والاقتصادية في العالم كله، والاسلوب الامريكي بالحياة، وحتى مسلسلاتهم التلفزيونية وافلام هوليود ......الخ، وهي الآمر والناهي في مجتمع الكرة الارضية، حتى يمكنها التدخل العسكري متى يرى الرئيس او البنتاغون ذلك مفيدا لهم، وامريكا تعطي نفسها حق تغيير هذا الرئيس وتعيين واحد يرضى عنه الاجهزة الحكومية الامريكية ومن وراءهم معامل ومصانع وشركات الاسلحة.
اكيد انهم ارادوا ان تكون لهم اليد الطولى في منظمة الامم المتحدة، وبشكل خاص في مجلس الامن الدولي.
إن هذا المفهوم خطيرا جدا على مبادئ السياسة الدولية وكيفية إدارة العالم وتقاسمه، وهذا ينعكس مباشرا على الموقف داخل الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي. وتريد الولايات المتحدة ان يكون لها داخل مجلس الامن دورا يفوق حق الفيتو الممنوح لها ولغيرها ايضا.
ان تحلل الاتحاد السوفيتي وانتهاء دور القطبين وتحول العالم الى قطب واحد، شوه الوضع الدولي، وجرت متغيرات دراماتيكية ادت إلى تغير وجه العالم، كان هذا التغيير باتجاه الفوضى وتفشي العنف والارهاب في العالم كما نراه اليوم، ولم يكن ابدا لصالح الاستقرار الدولي او لصالح السلم العالمي. لقد برهن بالعملي، أن تفرد دولة واحدة في تحديد مسار السياسة الدولية يمثل خطرا كبيرا خاصة في ظل التطورات الانية في العالم من جهة ومن جهة أخرى عدم نضوج دولة معينة او عدم نضوج نظاما متكاملا لا من الناحية الاجتماعية السياسية ولا من الناحية الاقتصادية، لكي يعبئ بهذه المهمة الانسانية.
لذا يتطلب وجود قوى متعددة متساوية او متقاربة في القدرات كافة ومنها الاقتصادية والعسكرية والابتعاد عن لغة سباق التسلح والحروب في حسم الخلافات الدولية والمصالح لكل دولة مهما كان حجمها، يجعل التوجه العالمي هو المنقذ للعالم من حالة الفوضى والعنف الذي تعيشه الانسانية.
لحد هذه اللحظة والدول جميعها صغيرها وصاحب الفيتو في مجلس الامن الدولي وبضمنها الدولة التي تريد ان تكون امة رائدة، لا تحترم ولا تتفهم حقوق ومصالح ووجود وكرامة الدول والشعوب الاخرى، وهي لا زالت تغتصب إرادات الدول والشعوب المشاركة لها في إقتسام العيش في مجتمع الكرة ارضية، ولا زالت إدارتها اي المجموعة التي تحكمها ليست ذلك الحمل الوديع ولا ذلك المصلح الكبير الذي يساوي في نظرته للرعية، لا بل ان هذه المجموعة الحاكمة حتى على مستوى شعبها غير منصفة في التعامل المتساوي مع كل الشرائح وكل القوميات والاثنيات على خط شروع واحد، فكيف تستطيع ان تعدل بين شعوب العالم. ان هذا المبدأ الذي تروج له الادارة الامريكية وبعض وسائل الاعلام الامريكية ومعاهد صنع الرأي مبدأ خطير جدا، وقبل ان يأخذ او يضرب بجذوره الاعماق ان ينتبه اصحاب الرؤى والمبادئ ومن أجل الحفاظ على السلم العالمي من خلال الحفاظ على التوازن الدولي وبعكسه ستكون النتئج كارثية وقد يعيش مجتمع الكرة الارضية في مرحلة استعمارية من نوع جديد يلحقها حروب هنا وهناك تصل الى حرب عالمية وسخة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: -عودة الدولة البوليسيّة؟- • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الجزائر: توقيف 7 أشخاص إثر وفاة 5 أطفال غرقا خلال رحلة مدرسي




.. إثر واقعة إخفاء العلم التونسي: ملاحقات قضائية ضد تسعة مسؤولي


.. تونس: النيابة تمدّد التحفظ على الإعلاميين مراد الزغيدي وبرها




.. ما هي الادعاءات التي رافقت التظاهرات التي رافقت مسابقة الأغن