الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع بين الدين والعلم ...في رواية مدينة بلا إله

احمد الجوراني

2019 / 2 / 21
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


انطباعات ذاتية بشأن رواية مدينة بلا إله للكاتب صادق العلي التي تدور أحداثها في مدينة اسمها (دانفيل) سكانها ملتزمون دينياً إلى حد التطرف في ممارسة طقوسهم، بسبب سيطرة رجال الدين على عقولهم - طبعاً المؤلف وظف القس والكنيسة أنموذجاً لها، وأعتقد جميع الأديان تتشابه في ذلك ــ، يصف المؤلف المدينة بأنها " مدينة دانفيل واحة السيد المسيح..... تسمى مدينة دانفيل، مدينة سقطت من الفردوس الأعلى، متألقة بين مدن مقاطعة بويل في ولاية كنتاكي الأميركية، فيها النساء يشبهن حوريات الجنة الى حدٍ بعيد، من أصابعهن يخرج نور المسيح ليرشدك إلى المسيح، ومن وجوههن يسطع نور الرب ليذكرك بدموع مريم العذراء وهي تهز جذع النخلة، قوامهن يذكرك بيسوع حينما أخرس العاصفة بوقوفه منتصباً، إنها مدينة المتدينون والنساك الذين يعيشون بساطة الحياة، يعيشون حياة المسيح التي لاتعرف البذخ، اُناس لايعرفون الرذائل، ليس هناك صالات قمار ولا أماكن لبيع الخمور، لا يوجد فيها نادٍ ليلي أو مرقص تعري. يشعرك أهالي مدينة دانفيل بأنهم يشيرون بسبابتهم إلى الرب، وإن كانوا باتجاهات مختلفة، كأنهم اتفقوا على ذلك".
تتعرض هذه المدينة إلى وباء يصيب عدد من أجنة الحوامل بأورام في الدماغ لم يتمكن الأطباء من معرفة سببه حتى بعد أن اشتركت معهم مؤسسات طبية وبحثية من الولاية، والولايات والمدن المجاورة، ليكتشفوا بعد ولادة الأجنة أن هذا المرض نفسي، وليس عضوياً، يصيب أجنة الأمهات اللواتي يكثرن من التردد على الكنيسة اثناء فترة الحمل، ومن هنا يبدأ الصراع بين الدين ممثلاً بالقس الذي يصر على أنه اختبار من الرب، والعلم ممثلاً بالسيد سليمان "الشيطان حسب وصف القس له"، الأول يؤمن أن التردد على الكنيسة والإكثار من الصلوات والدعاء هو العلاج الأمثل لهؤلاء الأطفال والآخر يرى عكس ذلك، فهو يؤمن" إن اختيار الأهل لدين ابنائهم من خلال اصطحابهم إلى دور العبادة وهم صغار لايمتلكون مايدافعون به عن انفسهم هو بالحقيقة اغتيال لمستقبل هؤلاء الأطفال. كذلك هو سلب حقهم باختيار مايناسبهم من الأديان فيما بعد. وعليه يجب أن يكون هناك قانون يعطي الحق للإنسان بأن يختار الدين المناسب له وأن يترك الدين الذي لايلائمه، وهذا ينسحب على كل مجالات الحياة كالدراسة والعمل وغيرها".في النهاية ليس هناك سبيل لمعرفة الغلبة لأي الفريقين سوى قراءة الرواية بتفاصيلها المشوقة وجزئياتها وتفاصيلها السيسيولوجية الجميلة.
إنها من الروايات التي تخاطب العقل وتستفز الوعي لترتقي به نحو العقلانية والتحليل والنقد قبل اتخاذ القرار بشأن معضلات الحياة، إذ كان المؤلف فيها موفقاً في المزج بين مخياله الروائي والواقع، لإيصال مايريد إيصاله للمتلقي عبر لغة مشوقة تشدك بقوة لقراءتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب