الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية نتاج ( الثورة المعلوماتية التواصلية التعددية الكونية )، وليست الاتساقية الطائفية الأسدية ( القرداحية) د. عبد الرزاق عيد

عبد الرزاق عيد

2019 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ما قبل الثورة السورية الشعبية المباركة، بمباركة تأسيها لفكر جديد لمفهوم وواقع الثورة المعلوماتية الكونية الجديدة التي لا يمكنها إلا وأن تكون (ديموقراطية ) وفق المنطق الحتمي لسيرورات تطور التكنولوجيا التي ستكون برهانا على صحة الاشتراكية والشيوعية كنهاية مطاف للسيروة المجتمعية نحو التقدم الإنساني حيث بلوغ ( الحرية المجسدة ) على حد تعبير ماركس، لكن الموجيكيين (الفلاحين ) الروس خيبوا أمل ماركس بأن اختصروا التكنولوجيا إلى الصناعة التسليحية ، بينما الليبرالية الرأسمالية لم تستنفذ قوتها الدافعة لتطور وسائل الانتاج التكنولوجية ، فأتت ثورة الاتصالات لتفتح أفقا جديدا أمام الليبرالية وفق الاستشراق الجديد (فوكوياما وهيتنغتون ) الذين أعلنوا انتصارهم على ماركس بأن الليبرالية هي نهاية التاريح وليس الاشتراكية ح-سب طوبا ماركس ، والليبرالية هنا حالة عليا ثقافية في الرأسمالية الدامجة والموحدة للعالم في صيغة ( قرية كونية) وليس كما يوصفها بعض اليسار الشيوعي السوري الجبهوي ( المسفيت سابقا والمروس كيبجيباويا وبوتينيا مافيويا راهنا )...باعتبار أن المخلوفية هي ممثلة ( الليبرالية ) اللصوصية، وأن الأسدية ممثلة التقدمية والقطاع العام الاجتماعي ..
ولهذا فإن الثورة الشبابية التي قادت الربيع العربي لا صلة لها بمنظومة الأحزاب المسماة معارضة (يساروية أم متأسلمة ) ، وإن حاول الطرفان نسبها إلى نفسه مما أدى إلى إخفاقها التكتيكي الذي لا يرى أن الثورة هي نتاج حتمي لمسار ترشيدعالمي يسير بالضرورة نحو الديموقراطية كضرورة تواصلية بغض النظر عن لونها اليساري أم اليميني، ولعل الخطأ الأكبر أن الإسلاميين ركبهم غرور شعبوي خلفه أوهام سياسوية أنهم ( الأكثرية) انطلاقا من فرضية مغشوشة، وهي أن أكثريتهم تتأتي من أكثرية مجتمعية ( المسلمين) على باقي الطوائف المشكلة للمجتمعات العربية، رغم أن نجاح مرسي في مصر كان بفروق ضئيلة و لم تكن ساحقة كما أعلنوا وأوهموا رغم أن الكثير من القوى غير الإسلامية أعطت مرسي أصواتها ...
وعلى هذا فإن هذه الصورة الزائفة التي ساهمنا نحن اليساريون الديموقراطيون بصنعها من خلال إشادتنا الدائمة بتحالف الاسلام السياسي الوطني الوثيق معنا كقوى ديموقراطية مدنية، في حين أن صفعة وجههوها لنا علنا وبدون خجل، مستندين للتيار الأخواني المتشدد في حزب العدالة والتنمية التركي على حساب التيار المدني العلماني في الحزب، وذلك في أول مؤتمر للثورة السورية في (أنطاليا ) التركية ..حيث أصبحت اللقاءات بيننا وبين المؤتمر الذي بادرنا إلى عقده هم الأخوان المسلمون ، ولم نعد نرى تمثيلا من الخارجية التركية بعد أن أوكلت الأخوان بقيادتنا في المؤتمر وحتى اليوم....
والمضحك المبلكي في الموضوع أن هذا اللقاء التضامنيى الشعبي مع الثورة ، تحول إلى مؤتمر تمثيلي حزبوي انتخب بها الأخوانيون أنفسهم لرئاسته، بل وليشكلوا وفدا أخوانيا ليذهب لروسيا ليقدموا أنفسهم للروس ببهجة انتصارية على النظام المافيوي ( البوتيني –الأسدي) ، وكان ذلك بداية لخروج تحالف أصدقاء سوريا الدولي من صف دعم الثورة للتوافق حول بقاء الأسد على أن الشيطان المعروف لديهم أحسن من الشيطان الأخواني غير المعروف، الذي لايزال كتلة رخوة غير مضمونة وغير موثوقة بمدنيتها وديموقراطيتها، سيما وأنها لم تنتج فضاء سياسيا وطنيا إسلاميا سوى (الفضاء الداعشي والقاعدي) الذي كان يناسب ويتزامن مع جنوح النظام هستيريا لصبغ المواجهة مع الشعب وثورته بمثابتها مواجهة طائفية ، والذي راحت عصبة الأسد الطائفية تختبيء وراء كذبة حماية الأقليات لتحتمي الطغمة الأسدية بهذه الأقليات داخليا طائفيا، ودوليا عبر كذبة الحرب على الأرهاب : القاعدة ولا حقا عبرداعش ..... للتحضير لحقبة الحرب ( السنية / الشيعية) التي أسس لها النظام الولايتي الشيطاني منذ أواحر سبعينات القرن الماضي العشرين ...
إذن ما يبدو أنه انتصار لابن أسد ( الوطني )على شعبه الخائن وفق خطابه (المعتوه القذافي الدم والهوى ) ، بعد أن حرر ( الحيوان المسعور) المجتمع السوري من 15 مليون مواطن عميل وفق فخره الشخصي الهستيري، لكي يتسق من بقي من رعاع الأمة تحت رايات ثأر الحسين بقيادة بوتين، متجاهلين أو جاهلين أن المجتمع التواصلي (التعددي في واحد)
الذي دشنته الثورة السورية من خلال كشفها وفضحها (للعلوية السياسية) وطائفية النظام الوحشي، حيث ثورات الربيع العربي هي نتاج الثورة المعلوماتية الكونية التي لا يمكن أن تعود إلى مجتمع الضيعة ( القرداحي ) ، أو جنوب العمامات السود ( المتأيرن تمتعا واستمتاعا ) باللعب مع الشيطان الأكبر.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هليكوبتر تنقذ عائلة في البرازيل حاصرتهم مياه الفيضانات


.. روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى




.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا