الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش تعود من جديد

راغب الركابي

2019 / 2 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ثمة تصريح للسيد عمار الحكيم  صادم  حول شهادة ثلة من العراقيين الشرفاء على يد جماعة داعش الإرهابية ، ثمة خطر إذن  يتهدد العراقيين   ، خطر لم يأت  من فراغ  بل هو من  صنع صانع  ،  هو من أولئك الذين لا يريدون للعراق أن يقر له قرار   .
ولم تمض على فرحتنا بالنصر سوى سنتين  ، حتى أعاد لنا الأعداء  داعش من جديد   ، لقد كانت فرحة النصر كبيرة  عمت كل  العراق يوم أعلن السيد حيدر العبادي النصر على داعش وتطهير الأرض منهم ومن رجسهم  ،  وبين هذه وتلك  لا بد من القول  إننا نواجه  عدو شرس لا يريد للعراق ان يعيش  بعز وأمن وإستقرار  ،  بل كل طموحه  ان يعيش الألم والموت والدمار وعدم الإستقرار  .
  ونحن معشر العراقيين ضحية للتجاذبات الملعونة بين أمريكا وإيران ،  فهناك ثمة تصفية  خفية  بينهما  وإعادة  تقييم  للمراحل  ،   ولكن المؤسف إنهم يريدون أن تكون ساحة التصفية  هو  العراق  الشعب والأرض   ، والمُخزي  ان بعض القوم من شعبي يميلون إلى هؤلاء وهؤلاء   ،  طمعاً بمغرم وطمعاً  ببعض فتات من دنيا زائفه  ،  تقول أمريكا  إنها تريد محاسبة إيران ، ولذلك عجلت بقضية إنهاء تعاقدها مع داعش في سوريا  وأعادت التعاقد معها في العراق  ،  من  خلال الإيعاز  الغير  مباشر لماتبقى منهم  في التسلل إلى العراق وخلق الفوضى  والفتنة  من جديد  ،  لكي يبقى  لوجود أمريكا مايبرره ،   وفي المقابل إيران هي الأخرى لها حاجة  ومصلحة  أن  تتواجد داعش  وتبقى شرارتها  مشتعلة  لكي ينشغل القوم عنها ولو لفترة  2020 موعد الإنتخابات الأمريكية  والأمل بسقوط ترامب   ، ولهذا تدس أنفها خفية هنا وهناك من أجل رفع السوط عنها وتشتييت الجهد المؤلف ضدها  .
 وشعبنا المغلوب   لطيبة فيه   يصدق كل فرية ظاناً   فيها  أنها الحقيقة أو هي كذلك ، وبعض البعض منا يصفق من غير هدي لهذا ولذاك  ،   مادام في الأمر متسع للنهب والسلب وبقاء الحال عليهم من نوافع وممتلكات ، إن أشد ما يؤلمنا  هو إننا  لا نحس ولا نشعر بهيبة الدولة والنظام ، والمناطق الرخوة التي تحدث عنها السيد الحكيم  ،   تدلنا كم هي عدد النواقص الأمنية والنظامية  في العراق   ،  وكم هي حاجتنا للغير في ترتيب شأننا الداخل ، وكم من القوم قد باع نفسه رخيصة فصار طابورا خامسا وسادسا وعاشرا ،  يؤلب  كل طامع ويفسح المجال لعتات البشر لكي  يستبيحوا عرض وكرامة العراقين  .
 ومع هذا الهوان لازلت أرآهن على البعض من  قومي  أهل الحمية والعزة   والكرامة   التي  لا تضام ولا تشترى ،  وهم  في شعبي كثير من عساكر وجنود وضباط    ،  وعشائر غيورة لا ترضى ولا تسكت على ضيم  ،  لازلت أرآهن على أولئك الابطال الذين همهم ان يكون العراق مُعافى قوى الشكيمة سادا على الأعداء كل مرصد  وباب  ، ولازلت أحيي نخوة الحشد حين دعته المرجعية لبى من غير تردد  ، هؤلاء الشرفاء عليهم الرهان الحقيقي  اليوم  ، هؤلاء هم  الصفوة   القادرة  بعزيمة الرجال  على  طرد داعش تماما ونهائيا من العراق ،  وظني  بهؤلاء  إنهم  لن يسمحوا للمترصدين والمتصيدين في كسر ما تحقق من إنتصارات  وهيبة   .
نعم  العراق ليس مكباً للنفايات   ،  وليس من حق أحد أن يأتي بمن  لفظتهم الدنيا  ليُعاد لهم الحياة من جديد    ،  هذه بالنسبة لنا  قضية محسومة   ،   لن يعود داعش  من جديد  وإن تكسرت النصال على النصال  ، فلا أمريكا ولا إيران بقادرين على هزيمة روح العراق الوثابة  ،  ولا يجب السماح أن يحقق هؤلاء النصر على حسابنا  ، وإني أقولها بصراحة هناك ضعف في المؤوسسة الحاكمة وتوهان وقلة حيلة  ، صحيح ان طبيعة النظام السياسي في العراق  وما  تؤدي إليه  المحاصصة   اللعينة  وغياب القرار الوطني وتقسيم المنافع والمناصب والوطن  ، يجعل من الإرادة السياسية ركيكة ضعيفة خائرة  .
 ولهذا نحن الشعب نستنجد بقواتنا الأمنية وحشدنا  لكي  يقفوا صفاً كالبنيان المرصوص ، يسيجوا حدود الوطن ويمنعوا كل من يحاول النفاذ والعبور خلسة أو عمداً  ، فالمصلحة الوطنية تعلو فوق كل شيء   ،  ولهذا أقول أضربوا بيد من حديد لا تأخذكم لومة لائم  ، فالحياة واحدة والموت واحد   ،  والشعب إن أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ، تلك هي سنة الحياة ولهذا ولمثله لا تدعوا تحت أية بند وحجة السماح  ،   لا من خلال الإعلان ولا تحت الطاولة نفاذ هؤلاء القتلة إلى أرض العراق ، لا تدعوا الشيطان يغلبكم بحيله وإغرآته  من جديد   ، ثقوا بالنصر فعدوكم مهزوم لامحال   ، وفي هذه  المناسبة  أقدم  لعوائل الشهداء الذين قتلوا حديثاً   كل التحية  وكل  العزاء ، وللشهداء الرحمة والرضوان  ،  وللعراق العزة  والنصر  ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم