الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنزويلا واستحقاق 23 شباط

حاتم استانبولي

2019 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


23 شباط كان يوما وقعه مختلف في كل من كراكاس وواشنطن كراكاس كانت تراه يوما مقاوما للتدخل بشأنها الداخلي وواشنطن كانت تراه مدخلا لتغيير النظام .
كراكاس تحركت لمواجهة استحقاقات 23 شباط على عدة محاور داخلية وخارجية.
داخليا : عززت المشاركة الشعبية في حماية نظام الاغلبية المستند لنظام التوزيع العادل للخيرات وحماية المناطق النائية واعتماد سياسة تؤمن التنمية للمناطق .
عملت على تعزيز المشاركة الشعبية لمساندة موقف الجيش في موقفه الوطني في حماية فنزويلا من اي تدخل خارجي .
خارجيا : كراكاس ارسلت وزير خارجيتها الى الامم المتحدة في مناسبيتين الاولى لاجتماع مجلس الامن الذي ناقش الوضع في فنزويلا التي ارادت منه واشنطن اعطاء مشروعية لقرارها في تنصيبها رئيسا جديدا لفنزويلا بديلا عن رئيسها المنتخب في سابقة اذا ما شرعت ستكون اطلاق رصاصة الرحمة على القانون الدولي الاطار الناظم للعلاقات الدولية.
الزيارة الثانية كانت لتاكيد موقف فنزويلا بانها ليست ضد تقديم المساعدات الانسانية وابلغت الامين العام ان كاراكاس توافق على دخول المساعدات تحت راية الامم المتحدة وعبر الممر الشرعي الحكومي للدولة الفنزويلية.
واشنطن : ارادت من المساعدات غطاء للتدخل واعطاء مشروعية لدميتهم غواديرو حسب وصف الرئيس الشرعي مادورو .
واشنطن: ارادت من قرارها تعيين مادورو رئيسا لأعطاء زغما للانتصارات التي حققتها في كل من الارجنتين والبرازيل والاكوادور وكولمبيا فهي تعلم ان اسقاط كراكاس عامل مهم للحفاظ على انتصارات اليمين اللاتيني .
امريكا اللاتينية شهدت تغييرا في المشهد السياسي والاقتصادي واختلف جوهريا عن العقود السابقة حيث كانت امريكا هي العامل المقرر في بقاء النظم وتغييرها.
واشنطن اعلنت عبر تصريح رئيسها ان المعركة مع بعض دولها عنوانه ايديولوجي حربا ضد الاشتراكية وترى خطر كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وحتى المكسيك خطرا داهما على مصالحها .
واشنطن تدرك ان مستقبل التطورات السياسية والاقتصادية في فنزويلا ستنتهي بخروج المصالح الامريكية وتاميم الشركات النفطية العامل الاهم في تقرير موقف واشنطن من النظام الفنزويلي البوليفاري ودائما كوبا حاضرة في اذهان واشنطن التي تحولت من كازينو امريكي الى دولة اشتراكية تمتلك ارادتها.
فنزويلا اصبحت هي مركزا لتداخل وصراع بين المصالح الامريكية القديمة والمصالح الروسية والصينية التي تنظر اليها واشنطن على انها تشكل خطرا داهما بمستوي خطر اوكرانيا لروسيا وتايوان للصين.
واشنطن ترى ان 2019 هو عامل حاسم لادارة ترامب لحسم عناوين قبل دخول البيت الابيض في مرحلة السبات الانتخابي الرئاسي الداخلي الذي سيكون صراعا مفتوحا مع ترامب وحلفائه من قبل خصومه العابرون للحزبين الرئيسيين.
المقاربة بين الوضع السوري والفنزويلي من حيث الجوهر في عنوان تغيير النظام هي صحيحة ولكن المفارقة التي تجعل من الكثيرين ان كانوا في واشنطن او اصدقائها في دول امريكا اللاتينية ينصحونها بان الاقدام على تغيير النظام من خلال القوة المسلحة سيفتح الباب امام تطورات لا يمكن التكهن بنتائجها على القارة اللاتينية .
البعض يطرح استنساخ التجربة السورية في فنزويلا :
الظرف السوري مختلف من حيث التركيبة الاجتماعية واتجاهاتها والقوى الفاعلة فيها .
في سورية تمكنت واشنطن وحلفائها من الاستثمار والاعتماد على قوى يمينية ذات ابعاد دينية في محيط محلي واقليمي اتجاهاته العامة تسوده الاتجاهات اليمينة وميزان القوى كان يميل لصالحها مدعومة بنظم ترعى وتدعم ماليا وتستثمر في اكثر القوى تطرفا وعملت على تشكيل تحالف تحركه اكثر القوى الرجعية في المنطقة المستند لتداخل مصالح قوى مذهبية وطائفية وقومية تحت عناوين الحرية والعدالة هذه الشعارات التي تتناقض مع بنية هذه القوى التي سقطت في اول امتحان لها في مصر وتشهد تراجعا في تونس وهزيمة في سورية وانحسارا في ليبيا.
اما امريكا اللاتينية فان القوى التي تستند عليها واشنطن هي قوى رأسمالية من خلال شركات متعددة الوظائف استفادت من بعض اخطاء القوى اليسارية التي استلمت السلطة.
النظم ورغم يمينيتها فهي ليست متحمسة لمساندة دعم التغييرعبر التدخل المسلح في فنزويلا لان القوى اليمينية تدرك انها نجحت عبر فارق ضئيل في انتخاباتها وهي لا تملك الامكانيات المادية لتحمل نزاع مسلح يدوم لسنوات مما يشكل ضغطا على اقتصادياتها التي اصلا تعاني من مشكلات عميقة .
المنحي التاريخي لتطور المجتمعات اللاتينية حكمته معاداة الاستعمار الخارجي وفكرة اليسار هي فكرة لها مدلولاتها التاريخية وترابط النضال اللاتيني الذي تمثلت الجيفارية والبلوفارية والساندانية والكوبية ملامحه العامة هي بالمعنى الملموس لا تخدم سياسة التدخل العسكري المسلح وانما من الممكن ان تشكل قيام جبهة مسلحة تشمل معظم الدول لمواجهة النظم اليمينية ومصالح واشنطن الحيوية.
اما عن كولومبيا وحدودها مع فنزويلا التي كانت دائما معقلا وخاصرة ضعيفة بسبب تحكم مافيات التهريب بكل اشكاله هذه المافيات التي لها حاضنة اجتماعية على طرفي الحدود دخلها المعيشي مرتبط بحركة المافيات الكولمبية واليمين الفنزويلي الذي يشكل المتضررون من سياسات الحكومة الداعمة للفقراء سببا في حصار نشاطهم الاستغلالي.
المغامرة الامريكية المسلحة اذا ما ارتكبت فانها ستفتح بابا لتغييرات في لوحة الصراع الاجتماعي ونتيجة الفقر العام الذي يسود المجتمعات اللاتينية الذي ينظر اليه على ان احد اهم اسبابه هي النظم العسكرية حليفة واشنطن التي كانت تستبيح هذه الدول وتسرق خيراتها.
واشنطن تريد ان تعيد انتاج هذه الانظمة ولكن تحت عناوين الحرية والعدالة والديمقراطية ومجابهة الفقر التي هي بالاساس مسؤولة عنه تاريخيا وحاليا عبر ممارستها للارهاب السياسي والاقتصادي من خلال محاصرة النظم التي ترى واشنطن انها تشكل خطرا على مصالحها بغض النظر عن ايديلوجيتها.
فعنوان الخطر الاشتراكي او الشيوعي هو فزاعة تستخدمها هذه الادارة التي تعبر عن تحالف له ابعاد ايديولوجية ودينية يريد ان يستثمر وصوله للبيت الابيض والقوى المحركة له تعبر عن تحالف بين الارثذوكسية اليهودية المتطرفة والمسيحييون الجدد المتصهينون .
كراكاس نجحت في اختبار 23 شباط وفرضت اجندتها ولكن المعركة ما زالت مستمرة وهنالك جولات نتائجها ستطال مستقبل القارة الجنوبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي