الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ألا يكفي؟
سليم البيك
2006 / 4 / 23القضية الفلسطينية
كثيراً ما ألجأ إلى الانترنت للتواصل مع أبناء بلدي في فلسطين, إن كانوا في أراضي الـ 48 أو الـ 67. أزور عادة المواقع الصحافية و الإعلامية للاطلاع ليس على أهم الأخبار, فهذه أجدها في صحف الدولة التي أنتظر فيها عودتي إلى بلدي و كذلك أجدها في الفضائيات, ما يهمني في هذه المواقع هي الأخبار التي تعنى بتفاصيل حياة الإنسان هناك و تمس يوميات المواطن الفلسطيني أكثر مما تمس سياسات واشنطن أو "إسرائيل".
كان أحد هذه المواقع لصحيفة "الحياة الجديدة" الصادرة في رام لله حيث قرأت عنوانين لخبرين لم أكن أظن يوماً بأننا كفلسطينيين ينقصاننا. "لأول مرة.. أسماك القرش تهاجم شواطئ جنوب قطاع غزة", كان هذا العنوان الأول, و قد ذكر في التفاصيل بأنها, أي الأسماك, من النوع الفتاك, أهلين! أما الخبر الثاني, و على الصفحة ذاتها, فكان "مصرع 4 فلسطينيين من داخل الخط الأخضر و مواطن من بيت عنان بسبب الأمطار الغزيرة", هذا طبعاً غير أخبار الشهداء و الأسرى و الجرحى و الجوعى التي تعودت الصفحات الأولى للصحف عليها. جاء الخبران بعد أيام من اكتشاف حالات مصابة بانفلونزا الطيور في فلسطين. بعد هذه الأخبار التي أبانت أكثر بأن الفلسطينيين هم "شعب الله المحتار", ما كنت لأقول إلا:" يا الله.. نحنا ناقصين!".
يا الله.. أما يكفي هذا الشعب ما عاناه من احتلال لأرضه و إحلال أناس عليها و من ترحيل إلى حيث لا يدرون و من معاناة لم تعرفها الإنسانية تستمر حتى لحظة قراءة هذه الأسطر في مخيمات اللجوء التي أحاطها أشقاؤنا, في لبنان مثلاً, بأسلاك شائكة و من معاناة التسلط العسكري "الإسرائيلي" و من معاناة المجتمع و المؤسسات الصهيونية العنصرية؟ و من و من ومن.
و كأن الفلسطيني لا يكفيه كل ما عاناه, "فتشرف" أسماك القرش و الطيور "المرشحة", و كأن عليه تقديم المزيد, من مكان وجوده, حتى و إن كان في "آخر معامر الله", في أمريكا اللاتينية, مع أن الفلسطيني في تلك البلاد ينعم بما لا يجرؤ على الحلم به, لا أثناء اليقظة ولا أثناء النوم, في بلاد أشقائه العرب. و كأن ضريبة العودة و الحرية لم تستوف بعد!
فقبل الفلسطيني التحدي و لم يقبل بواقعه, بل انطلق منه لتغييره. كانوا يقولون الفلسطيني اللاجئ, صاروا يقولون الفلسطيني الفدائي, و تتضح بوادر ثورة الفلسطيني على صورته كإنسان ضعيف سلب وطنه منه في ليلة "ما فيها لا ضو قمر ولا ضمير عربي و لا من يحزنون" في كلمات أم سعد التي قالت بأن "خيمة عن خيمة تفرق", فخيمة الفدائي التي ينتظر فيها فرصة ضرب العدو, تختلف عن خيمة اللاجئ الذي ينتظر فيها رحمة الله الواسعة, التي ننتظر أن تسعنا يوماً.
اختار الفلسطيني الثورة, لا ليتراجع عنها و يقبل بالأمر الواقع, بل اختارها لتستمر, ليعود و يحيا حراً على أرضه, و سيظل يقدم القربان تلو القربان, على مذبح فلسطين, يضحي و يتلو:"حريتنا أقوى من كذبتهم", يضحي و يتلو:"حياتنا أقوى من كذبتهم".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ردود فعل سكان شمال قطاع غزة عند مشاهدتهم حجم الدمار بمعسكر ج
.. انتشال رفات 50 شهيدا من بين ركام المنازل في رفح وخان يونس
.. السودان.. دخان كثيف بمحيط مصفاة الجيلي جراء المعارك بين الجي
.. رد فعل مسن فلسطيني وصل لمنزله المدمر في قطاع غزة بسبب الحرب
.. وزير الخارجية السعودي يبحث مع الرئيس اللبناني أهمية الالتزام