الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات عادية جدا 3

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2019 / 2 / 26
الادب والفن


لقد انقضى يوم عسير بحلوه ومره وان كان فى الحقيقة لم يكن به أدنى حلاوة ،فى هذا اليوم العصيب استيقظت من النوم وارتديت ملابس وذهبت الى محطة الأتوبيس متوجها الى القاهرة فى عمل قانوني يتعلق بمعاينة خبير لمصنع حلوبات يمتلكه موكل لي توفاه الله لتقييم إيراده وحساب حصة كل مورث

وصلت فى التاسعة والنصف صباحا وجدتهم منهمكين فى نزح المياه التى أغرقت المصنع روحت استحثهم الإسراع ، حضرت الخبيرة وعاينت المكان وأوصت بالاستمرار فى النشاط لصالح القصر وهى ستعد تقريرها وانصرفت

لم انجح فى الحصول على أتعاب تليق بهذا المشوار المزعج فرأيت ان استقل القطار الى بلدتي خفضا للمصاريف

بالفعل ذهبت الى محطة القطار مستقلا قطار الرابعة إلا ثلث عصرا ، لم أرى فى حياتي على الإطلاق أسوء من هذا القطار

كان عبارة من صندوق من الحديد مكدسة فيه الأجساد البشرية فى حالة يرثى لها ، وكان الجميع فى وضع لايمكن وصفه فى ظل جو الصيف الخانق والزحام الشديد ، والذي كانت فيه أجسادنا متراصة أسوء من علبة السردين


لم استطع استيعاب إمكانية حتى موافقة البهائم على الركوب بهذه الطريقة المرعبة ، وأخذت أفكر ما الذى يدفع هؤلاء الآدميين الى الرضي بهذه الحياة المرة ، سؤال محير

ان الحيوان لا يهمه فى الحياة سوى الأكل والجنس ولا يعرف لها معنى ولايمكن ان يفكر فى الانتحار لأنه لا يعرف معنى للحياة أصلا

ترى هل فقدنا نحن المصريين فهم معنى الحياة وأصبحنا مثل الحيوانات

أرجح ان معنى الحياة لدينا فقدناه منذ امد بعيد واصبح فن الحياة ترفا لا معنى له ، ربما ما يفعله أبناء شعبنا الآن هو مجرد اللهث وراء لقمة العيش ومجرد محاولة البقاء على سطح الأرض

تسلق شاب القطار من الناحية المقابلة أمام الباب وقفته تلك منعت دخول قليل الهواء عن التسرب لداخل عربة القطار ليتنفس الركاب

رجاه احد هم التحرك قليلا فقال له الشاب أن ما يخرج من القطار هو لهب من أنفاسهم لايمكن تصوره

بالنسبة الى انتهت مشكلة هذا القطار الملعون بان عزمت على عدم ركوبه على الإطلاق مهما كان الأمر ، ولكن ماذا عن الآلاف وهم لا سبيل لهم سوى ركوبه لتوفير قروش قليلة ؟

وصلت منهكا تغذيت واستلقيت للراحة قليلا مع رواية لكافكا لم اقرأ منها سوى صفحات قلية وذهبت فى نوم عميق

ترى كيف تمر ساعتنا الأربع والعشرين دون نتيجة حاسمة ، هل تلك الحياة مقبولة

تذكرت من فورى مقولة لتليران وزير خارجية نابليون اول رئيس لجمهورية فرنسية قال فيها :
عندما اتامل نفسي وما حققته خلال سنوات عمري أصاب بالقلق ، ولكن عندما أقارن نفسي بالآخرين أحس بالاطمئنان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصير شمة في بيت العود العربي


.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق




.. مش هتصدق عينيك لما تشوف الموسيقار نصير شمة وهو بيعزف على الع


.. الموسيقار نصير شمة وقع في غرام الحان سيد درويش.. شوفوا عمل إ




.. بعيدا عن الفن والموسيقى.. كلام من القلب للموسيقار نصير شمة ع