الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُممية الحركة النقابية في العالم ضرورة للطبقة العاملة

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2006 / 4 / 23
الحركة العمالية والنقابية


• وحدة الحركة النقابية العمالية إنطلقت في العام 1890 من فرنسا.
• منذ ذلك التاريخ بدأ عمال العالم مسيرات الإحتفال في الأول من أيار.
• فهل ستنطلق هذه الوحدة مجددا من فرنسا؟؟
• عمال البناء كانوا المبادرين لهذه الوحدة العمالية العالمية في مؤتمرهم الذي عقدوه في التاسع من كانون أول 2005 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس. حيث تم تشكيل إتحاد عمال بناء دولي مشترك.
• نقابات السي .جي. تي من بين المبادرين الى توحيد صفوف الحركة النقابية العالمية ودعت الى عقد لقاء نقابي عالمي على هامش مؤتمرها ال-48 المنعقد في مدينة ليل شمال فرنسا.
• فترة الحرب الباردة أدت الى تفسيخ صفوف الحركة النقابية العالمية ، مما أعطى الفرصة لقوى رأس المال للبطش بحقوق العاملين ومواصلة إستغلالهم.
• رغم الخلافات الكثيرة التي ما زالت قائمة ،هيا نعمل جميعا من أجل وحدة الحركة النقابية في العالم ومن أجل أُمميتها.
• وفقاً للبرنامج القائم حالياً سيعقد اللقاء التأسيسي في مطلع شهر تشرين ثاني القادم في العاصمة النمساوية فيينا.

في ظل الإستغلال القائم حالياً للعمال في عالمنا المعولم ، والبطش الذي يتعرض له النقابيون يوماً ، والذي يؤدي في بعض الحالات الى تعرضهم لعمليات إغتيال بشعة ، لا بد لنا نحن أبناء الطبقة العاملة في هذا العالم من العمل على توحيد النقابات العمالية والعمال المنضوين تحت لواءها ، من أجل مواجهة هذا الإستغلال والبطش القائم.... حتى الإنتصار عليه وعلى القوى الراسمالية التي تقف من وراء منفذيه أحيانا وفي طليعتهم أحياناً اخرى .

بداية قام الإتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب بمفاوضات لتحقيق الوحدة العمالية والنقابية لعمال هذا الفرع الذين يواجهون الإستغلال البشع من قبل الشركات العولمية والمتعددة الجنسيات ، أو كونهم عمال مهاجرين حيث تتم عملية عبودية فظيعة بحقهم . وقد أخذت هذه المفاوضات فترة طويلة لتصل خط النهاية لها في المؤتمر العام للإتحاد المذكور والذي عقد في التاسع من شهر كانون ثاني 2005 في بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين . هذه الخطوة أتت ضمن الرد العمالي على ما تقوم به الرأسمالية العولمية من توحيد كارتيلات رأسمالية تعمل في مختلف انحاء العالم ، وتقوم بإستغلال العمال وتوجيه الضربات القاسية لحقوقهم ولإتفاقيات العمل القائمة.

ضمن هذه النظرة الهامة بادرت الى وحدة مماثلة ، قوى نقابية عالمية ، مثل الإتحاد العام للنقابات الحرة والإتحاد العام للنقابات الأوروبية والكنفدرالية العالمية للعمال والكنفدرالية العالمية للنقابات المهنية وعدد من الإتحادات النقابية الكبيرة في دول مختلفة في مقدمتها النقابات الفرنسية السي .جي.تي. التي يشكل الشيوعيون فيها العمود الفقري ، منذ إنعقاد المؤتمر العام الأخير للنقابات الحرة في اليابان ، الذي شارك فيه ، بالإضافة للمندوبين الدائمين وفود عن هذه الإتحادات النقابية ، للمباشرة في وضع صيغة مشتركة لتوحيد الحركة النقابية عالمياً ن كي تقف أمام التحديات الخطيرة التي وضعتها أمامها قوى رأس المال والسياسة المعتمدة على نمط الليبرالية الجديدة وموبقات العولمة الهادفة الى ضرب حقوق الطبقة العاملة وإستغلالها. ضمن هذه المفاوضات برز للجميع الخطر الكبير الذي يواجهه العمال جراء إستغلال حالة الإنقسام القائمة بين النقابات العمالية والإتحادات الدولية الناشطة ، وقد برز هذا الأمر ما قامت به قوى رأس المال في أمريكا مؤخراً من دق إسفين الفرقة الذي أدى الى إنقسام الحركة النقابية المريكية في مؤتمرها الأخير صيف العام الماضي.

واصل ممثلو النقابات العمالية عقد اللقاءات التي كًرست لمناقشة القضايا المختلف عليها وبلورة إقتراحات تحل الخلافات القائمة ووضغ صيغ مشتركة للأمور المتفق عليها ، من خلال لغة الحوار والتجسير على الخلافات القائمة ، والتقدم نحو تحقيق الوحدة النقابية العمالية في عالمنا ، وقد إستغلت هذه الإتحادات القضايا العمالية والنضالات التي خاضتها ، اذا كان على صعيد الدوله نفسها أو على صعيد الإتحاد الأوروبي ، أو على صعيد النضالات العولمية ضد شركات متعددة الجنسية أو متعدية الحدود ، من أجل ترجمة الإقتراحات التي يجري الحوار عليها حول طاولة المفاوضات الى لغة النضال العمالي اليومي والمطلبي ، وضمن هذه النضالات كان النضال الذي خاضته النقابات الفرنسي وعلى رأسها السي . جي. تي . مع الحركة الطلابية الفرنسية ضد قانون العمل المًجحف بحق الشباب الفرنسي العامل ن وما حققه من نجاح ،أي إلغاء القانون من قبل الحكومة الفرنسية ، وربما يؤدي لاحقان الى إستقالة رئيسها كما حدث مع زميله السابق جوبيه أواسط التسعينات.

بذور الخلاف بين الإتحادات النقابية زرعتها القوى الرأسمالية خلال فترة الحرب الباردة ، والهدف من ذلك كان محاولتها إمتصاص الغضب العمالي الثوري ، الذي إحتقن لدى النقابات العمالية وما تمثله من عمال ، مثل إضرابات عمال المناجم في إنجلترا وغيرها من النضالات العمالية ، وفي محاولة للقول أن هذه الإتحادات النقابية تعتبر "نقابات مستقلة وديمقراطية" ، لكن الهدف الحقيقي كان لإضعاف الوحدة العمالية وكسر المقولة الشيوعية السامية "يا عمال العالم إتحدوا"، ضد الظُلم والإستغلال الرأسمالي . وقدمت القوى الرأسمالية بعض التسهيلات لنشاط هذه النقابات لتحقق بعض الإنجازات ضمن ما سمي يومها ب "دولة الرفاه". لكن الحقائق أشارت الى مواصلة إستغلال العمال في هذه الدول وإفراز ظواهر مأساوية ، مثل العمال الفقراء والفقر والفاقة والبطالة والشعور بالخوف من أصحاب العمل ، بل العيش بأجواء إرهابية ، تمنع العمال من الحديث مع النقابيين او حتى مجرد المبادرة الى تنظيم انفسهم لأنهم سيفصلون من عملهم ، مع أن قانون هذه الدول "الديمقراطية" ينص على حرية التنظيم النقابية ، وحرية تشكيل نقابات عمالية وغيرها من الحريات ..؟؟؟!!!.

مؤتمر السي.جي.تي ال – 48 سيفتتح يوم الإثنين 23 أبريل –نيسان 2006 في مدينة "ليل" شمال فرنسا ، المدينة تقع على حدود بلجيكا حيث مقر الكنفدرالية العالمية للنقابات الحرة، ضمن اعمال هذا المؤتمر النقابي الهام ، سيشارك حوالي 50 مندوباً عن إتحادات نقابية عالمية ، يعقدون حلقة نقاش مشتركة على هامش المؤتمر ، تتناول موضوع الوحدة العالمية للحركة النقابية ، قد يؤدي هذا اللقاء النقابي العالمي الى وضع صيغة لمسودة الدستور للحركة النقابية العالمية ضمن الإتحاد الجديد، وتحديد نقاط الخلاف المتبقية – وهي هامة جداً وهناك من يعتقد أنه إذا لم يتم التفاهم حولها قد تفشل المبادرة- من أجل الأنطلاق نحو تشكيل الوحدة النقابية الممية للطبقة العاملة في عالمنا . في المؤتمر الأول الذي سيعقد في مطلع شهر تشرين ثاني 2006 في مدينة فيينا عاصمة النمسا .

إذا تكللت أبحاث اللقاء المشترك لممثلي الحركات النقابية العالمية ، الذي سيعقد على هامش مؤتمر النقابات الفرنسية، نستطيع أن نُسجل أمامنا إنجاز هام وتاريخي آخر للحركة النقابية الشيوعية واليسارية الفرنسية المناضلة والمكافحة دائما وأبداً . مثل الإنجاز الذي حققته هذه الحركة في المباحثات التي جرت في باريس بعد النضالات العمالية التي خاضها العمال منذ منتصف القرن التاسع عشر ، مع ظهور النهضة الصناعية ، والتي طالب خلالها العمال بوقف ظاهرة إستغلالهم البشع ، بما في ذلك تحديد ساعات العمل لتكون ثماني ساعات ، وتحسين الأجور وشروط العمل ، هذه النضالات تكللت بالمعركة التي خاضها عمال وعاملات شيكاغو وسقط فيها شهداء من العمال ، ليأتي بعدها المؤتمر النقابي العالمي في العاصمة الفرنسية باريس ، والإعلان عن يوم الأول من أيار اليوم العالمي للطبقة العاملة ، ليتحول الى يوم المسيرات العمالية التي تطرح فيها المطالب العمالية الكفاحية ، ‘إننا على ثقة تامة بأن وحدة الطبقة العاملة في عالمنا اليوم أصبحت ضرورة لا يمكن التنازل عنها ، ولذلك نشعر بالتفاؤل أن هذا اللقاء سيؤدي الى إنطلاقة مجددة للحركة النقابية العالمية ،وإبراز أمميتها ، حماية لعمالنا وطبقتهم مما يتعرضون له من إستغلال من قبل القوى وأذرعها العولمية ، فهذه الوحدة العمالية ستؤدي الى تقويض السيطرة الرأسمالية العالمية القائمة اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات القتلى والجرحى في حادث انفجار منجم للفحم بإيران


.. ارتفاع عدد قتلى انفجار منجم للفحم في إيران




.. تفاصيل إعلان وزارة العمل عن 6200 فرصة عمل في مشروع محطة الضب


.. قتلى وجرحى بانفجار منجم بإيران




.. قتلى وجرحى بانفجار منجم بإيران