الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظم السياسية في الدول العربية .......الديمقراطية خط أحمر !! الحلقة الثانية

صبحي مبارك مال الله

2019 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ذكرنا في الحلقة الأولى، بأن النُظم السياسية في الدول العربية تعاني من أزمة مستعصية على كافة المستويات بسبب طبيعة هذه النُظم السياسية والإقتصادية والإجتماعية. وإن هذه الدول لم تلتزم بالديمقراطية بالرغم من تثبيتها بالدساتير ولكن ضمن إطار شكلي بعيد عن الواقع المعاش وتناولنا تراجع حالة الديمقراطية في هذه الدول حسب التقارير الدولية مما يؤكد على أوضاع سياسية غير مستقرة، وكبت للحريات ومنها حرية التعبير، ومواجهة التظاهرات بالعنف المفرط بإستخدام الرصاص الحي، وخراطيم المياه الساخنة والقنابل المسيلة للدموع وحملات الإعتقالات وإستخدام أساليب التعذيب حتى الموت ضد المعارضين، ومحاربة منظمات المجتمع المدني، والنشطاء المدنيين وتحديد حرية حركة الأحزاب، لقد كان واضحاً بأن حقوق الإنسان مهدورة وعدم الإلتزام بالمعاهدات الدولية التي تخص هذه الحقوق وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. بالمقابل معاناة الشعوب من التدهور الاقتصادي ومستوى الخدمات المنخفض وغلاء المعيشة وتوقف التنمية وتدهور الأوضاع الصحية وإنتشار الفساد المالي والإداري وإزدياد البطالة وإرتفاع خط الفقر، والإرتباط بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لغرض الإقتراض مقابل شروط جائرة ثؤثر على قوت الشعب ومنها عدم دعم المواد الغذائية والخبز والمواد الصحية وغيرها.
وعندما نستقرأ الأوضاع السياسية والحراك المدني ومستوى الحالة الديمقراطية التي تتمتع بها الشعوب المتقدمة، نجد هناك فارق كبير، وإن التجارب الديمقراطية في البلدان العربية مبتسرة وغير مكتملة ولم تجر التحولات الديمقراطية في مسارها الصحيح مما أدت إلى خلق أوضاع إستثنائية تشمل في كثير من الفترات الأحكام العرفية والمحاكم العسكرية بدلاً من القضاء العادل ، أوسيطرة الإدارة العسكرية . كما نجد تجاهل الدستور الحقيقي الديمقراطي ، والمؤسسات الدستورية التي قد تكون موجودة ولكن مسلوبة الجوهر والتطبيق.
وعندما تزداد أحوال الناس تردياً وتعاسة، وعندما يعيش الشعب حالة الفقر والعوز والجوع وفقدان السكن والعنايةالصحية وفقدان الحريات، فالنتيجة الحتمية هو الغضب ورفع صوته كما شاهدنا ثورة الشعوب في تونس ، ومصر ، وليبيا ، واليمن ، وسوريا ،والعراق والذي سمي هذا الحراك السلمي بالربيع العربي حيث عبرّت الشعوب بصوتها الهادر المطالب بتغيير الأنظمة السياسية ورحيلها وفعلاً حصل ذلك ولكن سرعان ما تمّ الإلتفاف على هذه الثورات من خلال تدخلات أجنبية إقليمية ودولية ومخابراتية، وتحريك العسكر لغرض إيقاف التحولات والإندساس بين الجماهير وتحويل التوجهات نحو حروب أهلية لايريدها الشعب كما في سوريا ، واليمن ، وليبيا هذا في عام 2011 م ففي مصر حدث التغيير الفوقي بعد ثورة كانون الثاني 25/01/2011 وبداية سقط النظام في أحضان الإسلام السياسي (الأخوان المسلمين ) وبدأ بمحاربة الأفكار والمنظات التقدمية التي كانت أحد أعمدة الثورة المصرية وخرج الشعب مرة أخرى وإنتفض في حزيران 30-06-2013 على حكم الأخوان المسلمين فأصبحت السلطات بيد المجلس العسكري ووضع دستور جديد 2014ولكن تم تثبيت النظام الرئاسي ولمدد طويلة والآن تجري محاولة تعديل الدستور لجعل المدة أطول للرئيس السيسي ولفترة ثالثة ثم يستفتي عليه الشعب. حيث كشف برلماني مصري معارض عن مقترح تعديلات الدستور تشمل منح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الحق في الترشح لولاية ثالثة مدتها 6سنوات، رغم أن الدستور بنصه الحالي لايسمح له بالترشح سوى لولايتين فقط. كما إن التغيرات التي أرادها الشعب السوري وبحراك سلمي، حصلت تدخلات إقليمية وخليجية لتغيير النظام السياسي بالقوة فدخلت التنظيمات الإرهابية، القاعدة ،النُصرة ، وأخيراً داعش التي دمرت كل شيئ وحصلت الحرب الأهلية وبعد ذلك الحرب ضد الأرهابيين بدعم أيران وروسيا والعمل على تحرير الأراضي السورية ولازالت جهود الأمم المتحدة وروسيا متواصلة لوضع الحلول السلمية ووضع دستور جديد وطرد الإرهابيين .
كذلك ماحصل في ليبيا بإستخدام نفس السناريو الذي طبق في سوريا . أما في اليمن فكانت التغيرات التي جاءت عبر طرق معقدة وإنفصام السلطة وتدخل المليشيات الحوثية وسيطرتها والدعم الأيراني الواضح لها، وبوجود تحالف عربي بقيادة السعودية ودعم الولايات المتحدة لشن حرب طاحنة ضد الشعب اليماني لغرض التغيير بالقوة، المتوقع بأنه سوف يفشل هذا الجهد أيضاً ولابدّ من حل سلمي . أما في العراق فالتظاهرات بدأت بين 2010 و2011 ، و2012، و2013 وهي تطالب ضمن حراك سلمي بالكثير من المطالب . وأيضاً حصل دعمأ أجنبياً لقوى الإرهاب وتدخل دول إقليمية في شؤون العراق مع إستخدام الحكومة القوة المفرطة ضد المتظاهرين ففسح المجال وبشكل دراماتيكي تدخل مسلح وبدعم قوى معارضة طائفية وإقليمية ،من قبل الإرهابيين الدواعش ، حيث كان هذا التدخل واسع النطاق في أكثر من ثلث أراضي العراق ومحافظاته،وإحتلالها حيث عاش الشعب في المناطق المحتلة مأساة حقيقية. حيث دفع الشعب نحو التوحد وإعادة تنظيم الجيش والقضاء على داعش. كما خرجت تظاهرات شعبية في الأردن أيضاً تطالب بالتغيرات، وحالياً يجري حراك شعبي سلمي ضد طغمة الدكتاتور عمر البشير حيث إستخدم العنف المفرط ضد المواطنين والشعب يطالب برحيله، ولخوف النظام من الشعب (أعلن عمر البشير يوم الجمعة 22-02-2019حالة الطوارئ في السودان وحل الحكومة الإتحادية ، وإقالة حكام الولايات وإستبدالهم بعناصر من العسكريين والأجهزة الأمنية مما يدلل على عمق الأزمة السياسية التي تلف نظامه الفاسد المتهاوي وسوف يستمر في ترهيب الشعب والقمع الدموي في مواجهة إنتفاضة الشعب)، ورغم إعلان الطوارئ خرج الشعب إلى الشوارع يتحدى قراره ونظامه.
وكذلك يجري الآن في الجزائر تظاهرات تعترض على ترشيح بوتفليقة الرئيس الجزائري المريض لفترة رئاسية خامسة منذ عقود وهو في حالة مرضية شديدة حيث إعترضتها قوات الشرطة بالغازات المسيلة للدموع. فغياب الديمقراطية الحقيقية يؤدي إلى تراكم معاناة الشعوب العربية وستكون سبب في الإنفجار الشعبي أذا لم تستجيب الطبقات السياسية لمطاليب الشعب، المهيمنة والمحصنة بقوى البوليس وأساليب القمع والقتل والتطاول على الشعب الذي إنتخبهم وبعد وصولهم إلى سدة الحكم تركوا الشعب الذي يعتبر مصدر السلطات . (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة