الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعم السعودي للمغرب أين المقابل؟... هل تصبح قطر هي كبش الفداء؟

حمدي حمودي

2019 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


المغرب يحضر الى القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ برئيس الحكومة فقط، في حين أن السعودية حضرت بكل ثقلها، غير أن اللافت ان ملك المغرب في رسالته على لسان رئيس حكومته بدأ يدس الكلام الحاد كسكاكين الى خاصرة المملكة السعودية، ويلمح بشكل يشبه التهديد في أن تتوقف الدول العربية المارقة وان تنخرط في الرؤية المغربية ويقدم الأوامر والدروس.
تلك الرؤية التي أصبحت متجاوزة، بحكم أن منطقة الصحراء الغربية دوليا هي محل نزاع.
ففي أجندة الأمم المتحدة لم يصف منها الاستعمار، كما ان المغرب منخرط في مفاوضات بلا شروط مسبقة من اجل ايجاد حل لها مع جبهة البوليساريو في كواليس مجلس الأمن، وفي الترويكا الافريقية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية داخل الاتحاد الافريقي، وفي تناقض مع نفسه يطالب الدول العربية بالوصول الى خط النهاية وهو لا يزال في مرطون السباق الى الحسم مع خصمه الشعب الصحراوي ، الشيء الذي يقابل اليوم بالكثير من التململ في الأوساط العربية.
الانخراط اليوم مع الرؤية المغربية بالنسبة للعرب بدون مقابل وفي تناقض صارخ مع رؤية العالم، لم يعد مفيدا لها وخاصة لبلدان قدمت الكثير للمغرب مثل السعودية التي منحت المال والسلاح والنفط وأكثر من ذلك المواقف السياسية التي سببت في تطويل الصراع وفي عدائية وظلم كبيرين للشعب الصحراوي ووقفت مع الاحتلال المغربي في اسود أيامه التي مر بها، ترنو من ورائها الى ان يقف المغرب معها في كل الأوقات، وخاصة أوقات الضيق الحرجة، وقد كتب عنه مقال احد الكتاب السعودية تحت عنوان "أشقاء من ورق" غير ان المغرب بدأ يتهرب من الحلف السعودي بل اعلن الخروج الرسمي منه وهو ما اعتبرته السعودية خيانة، وبثت قناة العربية شريطا يبين ان السعودية هي أيضا متوقفة عن دعم المغرب في قضاياه التي يعتبرها جوهرية.
عدم استقبال الملك المغربي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت القطرة التي أفاضت الكأس، ففي حين كان ضيفا لموريتانيا وتونس والجزائر وباكستان والهند والصين اعتذرت المملكة المغربية عن استقباله مما أوقعها في خطأ قاتل بل وكشف عن معدن العلاقة وأكد الشكوك في قضية الحياد من قضية قطر، خاصة أن السعودية تمر بمرحلة تثبيت الحكم وتوريثه إلى ولي العهد الجديد وفي محنة كبرى من معارضة بعض الامراء في قضية تولية العهد وكذا قضية الصحفي المقتول جمال خاشقجي.
كانت خيبة الامل كبيرة ومفاجئة للآسرة المالكة في السعودية، وبدأت بعض الأوراق تنكشف الى محاولات مغربية في التدخل المباشر في الشأن السعودي خاصة بعد اعتقال رئيس حزب موريتاني وهو يهم بمغادرة السعودية الى الرباط ، والذي سربت اخباره المخابرات المغربية الى جريدة القدس العربي التي نشرته قبل أيام في محاول للتدليس من أن ما كان يقوم به رئيس الحزب الموريتاني في السعودية عملا غير مطبوخ في الرباط خاصة اذا علمنا ان هذا الشخص يحمل الجنسية المغربية .
وفي طيات الخطاب المغربي يبدو التلميح الى الدول الموثوق بها وخاصة بالجانب الأمني وهو إشارة الى القاء الضوء على السعودية التي عملت بعض الجهات الى شيطنتها ووضعها في القائمة السوداء عند الأوروبيين التي تتهم بدعم الإرهاب تبييض الأموال ويعزي بعض المتتبعين الى نشاط كبير لقطر والرباط في تقديم الكثير من الأدلة ضد السعودية لدى الاتحاد الأوروبي خاصة أن العلاقات الأمنية السعودية-المغربية ظلت سمنا على عسل حتى التهرب الأخير للمغرب مع قطر وخروجه من القبة السعودية، وانتشائه في وسائل الاعلام بسيادته على قراره في حين كان يمكن ان يرتب الأوراق بصمت وعبر الدبلوماسية الهادئة غير ان الامر خرج الى مستويات أخرى ستتكشف تباعا.
الخاسر الكبير طبعا هو النظام الملكي المعزول أوروبيا بسبب اعتراف المحكمة الأوروبية بأن الصحراء الغربية هي بلد وإقليم غير معني بالسيادة المغربية.
وفي الاتحاد الافريقي مع الجمهورية الصحراوية يجلسان الند بالند، أما اتحاد المغرب العربي الذي حاول أن ينبشه العاهل المغربي فقد رحبت بخطابه الجزائر سابقا وحتى موريتانيا استعدت الاستقبال أي مشاورات ولكن الملك المغربي تراجع عن كل ذلك وعرف العالم ان خطابه ليس الا قنبلة مهرجان ضوئية وعلاقاته مع موريتانيا والجزائر الجارين لم ترق الى أي سقف نتيجة قضية الصحراء الغربية.
الخاسر الكبير هو المغرب لأنه فقد الحليف الكبير، البقرة الحلوب المملكة السعودية ولا ندري بأي ثمن سترجع العلاقات المغربية-السعودية الى سابق عهدها خاصة بعد انبعاث سوريا من جديد والتي كان المغرب خصمها اللدود وكان المغاربة من بين الإرهابيين الذي قاتلوا ضد النظام السوري ذلك الانبعاث الذي سيغير خريطة التحالفات من جديد في الجامعة العربية.
نعتقد أن السعودية الصامتة الغاضبة لن ترضى بكبش فداء من الملك المغربي إلا خسارة العلاقات مع قطر والاصطفاف من جديد مع السعودية ضدها وهو ما سيكلف المغرب خسارة كبرى في الجانب الإعلامي وحرب دروس من قطر، قد تكون مدمرة له خاصة انه يمر بقلاقل وديون وتحديات كبرى وضغوط مستمرة من الإدارة الامريكية التي كان مؤشراتها الكبرى زيارة وفد الى الصحراء الغربية لتوصيل رسالة التضامن مع الشعب الصحراوي وإيجاد حل سياسي للقضية الصحراوية يفضي الى تقرير مصيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست