الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية - ناقصة عقل -

الحايل عبد الفتاح

2019 / 2 / 27
الادب والفن


رواية " ناقصة عقل "
للكاتبة ليلة بريك المغربية
قرأتها لي ولكم (6)

حين زرت معرض الكتاب بالدار البيضاء بالمغرب، سقط اختياري بالصدفة على كاتبة مغربية لم يسبقي أن قرأة لها، وهي الكاتبة ليلى بريك. فقلت في نفسي يجب تشجيع من يبدل جهدا لإنتاج عطاء فكري ولو كان جديد المدخل في عالم الأدب والإنتاج الفكري. فاشتريت الرواية التي بين يدي الآن وقرأتها لي ولكم. وكانت النتيجة كما هو آت.
الموضوع :
رجل أعزب داخل في حوار مع ذاته، ويصف تصريف أيامه وعط آخر الأسبوع. يطرح عدة أسئلة فلسفية قديمة جديدة وتارة أخرى أسئلة اجتماعية وفكرية يحاول الإجابة عنها بمقاييسه هو.
وقد خصصت الراوية لكل فصل سؤالا يجيب عنه بطل الرواية بطريقته وتقديره. مثلا لماذا أتينا للوجود ولماذا نموت ؟
بطل الرواية يسكن لوحه ويتلذذ طعم العزوبة. له صديق ووالدين. وفي الأخير يعلن للقارئ أنه امرأة. وتصرح لصديقها الوحيد أنها تحبه.
وكأنها تدافع تارة عن عزوبيتها وحريتها، وتارة أخرى تدافع عن المرأة عامة.
الأسلوب :
أسلوب بسيط يغلب عليه الطابع السردي...جاف في جانبه الفني واللغوي...يفتقد التعبير السلس عوض التكلف...

تقييمي الشخصي للرواية :
الرواية سيرة ذاتية نفسية. والمؤلفة تتقمص شخص رجل يروي حياته وتقلب مزاجه وطرحه لأسئلة فلسفية واجتماعية لا يجد لها في الغالب جوابا. أو بالأحرى يجد لها جوابا من داخل نفسه وإحساسه وذوقه الشخصي.
فالقارئ لم يعرف لا إسم بطل الرواية ولا عرف اسم صديقه المتكرر الحضور في أفكار الراوية. لا نعرف أبويها إلا من خلال ثناء عليهما أو تقصيرهما في تربيته...
ـ شخوص الرواية محدودو العدد. فالروائية لم تعرفنا إلا على نفسية البطل وعن صديقه الوحيد وعن أببويه. الرواية تعبر عن انطوائية وعزلة الراوي البطل.
فشخص البطل انفرادي وانزوائي يجعله في منظور القارئ كأناني، لا يشعر إلا بذاته. نرجسيته تفقد القارئ مصاحبته في سرده لما يختلج في أفكاره وأحاسيسه. عزوبته المتلذذة وعيشه الإنفرادي يجعل القارئ يتساءل عن سبب سقوطه في هذه الحالة النفسية النرجسية.
أما الصديق الوحيد للبطل فلا نعرف عنه شيا. لا نعرف ملامحه ولا كيف تصادق معه ولا ما ضيه ولا حاضره. هو مجرد صديق مبهم الشخصية كالبطل...
أما والدي البطل فهما شخصان لا حركة ولا تصرف صادر منهما. فهما مجرد كصورة في فكر الراوية...
القارئ العادي يصعب عليه أن يستمر في قراءة الرواية بعد الفصل الأول والثاني، لأنه سيعتقد أن الرواية هي فقط عبارة عن سرد تصرفات وحركات وأفكار عادية يأتيها ويتصرف بها كل الناس.
لا شيء يثير يثير رغبة القراءة. فليس هناك قصة أو رواية مثيرة بالمفهوم الأدبي، بل فقط حديث شخص عادي يعيش عيشة كل الناس ويفكر ككل الناس...
إضافة إلى كل ذلك فالكاتبة تقمصت شخص رجل بدون أن تفصح عن ذلك مند البداية. ففي كل فصول الرواية كانت تتحدث كرجل لا كامرأة. وفجأة في الفصل 12 أفصحت الكاتبة عن أنوثتها.
فهي تقارن الذكورية والأنوثية بشكل وتعابير تؤكد فيها عن تساوي الجنسين...
لا ندري لماذا تختفي الكاتبة في شخص رجل...
أفق الكون والحياة محدود لدى الكاتبة...لا مبالات بالآخرين ولا بمن يمر من حولها من شخوص...إحساس ضعيف بالآخرين...الأنانية طمست المجتمع والدولة والسياسة...فليس في كون وحياة الكاتبة سوى والديها وحياتها وجارها وصديقها...Une indifférence très étonnante vis-à-vis du monde autour d’elle……………………………………………………………………………… …..
أنانية وانطوائية غريبة لدى الكاتبة ولو كانت مقصودة...
والمؤلفة أبانت عن رغبتها في اختيار من تحب من الرجال بذوقها ومقاييسها...رغم أن ذوقها ومقاييسها الإختيارية تبقى شخصية ذاتية...
على أي فالكاتبة تستحق التشجيع، مع ضرورة تركيزها، مستقبلا، على الحبكة لتوليد رواية مفهومة وقابلة للفهم... الحبكة إذن تحتاج لمزيد من دراسة شخصيات الرواية المحدودة...الرواية في مجملها تحتاج لمزيد من الدرس والتنسيق والتركيز لتكون ذات أثر عاطفي وفني يستحسن من طرف القراء...
من الحايل عبد الفتاح الذي قرأ الرواية له ولكم. فبراير 2019.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟