الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المواجهة أم الهرب- قراءة في رواية (حبّ في أتون العاصفة)

ريتا عودة

2019 / 2 / 28
الادب والفن


تأخذنا الرّوائية الشّابة "حوا بطواش" ابنة "كفركما" في رحلة ماتعة، بلغة سرديّة مائزة، داخل معصرة العشق. سرعان ما نصبحُ شهودًا على عشق محاصر بالأسلاك الشّائكة التي فرضتها العادات والتقاليد كالوعد الذي قطعه والد "هنادي" لأخيهِ قبل مقتله أن تكون ابنته "هنادي" زوجة لإبنه "رامز"، دون أن يسألها أحد رأيها في موضوع يخصّ حياتها هي ومستقبلها.
هكذا تجدُ "هنادي" نفسها كالفَراشة التي وقعت في خُيوط عنكبوت لن يرحمها. لا تجدي أحزانها ولا دموعها إذ يسجنها أخوها "وليد" الذي تكفَّل برعايتها هي وأختها "فادية" بعد حادثة مقتل والدهما على يد والد حبيبها "سامر". ينقلب الأخ على أخته، حين تشي "فادية" بأختها "هنادي" فتخبر "وليد" أنّ " هنادي" تلتقي بسامر في الجامعة حيث يتلقّيان تعليمهما وأنّها عاشقان. في لحظة تنقلب الرّحمة التي اعتادت عليها "هنادي" من أخيها "وليد" إلى شراسة، إذ تُسيّره العادات والتقاليد وذكرى الوالد الذي قُتلَ على يد والد حبيبها، فيقوم بسجن "هنادي" في المنزل إلى أن تتزوج ابن عمّها فتقرر هنادي أن لا حلّ لها إلاّ الهرب، فيخطّط لها حبيبها سامرموضوع الهرب بالتّرتيب مع صديق له يسكن خارج البلاد. هنا تأتي القفلة بمونولوج لهنادي يحمل مضامين نسويّة راقية:

(بعد أن كسرتُ حاجز الخوف وهربتُ من البيت، تحرّرتُ، وانطلقتُ في رحلة نحو المجهول، لم يعد هناك مجال للوقوف أو الرّجوع. لا بُدَّ من الرّحيل، ولا بُدَّ منَ انطلاقة جديدة ومشوار جديد بعيدا عن القهر والذّل، علّني أشعر بمعنى وجودي، هناك، في البعيد، حين أعيش حياتي كما أختارها أنا، وكما أريدها أنا، وليس كما يريدها الآخرون) ص. 147

بَنَتْ الرِّوائية، حوا بطواش، حبكة رّواية "حبّ في أتون العاصفة" على مضامين راقية حيث ألقت الضوء على عادات تحرم الأنثى من حقّها في حياة كريمة. مع هذا، أتساءل: "هل الهرب هو حلّ للمشكلة؟"
أعتقد أن تغيير المكان لا يحل المشكلة إطلاقا. ستهرب وتلاحقها ذات المشكلة إلى خارج البلاد فما أسهل أن يدرك أخوها بعد اخبار الشرطة أنّها مفقودة أنّها رحلت فيتبعها ويعيدها لحضن العائلة التّقليديّة، خاصة أنّها سافرت بدون حبيبها "سامر" فلا سند لها هناك.
بما أنّ الرواية مُوجّهة للفتيات اللاتي يواجهن مشاكل تحاصر مصيرهُنّ وكرامتهن وأحلامهن، أرى أنّ القفلة لم تأتِ مُوَفقة فقد كان من المفروض أن تُوصل الروائية للفتيات رسالة (((المُواجهة))) لا (((الهرب))) من المشكلة.
لقد توقّعت أن يقوم سامر بكتب كتابه على هنادي فور هربها معه من المنزل. عندئذ، يتوجّب عليهما مواجهة المجتمع من منطلق القوّة لا الضعف، الكرامة لا المهانة.
كذلك، تمنيتُ لو أنّ الروائية اختارت عنوانا آخر لروايتها فهذا العنوان يشي بأحداث الرواية ولا يترك للمتلقي مجالا للانفعال والدّهشة.

-----------------------------------------
بقلم الشاعرة الفلسطينيّة ريتا عودة
28.2.2019













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو