الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤيد دهسته الانقاذ

فؤاد عيد

2019 / 2 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قتل الطفل "مؤيد جمعة" لم يكن الأول ولن يكن الأخير فسجل الإنقاذ متخم حد الشبع بهذه المآسي والانتهاكات، فالإنقاذ تجيد ببراعة فائقة وماكرة فن "قتل الأطفال". بالدهس والاختناق والغرق والمرض والجوع والقصف، والموت وسط قذائف ونيران حروبها التافهة.
لقد بات أطفالنا في عهد الإنقاذ ضحايا لصراعاتها وحروبها الإرهابية البشعة ومجازرها المؤلمة. فقد أصبحت الأيام والسنون والحياة في عيونهم سوداء، وأن الوقت بالنسبة لهم لا ينقضي بل يمر ببطء شديد يسحب من خلفه حالة وفاة أو هجوم أو مرض أو ضرر ما.
هناك العديد من أطفال وصغارالسودان يعيشون في مناطق ليس فيها غير الصراعات والاقتتال المستمر، فهم يعيشون حياتهم تحت دوي المدافع وطلقات البنادق، وأزيز الطائرات التي تُرعب قلوبهم الصغيرة. فهم يعيشون في حالة رعب دائم ليس به غير القتل والدمار الذي يتجدد يوميا أمام عيونهم بأشكال مختلفة، وصدمات يصاحبها خوف مزمن (فوبيا) من الأحداث والأشخاص والأشياء التي يترافق وجودها مع الحرب مثل "الفرقعات والانفجارات المدوية" التي يقابلونها بالبكاء أو العنف أو الغضب أو الاكتئاب الشديد.
يرى الخبراء وعلماء الاجتماع أن حروب الإنقاذ العبثية فجرت لدى أطفالنا "أزمة هوية" حادة، فهم باتوا لا يعرفون لمن ينتمون ولماذا يتعرضون لكل هذه الآلام والمتاعب؟. فالآثار السلبية للمشاهد التي عاشوها لا تنتهي بنهاية مرحلة طفولتهم المحطمة، بل تشكل لديهم رؤية ومنظارًا لا يرون من خلاله إلا السواد والألم الإنقاذي، لأنه ليس أمامهم للتعبير عن تأثرهم بما يعانون ويعايشون إلا الانطواء والتوجس و التبلد أو العدوانية؟ هذا واضح في ملامحهم الشاحبة ووجوههم المتعبة وعيونهم المحتارة وأذاهنهم المرعبة، وخدودهم المتجعدة، وأجسامهم الهزيلة الجائعة. فهم لم يعرفوا بعد من هي عصابة الإنقاذ الآثمة كما لم يعرفوا لماذا يقتلون أو يعتقلون؟ أو يتركون وسط النيران الملتهبة؟
مثلما لا يعرفون لماذا يعانون بشدة ؟ أولماذا يصابون بجروح تلازمهم مدى حياتهم وتترك لديهم انطباعات وعواقب مخيفة تهدد مستقبلهم؟ أو لماذا هم عرضة للإسهال والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي و سوء التغذية؟
مؤيد قتلته عصابة الإنقاذ "دهسا وفرما" تحت عجلات جبروتها وغطرستها ودكتاتوريتها البغيضة حتى خرجت أحشاؤه وتمزقت وتقطعت، لم تشفع له "نومته" الهادئة الآمنة المطمئنة، ولم تشفع له براءته أو صغر سنه. فالجزار لا يتألم لموت ذبيحته مهما كانت صرخاتها أو توسلاتها، والصياد لم يكترث ابدا لموت فريسته.لأنهم أبعدوا عن قلوبهم الرحمة والشفقة واستبدلوها بالقسوة والفظاظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة