الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الحياة بين النص الماركسي الكلاسيكي والمشروع الماركسي

علي العبود

2006 / 4 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان رحلة الذهاب والاياب بين المشروع الماركسي والنص الكلاسيكي ومعطيات الحياة في الممارسة النظرية السياسية لليسار ليست رحلة سهلة وليس كل ما قيل في النص الماركسي الكلاسيكي هو من ثوابت المشروع الماركسي علماً ان السلف الاول للمشروع الماركسي هي ثورة العبيد بقيادة سبارتكوس وغيرها من الثورات الطبقية وبالتالي جاء المشروع الماركسي كنتيجة لصيرورة كفاح طبقي طويل
يحتوي المشروع الماركسي على جانبين اساسيين في قسمه السياسي وهما جانب السلب (اي الاطاحة بسلطة رأس المال) والثاني هو جانب الايجاب (هو بناء دولة خالية من الاستغلال الطبقي لغرض الارتقاء بالانسان) ولا بد من توضيح مسألة هي ان الرواد الاوائل للمشروع الماركسي لم يتسنى لهم في عصرهم امكانية وضع مشروع فكري متكامل على المسارات العامة لكافة المجتمعات ذات الانماط المختلفة في الانتاج بل تم التركيز علىتحليل آلية الاقتصاد والسياسة للتشكيلة الرأس مالية كمرحلة متقدمة واُاشير الى التشكيلات الاخرى ليس من باب طرق التغيير بقدر ما اُشير لها كتشكيلات غير نمطية كنمط الانتاج الاسيوي وما يخص بحوث مورغان الا انهم نبهوا الى نقطة اساسية هي ان طرق تغيير التشكيلة الرأس مالية لا تعتبر مطلقة وعامة لكل انواع التشكيلات الطبقية بل اعطوا الحياة قدرها التي تستحقه وبالتالي صان النص الماركسي من التقديس والوثنية اما في جانب الايجاب فان خبرة كومونة باريس التي استقاها ماركس بجدارة هي اللبنة الاولى من الناحية النظرية التي توفرت الى لينين لتوظيفها في ثورة اكتوبر المجيدة وكانت الحياة هي المصدر الاخر الذي انحنى له لينين بكل اجلال في ظل رؤية نظرية وفكرية ثاقبة وكان متوخيا بذلك بناء ديمقراطية اكثر رقياً من ديموقراطية البلدان الرأس مالية الا انما ما حصل بعده من بيروقراطية وجمود ثم تحول نحو اليمين قد اسدل الستار على هذا المشروع وانتهاءً بانهيار التجربة
لقد حذر لينين اكثر من مرة من استنساخ التجربة الروسية سواء في وضع البرامج او في سياسة اليسار انذاك واوضح لينين اكثر من مرة في نظرية السلطة بين ما هو عام وما هو خاص وكانت مراسلات لينين في فترة النضال ضد القيصرية وعشية ثورة اكتوبر هي التطبيق المبدع للمشروع الماركسي وبالتالي فان المهمة الاصعب دائماً هي لمن يحمل اعباء تطبيق النظرية ومن يتبنى المشروع الماركسي ومن يبقى تلميذاً للحياة دون الوقوع في الانتقائية ثم في اليمين ومن هذه الدروس يأتي التحليل الوظيفي للنص الماركسي كشكل من اشكال الممارسة النظرية السياسية وفق الوظيفة التي اداها النص في المكان والزمان دون التضحية بالمشروع الماركسي او الوقوع في الجمود واليسار الطفولي . هنالك اطروحات تاريخية تستوجب اعادة قراءتها من جديد مثل موضوعة الثورة الدائمة ومسألة القطع مع الرأس مالية في مجموعة بلدان رأس مالية متطورة سوية ام في الحلقة الاضعف وما يحصل الان من امكانيات القطع مع الرأس مالية في الاطراف .مثلاً في امريكا اللاتينية وما يحصل من نقل التناحر الطبقي الاشد الى بلدان الاطراف وتحول موضوعة انجلز عن رشوة الطبقة العاملة في انكلترا من حالة خاصة في ذلك العصر الى حالة عامة لكافة البلدان الصناعية الرأس مالية المتطورة في هذا العصر وفق قانون ديالكتيك تحول الخاص الى عام وما تقوم به سلطة رأس المال العالمية حالياً من محاولة لتشتيت التناحر الطبقي في دول الاطراف من خلال نقل الارهاب وتغذية الطائفية والتعصب الديني والقومي كمحاولة لتصريف الشحنة الثورية للجماهير الشعبية تصريفاً مشوهاً مما يستوجب من اليسار الراديكالي ابتداع اشكال جديدة للتنسيق عالمياً وتبادل الخبرة


علي العبود/الناصرية
20/4/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على