الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤل... وتساؤل آخر...

غسان صابور

2019 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تـــســـاؤل.. وتساؤل آخـــر...
بمقالي السابق من أيام قليلة.. تحت عنوان " يعودون... أو لا يعودون "... المنشور بـالـحـوار...
http://www.ahewar.org/debat/sw.art.asp?aid=629201
والذي أعطي به رأي عن عودة الجهاديين الداعشيين.. مع زوجاتهم الداعشيات... والذين كانوا يحملون جوازات سفر فرنسية.. قبل اختيارهم جنسية خلافة داعش.. وولاءهم لها.. حتى آخر رمق مهمة تنفيذ أبشع جرائمها وفظائعها... واليوم بعد قراءتي.. لإفادات سجينات أسرى يزيديات.. حررن بمنطقة باخوس شمال شرقي سوريا.. مطلعا لما عانته هذه السجينات وأطفالهن والرجال اليزيدين الذين كانوا برفقتهن.. واللواتي شاركت بتعذيبهن هؤلاء النساء الأوروبيات والفرنسيات... مستعبدة النساء والأطفال اليزيديين..بكل ما بكلمة الاستعباد والعبودية.. من بشاعة وفظاعة.. وإعدام الرجال اليزيدين.. بلا أية محاكمة.. بعد تعذيبهم.. طبعا...
عن هؤلاء الجهاديات والجهاديين الدواعش... جاءتني انتقادات من بعض الأنتليجنسيا الحقوقية من أصدقائي..متعجبين من رفضي القاطع.. عودة هؤلاء الجزارات والجزارين الدواعش... لمحاكمتهم ـ إنسانيا ـ بفرنسا.. ونعتني أصدقائي بأنني بهذا الرفض أتخلى عن إنسانيتي... وجوابي لهم اسألوا اليزيدات واليزيديين في العراق وسوريا.. إسألوا السوريين من مختلف الطوائف.. والذين كانوا أسرى بأيدي داعش وحلفاء داعش.. أو بالأحرى من النادر القليل الذين بقوا أحياء... إسألوهم.. إسألوا أمهاتهم.. إسألوا من تبقى من عائلاتهم.. إن كانوا بقبلون عودة هؤلاء المجرمات والمجرمين.. إلى فرنسا.. لتحميهم عدالتها الإنسانية المطاطة.. مستعملة كل واجباتها الأممية الإنسانية.. لمحاكتهم والاستماع إليهم.. وغسل أدمغتهم من كل الفظائع التي ارتكبوها.. وقضاء سنين قليلة... بسجون خمسة نجوم.. أصبحت جامعات إسلامية للإرهاب.. بينما يمكن للعدالة العراقية والسورية.. محاكمتهم حيث ارتكبوا جرائمهم.. ضـد العراقيين والسوريين واليزيديين.. والعديد من الطوائف التي تعيش هناك... حسب القوانين العراقية والسورية...
لآ أنا لم أتــخــل عن إنسانيتي وتحليلاتي وأفلاطونياتي وآرائي الفولتيرية... ولكنني ـ يا أصدقائي النقاد الكرام ـ أفضل اليوم عطاء وتقديم إنسانياتي وتحليلاتي وأفلاطونياتي وآرائي الفولتيرية.. إلى ملايين الضحايا الأبرياء الذين روعتهم وفجرتهم وهجرتهم واستعبدتهم داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش.. هناك بالعراق وسوريا.. ومئات الضحايا الأبرياء الذين قتلتهم داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش... بفرنسا وأوروبا والعالم... وخلايا القتل والإرهاب التي سوف تشكلها كل غالب جماعات العائدين من هناك... أو لا تعرف أيضا سلطات الأمن بفرنسا وأوروبا عن آلاف الخلايا الداعشية التي تسللت مع جحافل اللاجئين إلى أوروبا.. خلال السنوات الماضية؟؟؟...
ســؤال مـــشـــروع يــطــرح... مهمل حاليا من الإعلام والأمن والمسؤولين المحليين... لانشغالهم بقضايا داخلية أخرى... مع مزيد الحزن والأسف!!!...
ــ سمعت البارحة صباحا وزيرة العدل الفرنسية السيدة Nicole Belloubet تصرح على قناة راديو وتلفزيون, إثر الاستفتاءات والإحصائيات التي تبدي أعتراضها ورفضها بأكثرية ساحقة.. على عدم عودة الداعشيين.. نساء ورجالا إلى فرنسا.. وأن السيد ماكرون ما زال يدرس هذا الموضوع مع العديد من رؤساء الدول الأوربية المهتمين بهذا القرار الذي يبقى قيد الدراسة بمجلس الوزراء.. وخاصة وزارات الداخلية والخارجية والدفاع... وحتى ببقية الدول المعنية..على ما يظهر مترددة باسترجاع مواطنيها.. وخاصة الموجودين بشمالي شرقي سوريا عند الأكراد.. ولكن يبدو من بيانات وزارات الخارجية الأوروبية المهتمة بهذا الموضوع.. أن غالب المعتقلين الداعشيين.. إثر انطفاء خلافتها.. وخسارتها آخر المعارك على الأراضي السورية... يفضلون العودة إلى فرنسا.. لأن كل ما ينتظرهم هنا من تحقيقات وأحكام.. أفضل وآمن لهم من البقاء بالعراق أو سوريا والمثول أمام محاكمها............
ــ وفي المساء استمعت بمحطة فرنسية أخرى جدة وجد لثلاثة أولاد من أم فرنسية وأب الماني.. حاربوا مع داعش.. الأب قتل من أشهر قليلة.. والأم مع أكبر ورابع أولادها قتلا بأشكال غامضة.. يجهلها أمها وأبوها... والأولاد الثلاثة الباقون موزعون مع أمهات هناك... والجد والجدة يطالبان الرئيس مـاكـرون التدخل بأشكال وعلاقات إنسانية محاولات استرجاع جميع الأطفال الموجودين هناك من أهل داعشيين.. بجميع الاتصالات الإنسانية الممكنة...
هذه مشكلة إنسانية... سحقتني... صرعت كل أحاسيسي ومعتقداتي... ولا يمكنني سوى تأييد هذه الجدة وهذا الجد الفرنسي.. لاسترجاع أحفادهم والاهتمام بهم وتربيتهم وإنقاذهم.. بكافة الوسائل.. وخاصة حسب تصريحات هذه الجدة وهذا الجد.. أن هؤلاء الأطفال الموجودين بالمعتقلات العراقية والسورية والكردية.. ومن تبقوا رغما عنهم بين أيادي الداعشيين.. آخر المحاصرين.. غالبهم مرضى محتاجون لعنايات صحية وغذائية عاجلة...
حالتان مختلفتان... مسؤولية أهل هؤلاء الأطفال... ومسؤولية الدولة الفرنسية تجاه هؤلاء الأطفال... مسؤولية إنسانية عاجلة ضرورية... اؤيدها من أعمق مشاعري وتحليلاتي وفلسفتي ومعتقدي... وقبل كتابة هذا المقال.. أرسلت إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية نداء أدعم به استرجاع هؤلاء الأطفال.. رغم التعقيدات الموجودة حاليا... لأنهم أطفال.. لأنهم رغم التربيات الشرسة التي عاشوها بالأوساط الداعشية.. والتي تعتبر جريمة و خطيئة الأهل... ولكن الأطفال... تبقى مسؤولية الدولة الفرنسية.. استرجاعهم.. لا يتطلب أي تحليل آخر... لأنهم أطفال!!!...
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5 خطط لمستقبل غزة بعد الحرب.. سيناريو التقسيم والفقاعات


.. إسرائيل وحزب الله.. توازن الرعب في خطر | #الظهيرة




.. الاحتلال يحرق الأراضي الزراعية شمال قطاع غزة


.. الاحتلال يوسع المنطقة العازلة ويخطط لبناء معبر رفح جديد




.. ما دور الجماهير الألمانية في تأهل المنتخب إلى ربع نهائي يورو