الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دردشة سوداء

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2019 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قرأت تحليلات لفنيين خبراء عن ملابسات حادثة قطار محطة مصر، الذي تسبب في انفجار هائل وضحايا من قتلى ‏وجرحى.‏
تفيد التحليلات القيمة أن بالقطارات القديمة ثلاثة أنظمة أمان وبالحديثة أربعة، كانت كفيلة بمنع حدوث ما حدث.‏
ويستخلص البعض من هذا أن تعطل هذه الأنظمة كلها يعني أن الأمر مدبر.‏
هو احتمال وارد بالتأكيد، ينتظر التحقيقات الفنية والمباحثية لإجلاء حقيقته.‏
لكن هذا الكلام استدعى من مخزون ذاكرتي، ما واجهته منذ 44 عاماً مضت، في بداية حياتي العملية كمهندس ‏حديث.‏
حيث جاء تعييني في شركة غزل ونسيج عملاقة بالإسكندرية (مجموعة شركات مدمجة مؤممة منذ العهد الناصري ‏السعيد)، وقد تحولت منشآتها الآن لخرائب وأطلال.‏
تصادف بدء عملي بأحد صالات الغزل بالشركة، مع تركيب ماكينات يابانية حديثة جداً، حلت محل الماكينات ‏الانجليزي بالغة القدم.‏
كانت الماكينات الجديدة مزودة بحساسات ميكانية وكهربائية ضوئية، تمنع مرور القطن أو الخيوط غير المطابقة ‏للمواصفات المحددة بمختلف مراحل الإنتاج، وتوقف الماكينة عن العمل، حتى لا تستمر في إنتاج خيوط معيبة.‏
فوجئت وأنا في أيامي الأولى بالمصنع، أن حساسات الماكينات معطلة. فأخذت أَمُرُ عليها وأضبطها للتشغيل واحدة ‏بعد الأخرى.‏
وكانت النتيجة ارتباكاً وتوقفاً للماكينات، لأن لفات القطن الخام القادمة من قسم التحضيرات المجاور غير مضبوطة ‏المواصفات (وقد كانت ماكينات قسم التحضيرات هذا هي الأخرى من ذات النوعية اليابانية الحديثة).‏
كان موقفي محرجاً، والأسطوات ذوو الخبرة (العظيمة) ينظرون إلي وقد تسببت في هذا الارتباك للماكينات، كمهندس ‏شاب غُر غشيم. وسارعوا بإعادة تعطيل حساسات الماكينات، لتستأنف العمل والإنتاج في يسر وتدفق.‏
ملحوظتان:‏
‏- كان هذا المصنع لكي يصدر كمية محدودة من الخيوط، يأتي فنيو "صندوق دعم القطن" لينتقوا بعض الإنتاج ‏الصالح من الكم الهائل غير المطابق للمواصفات.‏
‏- كان "صندوق الدعم" مخصصاً لدعم سعر الغزل المصدر، نظراً لأعجوبة لا تحدث إلا لإنتاج شركات من نوعية ‏شركتي العملاقة، وهي أن سعر القطن الخام بالسوق الحر (أو السوداء) كان أغلى من ثمن الغزل.‏
كان جيداً وطبيعياً إذن أن تتحول أمثال هذه الشركات (المؤممة) إلى أطلال الآن.‏
فنحن نصنع الخراب لأنفسنا بأنفسنا، دونما الحاجة لمنظمات تخريبية داعشية أو إخوانجية أو صهيونية إمبريالية ‏وماسونية.‏
في النهاية
أتوسل لمن يزمع إقامة محطة توليد طاقة ذرية بمصر،
أن يعفو عنا ويرحمنا،
فنحن مازلنا ثقافياً وسلوكياً نعيش عصر "إدي زوبة زقة"!!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كارثه الوطن
على سالم ( 2019 / 3 / 1 - 15:19 )
هذه هى دائما معضله العقل المسلم الارهابى والفاسد القاصر البليد

اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟