الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات ولد كوردي 20

جمشيد ابراهيم

2019 / 3 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نعم كان العراقي متناقضا في شخصيته و اني اعتقد بانه و بسبب حياته التعسة كان يعاني من انفصام في الشخصية و من امراض نفسية كثيرة اخرى و لربما لحد الان فكان يشرب الكحول مع المَزّة (مقبلات تأكل مع شرب الكحول) في ما تسمى بـ (گعدة) اي جلسة و لكنه في نفس الوقت يدافع عن الاسلام كالاسد او بعبارة اخرى يحتاج اسلامه الى تعريف جديد و الاخذ بنظر الاعتبار جميع تناقضاته. كان متعصبا في وطنيته و لكنه في نفس الوقت يحلم بالحياة في باريس. و اليوم تجد العراقي (المثقف) على مواقع التواصل الاجتماعي و هو يعبر عن تذمره باستمرار بينما هنا في المانيا تسمع بانك اذا اردت التغيير عليك ان تعمل لاجل تحقيقه - و لكن لا تجلس فقط لتتهم الاخرين و تبكي في نصوص قصيرة الى الابد - ابتعد ايضا عن الحكم و الامثال لانك عاطفة اكثر من العقل لا تستطيع ان تمشي عليها.

طبعا يجرب الشاب ما يتيسر له من منافذ جنسية فذهبت مرة مع بعض الاصدقاء الى ملهى في بغداد لا اتذكر الاسم و لكني اتذكر باني كنت الوحيد الذي (فتّحَ) و هنا تعلمت لاول مرة معنى كلمة (فتّحَ) من النادل الذي سمعته يقول (فتح الولد مرتين) و كان و لربما يقصد طلب فتح زجاجة الكحول اي شرب الكحول عند الجلوس مع بنت تسمح بملامستها. حسب ما اتذكر كانت البنت التي جلست معي و هي تضحك باستمرار لبنانية و اني اشعر بشرارات كهربائية ترفعني الى السماء كلما لمستها.

نسيت ان اذكر بان مخاطبة الضابط بسيدي هي اهانة و احتقار للجندي المسكين و لكن الضابط كان يفرح و يعتقد بانه افضل و كان رئيس العرفاء يسمى بـ (الريّس). نزلت مرة الى المدينة بملابس العرضات رغم اني كنت اعرف بان هذه الملابس ممنوعة بعد مغادرة المعسكر و لسوء حظي و انا في طريقي الى البيت القي القبض عليّ و حشرت مع الاخرين في سيارة عسكرية كبيرة (لوري) ليسجنوننا ليوم واحد. توسلت بالضابط ( وانا اخاطبه بريّس بدلا من سيدي) ان يسامحني و يسمح لي بالذهاب الى البيت و لكنه رفض و في السيارة العسكرية وبخني جندي بقوله: انت شلون تخاطب الضابط بالريّس؟ اجبت: ليش الريس مو رئيس - و الرئيس مو احسن من سيدي؟

تعودنا ايضا نحن الخريجون ان نترك المعسكر ايام الجمعة ثلاث ساعات قبل انتهاء الدوام و نخدع الحرس في بوابة المعسكر بلغة مقنعة ان يسمح لنا بالمرور و لكن و عند تكرار المخالفة لعدة مرات تم سجننا لثلاثة ايام. و هنا كان معي زميل من خريجي الفرع الفرنسي و يقول بان هناك في المعهد الفرنسي من يعتبرني فرنسيا. لم استطع النوم في السجن الوسخ و المرحاض في نفس الغرفة و كنا حسب ما اتذكر اكثر من عشرة جنود في غرفة صغيرة و بعد اطلاق سراحنا نزل وزني و اصفر وجهي و عندما وصلت الى البيت كنت في حالة يرثى لها.

تمنت عائلتي المسكينة ان التحق بكلية الشرطة اعتقد طمعا بالنجمات و المقام الاجتماعي و كانت هناك سيدة كبيرة بالعمر من اقربائنا تري فيّ معاونا شرطيا و عندما نضجت الفكرة في داخلي و انا في الثانوية اخبرت زملائي عن نيتي للالتحاق بكلية الشرطة بعد البكلوريا و كان هناك طالبا تركمانيا يحاول بشتى الوسائل اقناعي للعدول عن فكرتي لقصر نظري - كان التركماني و لربما لا يزال يكره كل ما هو كوردي بتعصب قومي لا مثيل له و اليوم احمد الله لعدم الالتحاق بكلية الشرطة خاصة و اني كنت اعتبر الخدمة العسكرية اهانة و احتقارا لكرامة الانسان. ذكر لي ابن خالي من كركوك ايضا بانه كل ما ذهب لشراء مواد غذائية من محل تركماني كان يتكلم معه بالتركمانية و الا لكان يغشه و يبيع مواده باسعار فاحشة لو تكلم الكوردية. لم نلمس من العربي خاصة من مدن جنوب بغداد هذه العنصرية التركمانية عندما مكوثنا في الديوانية.

و في يوم من الايام و في شهر الرمضان سألني زميلي في الثانوية (طالب كوردي ذهبت معه ثلاث مرات لمشاهدة الفيلم الهندي سنگام) اعتقد بعد مضايقة كالتي تعرضت لها من الطلاب العرب فيما اذا كنت صائما و عندما اجبت باني لا اصوم مدحني. كانت هذه الفترة ايضا فترة الملاكم الملحمي كاسيوس كلاي الذي اسلم و اصبح محمد علي كلاي و كان في الصف طالبا متدينا بلحية المتدينين يكتب على اللوحة (السبورة) في نهاية الدوام الدعاء الاسلامي المزعج لينصر الله الملاكم المسلم على الكافر و يقصد بالكافر المسيحي.

كان معنا هنا في الثانوية طالب يلبس نظارات بزجاجات ثخينة مما دل على قصر نظر حاد يحكي لنا بانه و ذات مرة و عندما رأى فخذ سيدة استمنى خمس مرات في ذلك اليوم و نحن نضحك و نقول له بانه هذا هو سبب تدمير عيونه و هنا تذكرت قصة انجليزية يكتب جندي لحبيبته بانه سيواقعها 12 مرة باليوم الذي يلتقي بها اذا رجع من المعركة و لكن المسكين البطل الجنسي قتل قبل ان يرجع و هذا يرجعني ايضا الى راوندوز عندما نقل والدي الى الرميثة و ذهب لوحده و نحن اجرنا غرفتين في بيتنا لسيدة مع ابنها النائب الضابط و عندما تزوج الابن تم تخصيص غرفة له كعادة كوردية عند زواج الابن و في اول يوم الزواج بقى الباب مقفولا الى اليوم الثاني و نحن نتعجب و نعتقد لربما حصل لهم شيء و اخيرا فتح الباب في المساء ليخرج الزوج المنتصر الذي مزق بكارتها و قضى ساعات طويلة مع العروسة دون ان ينتظر و هي لا تزال مجروحة تنزف و هو كالاسد الذي يجامع اللبوة مرات عديدة اذا سنحت الفرصة لحد الارهاق.

ملاحظة: يتبع السرد في هذه المقالات طريقة سرد القصص الانجليزية خاصة القصيرة منها لخبرتي الطويلة في كتابتها و تدريسها لطلاب المدارس و الجامعات في المانيا
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ