الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاكم للابد او يحرق البلد

وليد حسين

2019 / 3 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


‎يتصف (الحاكم العربي ) بصفة الالتصاق بالسلطة فهو يحكم قائماً ..فإن لم يستطع فمُقعدا على كرسي الشللْ.. فإن لم يستطع فمن حساب سكايب او تويتر وذلك اضعف الايمان..
‎المهم في تفكيره هو صمان وجوده على كرسي الحكم (ولوبالاسم) وعلى جماجم شعبه وهذا من أهم ثوابته وعقيدته السلطوية ويعتبر التنازل عن استحقاقه (كما يسميه) خط احمر حتى لو ابيد شعبه بالكامل فلايضيره شيء لان تسلطه والتصاقه بكرسي الحكم واجب وتكليف شرعي بنظره واتباعه..
‎ن الطغاة دوماً تمتد رحلتهم في السلطة من القصر إلى القبر وربما في حياة البرزخ.
‎واكثر مايدفع الحاكم الى هذا السلوك الاستبدادي هو المواطن العربي الذي يعاني الانفصام في شخصيته ووجوده وضياع حقوقه وتدجين شخصيته على الانقياد الاعمى والتبعية.. واخيراً انتابته الصحوة المتأخرة واصبح يطالب بحقوقه العادلة بعد أن كسر حاجز الصمت والخوف..و بعد ماعاناه ولاقاهُ من استخفافٍ وتهاون بوجوده وحياته ولقمة عيشه...من قبل الحاكم بامرالله المستبد ونظامه ..
‎ففي فترة استبداد الحاكم يتعطل عقله وتنغلق..بصيرته
‎فيصبح كالثور الهائج لايرى الا نفسه ولا يفكر الا في احلامه المريضة الباحثة عن اطالة امد الجبروت والطغيان الجاثم على رقاب شعبه عقودا طويلة....
‎ان السلطة مهما استمدت شرعيتها الملتوية بفترة محددة ستأويها مظلة التغيير طوعاً ام قسراً فهذا التغيير المقرون بارادة الشعب او اي تغيير قسري يحدد العمر الافتراضي لاية سلطة لم تستجب للتغيير..فهذه الأنظمة اصبحت استبدادية شمولية منغلقة استهلكت فترات حكمها سواء كانت شرعية بانتخاب الشعب ديمقراطيا لها ام استمدت شرعيتها التاريخية وراثيا كالانظمة الملكية او مثيلاتها أو الانظمة الانقلابية عسكرياً بدعم شعبي او بدونه .
‎ اليوم وبعد عاصفة الربيع العربي الهوجاء نجد ان الانظمة التي لم تستفيد من التجربة تبدو مؤشرات العاصفة الهوجاء الثانية قادمة وبشكل اكثر ضراوة ففي الجزائر و السودان الدولتين اللتين تعانيان من اضطراب وقلاقل هذه الأيام..فالرئيس الجزائري بوتفليقة وهو الرئيس الوحيد في العالم المُقعد والفاقد للسيطرة على جسده وتصرفاته وهو بمثابة شخص ناقص الاهلية يرشح نفسه للمرة الخامسة دون وعي او حياء او مقدرة سياسية
‎اما في السودان فنرى الرئيس عمرالبشير قد قفز للسلطة بانقلاب عسكري في 30-حزيران-1989وتسبب بالكوارث والحروب الاهلية لبلده وشعبه واهمها انفصال جنوب السودان وحرب دارفور التي تسببت في كوارث بشرية وحرب ابادة جماعية لا تحتمل والتدهور الاقتصادي والتردي الاجتماعي والتراجع الثقافي لمدة 30عاما تلك المدة الطويلة والقاسية التي عانى منها الشعب السوداني دون أي برنامج سياسي متكامل لقيادة الدولة والمجتمع سوى الاستمرار في السلطة فلابد للنظام أن يتصدع وينهار ولذا عليه من العقل والحكمة أن يستجيب للتغيير سلمياً بقيادة جديدة تحمل رؤيا متطورة لانقاذ السودان من الخطايا والتخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبعكسه سيفهم بعد فوات الاوان ان الترقيعات المتكررة التي اجراها.مؤخراً لن تُجدي نفعاً وسيجد النظام نفسه أمام صورة قريبة مما حدث في دول الربيع العربي العاصف الذي حدث عام 2011.
‎وفي سوريا تحت حكم عائلة الاسد الاب والابن والتي قاربت الستة عقود فقد ارتكبت هذه العائلة الطاغية في العام 1982من خلال قوات الاسد الاب مجازر مروعة في محافظة حماة وقتل وفق التقديرات ما لا يقل عن 40 ألف شخص، بحجة قتال جماعة "الإخوان المسلمين"... ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011 وماتلاه استخدم الأسد الابن مختلف الأسلحة التقليدية والكيميائية ضد المدنيين السوريين ممن انتفضو على سياساته البائسة وطغيانه وتسبب بوفاة ما لا يقل عن 500 ألف شخص وتهجير ما لا يقل عن ستة ملايين مواطن سوري كما أجبر 7 ملايين آخرين على النزوح قسراً فضلاً عن اعتقاله لعشرات آلاف السوريين المغيبين في السجون. واغتصاب الاف النساء وقتل الاطفال وتهديم مدن كاملة على رؤوس ساكنيها وجلب جيوشا من المرتزقة والدول المساندة لقتل شعبه وتدمير مدن سوريا وتقديمها رهينة مستباحة للاجنبي للدفاع عنه واستمرار سلطته الاستبدادية..
‎.لقد اثبتت التجارب ان الانظمة الشمولية المغلقة التي استبدت بالسلطة باساليب قمعية واستقصائية اعتمدت على ترسيخ نظرتها الشمولية في الحياة العامة وافتقارها للعدالة الإجتماعية ورفضها بناء اسس جديدة لمصالحة وطنية حقيقية على أسس من الحوار والشفافية...ومحاربة حقوق شعوبها واستخفافها بحقوق الانسان...واعتماد المحسوبية والمنسوبية والتحزب وابعاد الكفاءات المهنية في ادارة الدولة.واستخدام كل وسائل القتل والابادة والسجون لردع مناوئيهاالمطالبين بحقوقهم المشروعة..
‎ان ما ينشده الشعب الرازح تحت نير الاستبداد هو التغيير الجذري الذي يضمن حقوقه المشروعة والحفاظ على امن وسيادة دولته ومجتمعه..
‎ وعلى من يتصدر المسؤولية عليه ان يدرك ويعتبٌر مما أصاب غيره من الطغاة والمتغطرسين اللذين اذاقوا شعوبهم الويل والثبور وكان مصيرهم الخزي والعار..
‎ان ارادة الشعوب التواقة الى الحرية والمتطلعة الى التغيير ستقاوم بقوة هراوات الاستبداد والقمع الذي تقترفه اجهزة السلطة الغاشمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي