الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


8مارس اليوم العالمي للمرأة، هل هو يوم للاحتفال أو لتخليد ذكرى النضال ضد الاستعباد والظلم الاجتماعي والاقتصادي؟...

عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)

2019 / 3 / 4
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين


هل علينا الاحتفال ب8 مارس كيوم عالمي للمرأة وتقبل الهدايا وتبادلها كمحطة انتصار لكل امرأة على واقعها وتجسيد على تمتعها بكافة الحقوق ؟ أم علينا تخليد هذا اليوم ورفض كل الهدايا، ورفع شارة النصر أننا مناضلات أتين من كل المواقع، رافضات لاستمرارية العنف والاضطهاد الذي لا زال يمارس علينا؟ هل من الضرورة إعادة طرح قضايا المرأة والوعي بها، ونحن في عصر الثورة الصناعية الجديدة وثورة التكنولوجيا؟ هل من الضرورة الدفاع عن موقعنا كنساء بعدما وُلِجنا كل المناصب؟
أمام تزايد التوترات السياسية والاجتماعية، كل شيء يدمر، وأولها الحلقة الضعيفة: المرأة. إنها حلقة ضعيفة ليس لضعف بنيتها الجسدية، بل لأنه ضعف تراكم عبر الزمن من خلال ثقافات وخرافات في مجتمع لا زال متعصبا وهمجيا كلما فتحت النقاش حول قضايا المرأة، في مجتمع لا يؤمن بالتعدد والاختلاف، في مجتمع اُبتلِيَّ بالدواعش والوهابيين وتجار الدين وتجار الجسد واللائحة طويلة، في مجتمع ازداد انحطاطا وتخلفا وتأزما بعدما اُنتُعِش التطرف فيه وأُغلِقَت كل المنافذ لبناء العقل الناقد والإنسان الحر، في مجتمع خائف ومشبع بقيم الاتكالية وغير مستعد للمصالحة مع ماضيه وتثمين تراكماته، في مجتمع غير قابل لإعادة الاعتبار لأديانه...
يحل يوم 8 مارس كيوم ليس للاحتفال، ولكنه يوم من أجل النضال لتحقيق الحرية والمساواة، إنه يوم ضد التهميش الاجتماعي والسياسي وضد البؤس والاضطهاد الاقتصادي. إنه نضال ليس ضد الرجل، بل ضد معتقداته وظلاميته وعدائيته، إنه ضد التمييز والظلم والاستعباد.
من التاريخ الإنساني، نجد أمثلة رائعة عن صرخة من عمق الجهيم والظلام قَوَّدت أركان البنى، فغيرت الواقع وبعثت الأمل بطريقة جديدة صنعت بها قواعد وآليات أخرى لتستمر العلاقات الاجتماعية بأشكال متغيرة، وحتى وإن حملت في طياتها مخلفات البنى السابق لأنه وبكل بساطة تراكم إنساني آخر يجعلنا نستمر وبأساليب عيش مختلفة. ف8 مارس يوم تَجسَّد من الألم ودُموع نساء عاملات رفضن الظلم الاقتصادي والاجتماعي. انتفضن عن واقع لازال مستمر وربما أكثر وحشية من السابق.
يوم 8 مارس، لم يكن يوما لتبادل الهدايا والتبريكات، بل من أجل الدفاع عن كل قضايا النساء في شموليتها وكَونِيتها. لا نطالب بأي تمييز، بل نطالب ببناء مجتمع يُمَتِّع كل فرد داخله بكافة حقوقه لأن المرأة لن تكون إنسانة إلا في ظل نظام عادل وديموقراطي، يؤمن بالتعدد والاختلاف، ويرفض أي شكل من أشكال الاستغلال السياسي والديني والاقتصادي للمرأة والرجل على حد سواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر