الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساس .. يسوس

مها أحمد

2006 / 4 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عاد رئس حكومة لبنان فؤاد السنيورة بالسلامة موّدعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب بعد جولة أميركية قادته إلى لقاء الكاوبوي راعي الحريات الأكبر جورج بوش وحاشيته أعضاء الإدارة الأميركية وكيلة الديمقراطية وموزعها الحصري في العالم .
والسنيورة الذي لا ينسى ولو للحظة نصيحة والده (يا بني امضغ الماء جيداً ) لمن لا يعرفه هو من يحاول عبثاً أن يمشي بين حبّة المطر وأختها دون أن يبتل ، لكن العواصف العاتية التي تجتاح المنطقة واحدة تلو الأخرى لاتترك للرجل ملاذاً إلا اللغة يتلاعب بها فيتغطى بالعبارات المهذبة والكلمات الملتبسة والمواقف ذات الألف معنى والألف وجه .
من الرياض إلى بيروت مروراً بالخرطوم حتى زيارته الأخيرة إلى واشنطن يمضي رجل الدولة الحصيف من شرك إلى آخر ، ينتقي من النصوص ما يقول الشيء وعكسه ويدلي بتصريح يحتاج إلى شهور من الاستيضاح وعندما يحشر لا يقول (المقاومة ليست ميليشيا ) كي لا يُبنى على القول مقتضاه لكنه يبتدع صيغة عجيبة فالمقاومة (لم ولن نسمها بغير اسمها ) وطبعاً لا يقول اسمها وتعريفها بشكل واضح فقد يغضب لارسن وبيد رسون وجمبري إذا فعل .
ومن نفس المدرسة يخرج علينا النائب والوزير خالد قباني قائلاً : ( المقاومة لا خوف منها ولا خوف عليها ) ... يعني ما هذه البلاغة والمقدرة على استخدام أدوات الجر والنصب وأيّ عقل مراوغ يحترف كل هذه الحلول التلفيقية التوفيقية والتمادي في التكاذب حتى لو استهلك كل أوراق التوت في العام ..
وعندما يكون الحديث بلغة غير العربية يصبح هامش المناورة أكبر وحرية التأويل والتفسير وإلقاء بتبعة الخطأ على الترجمة غير الدقيقة متاحة كما حدث مع مستر سنيورة في واشنطن مؤخراً فهو لم يقل للصحفيين : (هدفنا نزع سلاح المقاومة عبر مندرجات ال 1559) إنما ( .. عبر الحوار مع احترام ال1559 ) والفرق بين (عبر الحوار) و (عبر مندرجات ال1559) شاسع جداً كما هو بين صيغة البيان الختامي لقمة الخرطوم الأخيرة الوارد فيه (المقاومة اللبنانية تعبير صادق وحقيقي..) إلى أخر النص والتعديل الذي اقترحه السنيورة بإصرار لاستبدال (المقاومة اللبنانية) ب (مقاومة الشعب اللبناني) لأن السنيورة لا ينام الليل بسبب احتكار حزب الله لشرف المقاومة والشهادة !....
إنها اللغة الحريرية التي يتقنها أرباب السياسة الذين يصح فيهم قول الإمام محمد عبده: ( لعن الله ساس ويسوس وسائس ومَسوس وكل مشتقات السياسة ) .
مها أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا