الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حينما يتغير مسار الكلمات .
يوسف حمك
2019 / 3 / 5الادب والفن
قرأت الهزيمة في عينيه ، و على وجهه كان الانكسار بادياً .
أحاط به العجز ، و رضيَ للرماد ملاذاً .
خطفه الإحباط ليصل به إلى شفير نهاية الطريق .
قال بصوتٍ مختلجٍ : (( زهدت بفضح الفاسدين ، بعد أن أودى بي ذلك إلى الاعتقال . و تجنبت الإشارة إلى شائنات السفلة ، لئلا أعاود السقوط في فخ الدجالين و شباك الزنادقة .... ))
نعم الحياة تضحك في وجوه بعضهم ، و تحملق بقسوةٍ في وجوه غيرهم بغير عدلٍ . شاهرةً سيفها البتار تهديداً للذمم النقية بلا محاكمةٍ ، و دفع ثمن عفتها باهظاً .
من تجاربي المتواضعة في الحياة ، عرفت أن الجميل غالباً ما يُخنق بالتعسف و الإساءة في وحل السياسة ، و الإبداع يُكبَّل بخصلات اللحى الطويلة ، و بالعمائم تُسَد الأفواه .
فما طعم الكلمات حين يحشرها الكاتب في زاوية زمرةٍ أو طائفةٍ ، متجاهلاً آلام الناس ، متحاشياً أوجاع الوطن ؟!
الكلمات الناشزة التي لا تتوافق مزاج رجال السلطة تُعَد طُعْماً دسماً للعيون النفاذة لحروفها ، فتحاسب ما لا تتطابق مقاس مسطرتها .
مهما حاولت ترميم الكلمات فلا جدوى لمحاولة الإصلاح أو اجترار معانيها . طالما أن النيات كانت مبيتةً ، و الترتيبات معدةً مسبقاً . و أن الجهود متواصلةٌ لإعاقة كل محاولةٍ للاستنهاض و البناء .
فالكلمات التي تخرج من المسار المحدد لها من قبل رجال السلطة يجب أن ألا تترعرع و تنمو ، و لا تجعل من الهواء لها منفساً .
و هنا تكمن مأساة شرقنا المنحوس ، و مربط مصائبنا المتواترة .
فتدمير كل الأشياء يُخطط لها في الخارج ، و التنفيذ بأيد حكامنا في الداخل .
و السر مخبؤه في استهوائهم للسلطة ، و التمسك بمساند كراسيها ، كما البهرجة و تكديس المال و الاستحواذ على كل مفاصل الدولة ، تفادياً لنقل الحقيقة و إسكات الصوت الصارخ في سبيل الحق .
لبقاء الوطن غارقاً في محنته ، منشغلاً بحروبه التي تكاد لا تنتهي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء
.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت
.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف
.. اشتهر بدور الساحر غاندالف في -سيد الخواتم-.. الممثل البريطان
.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -