الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحد عاشق!

ندى مصطفى رستم

2019 / 3 / 5
الادب والفن


تمهل ... عقدة عقدة تمهل...
لي طلب أخير قبل أن ترحل إقترب مني أكثر لا أريد أن يسمعني أحد تمهل،،، أريدك أن تلحدني على مهلٍ لا تتسرع، لأنني لن أكتفي هناك بعدّ بعض أنفاسك، تمهل... تمهل. أنا أوصيتهم أن يكثروا العقد إلى أن يرحل الجميع ويصابوا بالملل فتبقى معي وتلحدني على انفراد. لا أريد لأحد أن يشاركنا أمانة الدفن ! تمهل عقدة عقدة تمهل، أتعلم؟ أنا أحسّ بك وبلمسة أناملك وأشم عطرك. أريد أن يبقى لي وحدي وأنا هنا لا أحد يسمعني سواك، تمهل تمهل، عقدة عقدة، لم العجلة؟ لا أريد أن أبقى وحيدة هنا، أعلم أنك سترحل ولم يبق إلا دقائق قليلة وتصل إلى العقدة الأخيرة. أتعلم؟ كم أتمنى لو أصبحت الدقائق بعدد ذرات التراب المحيطة بي والتي سوف ترمى علي بعد قليل. حاولت البقاء، لم أفلح، لا أعلم لماذا، أهو قدري أن أرحل قبل أن تكتمل روايتنا؟ لا أريد أن تكون تلك اللحظات نهايتها بل أريدها البداية، قلت لك تمهل تمهل، لمَ العجلة؟ دعني أشعر أكثر بأناملك، ما بها ترتجف، رغم أنها دافئة كدفء قلبك. لا ترتبك، إني سعيدة بك يا ملحدي. كم كنت أتوق لتلك اللحظات. سأعترف لك، عندما أُخبرت أن منيّتي اقتربت، تذكرت ما قلت لك في أول لقاء لنا، وبعد اعترافي أن قلبي يعشقك، دعوت ربي أن يجعلك ملحدي. كثير من العقود مرّت على تلك اللحظة، ولكنها أقل من تلك العقد التي تحلّها الآن. وها أنت تلحدني يا حبيب الروح، فروحي معك لن تموت. لي طلب آخر قبل أن تفك العقدة الأخيرة، لا تعد إلى هنا لأنني سأكون هناك معك. ما بك؟! ما هذه النقط الساخنة تهطل على وجهي؟ لا تقل لي أنك تبكي، لا لا تبك، أريدك أن تبتسم لكي تبقى ابتسامتك تؤنس وحدتي في هذا المكان الصغير، ما اسمه؟ لا تقل لي قبر! مابك صامت؟ أنا في قصري المنفرد بمقاسه الذي لا يشبه أي قصر من القصور التي بجانبه... انظر إليه أكثر سترى أنه جميل، لأنني أنا به راقدة. لحظه أدرني إلى جهة اليمين قليلا، لكي أرتاح أكثر. لا لا تضمني هكذا، فقط اعدل لي جسدي قليلا، أزح تلك الحجرة إنها، قاسية قليلا. تابع يا عمري، العقدة الأخيرة انحلّت. إني أراك، لا تبعد عينيك عني، أوقفهما، لا تدعهما يغرقاني، سوف أحتفظ بمائهما، لسوف تنبت أجمل الورود و أتزين بها. ما بك؟ متجمد؟ ارمِ قليلا باقي التراب علي وارحل. ما بك؟ ثقل جسدك، أحس به. إنهض أرجوك لا أريدك هنا إرحل بعيدا، فالمكان ضيق، أرجوك هل من أحد يساعدني؟ يا ناس، أيها الراقدون بجواري، لماذا لا تأتون لكي ينهض ويبتعد. لا أحد يستجيب للأسف، ولا أحد يمد يد العون لي وأنا لا أقوى على ذلك. وإذ بصوت أعرفه، إنه هو، إنه يقول حبيبتي. ابتعدي قليلا، أريد أن أنام. صرخت بأعلى صوت: حبيبي لا، لا تتمدد، لا تتمدد. لكنه فعل. ثم كانت عاصفة قوية حركت التراب فواراهما وضاع أثرهما...تمهل، تمهل.... وفي اليوم التالي عند الفجر توافد الناس لزيارة أحبتهم وكانوا يتحدثون عن العاشقَين اللذين ضاعا وضاع أثرهما ولكن قصتهما لم تضع. بدأ الناس كلما دخلوا المقبرة يضعون أكاليل الورد لأحبتهم وإكليلا للعاشقَين وسُمّيت المقبرة باسم (العاشقَين)...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب