الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسواق الناشئة..... قوة اقتصادية لا تُقهر

مظهر محمد صالح

2019 / 3 / 5
الادارة و الاقتصاد


الاسواق الناشئة..... قوة اقتصادية لا تُقهر

مظهر محمد صالح

لقد بلغ العالم لحظته التاريخية ومنعطف تقدمه الاقتصادي ببزوغ فجر الاقتصادات الناشئة واسواقها الفاعلة إزاء الركود الاقتصادي النسبي الحالي للامم المتقدمة.فبعد اكثر من 150 عاماً، وحتى سنوات قليلة مضت، ظل العالم يعيش على وقع معتقد وضلالة تاريخية من نتاج الثورة الصناعية، بأن العالم المتقدم سيبقى متفوقاً في اقتصاده على الاسواق الناشئة! ولكن اظهرت الالفية الجديدة انتقال اكثر من 50 بلد من البلدان النامية الى مجموعة إقتصادية جديدة ،غدت اكثر تقدماً واعظم نمواً تسمى اليوم بمجموعة البلدان ذات الاسواق الناشئة ( تبدأ بالبرازيل وروسيا والهند والصين وتنتهي بكوريا الجنوبية وجنوب افريقيا وفيتنام وغيرها ) . حاول بعض المفكرين الغربيين تفسير تقدم تلك البلدان ذات الاسواق الناشئة بأنه مجرد تحولها من نظم اقتصادية عالية المركزية الى اقتصادات السوق الحر، في حين ترى مدرسة التنمية الحديثة ان ثمة معايير يمكن الركون اليها عند تصنيف تلك الاقتصادات بكونها ذات اسواق ناشئة مقارنة بدول الاتحاد الاوروبي الصناعية المتقدمة وعلى وفق ما يأتي :

اولهما ، ان متوسط دخل الفرد في بلدان الاسواق الناشئة وحسب معيار تعادل القوة الشرائية هو ما بين 10% الى75% من متوسط دخل الفرد في بلدان الاتحاد الاوروبي.

وثانيهما ، ان معدل النمو الاقتصادي فيها قد أخذ مساراً متسارعاً خلال أخر عقد من الزمن وعلى نحو جعل من فجوة الدخل بين هذه البلدان والبلدان المتقدمة صناعياً في اضيق ما يمكن.

وثالثهما ، ان التمسك بالتحولات المؤسسية والانفتاح الاقتصادي على العالم جرى و بالقوة نفسها وعلى نحو مستمر ساهم بأندماجها في العولمة الاقتصادية وبعمق ،حتى اصبحت الاقتصادات الناشئة قوة منتجة داخل نظام السوق العالمي المفتوح القائم.

وبهذا تشتري الاسواق الناشئة حالياً (نصف) الصادرات العالمية من السلع والخدمات وكذلك (نصف) كميات نفوط العالم المصدرة البالغ مجموعها حوالي 56 -60مليون برميل نفط يومياً (و تمثل في الوقت نفسه حوالي62% من الاستهلاك العالمي للنفط) .

كما تساهم البلدان ذات الاسواق الناشئة بنحو 45% من تكوين الناتج الاجمالي العالمي و على وفق مبداْ تعادل القوة الشرائية ، حيث يقدر ذلك الناتج حالياً بحوالي80 تريليون دولار. في حين انها تراكم لوحدها قرابة 75%من اجمالي الاحتياطيات الرسمية من العملات الاجنبية والتي تدنو من 11.5 ترليون دولار امريكي في الوقت الحاضر.

إذ تعد تلك الاحتياطيات المتراكمة من العملة الاجنبية بمثابة المصدة الرئيسة لاستقرار اقتصاداتها. فضلا عن ان تلك البلدان الناشئة تهيمن من الناحية الديموغرافية او السكانية على نسبة 80% من مجموع سكان العالم وبنسبة تزايد شهري في عدد سكانها تبلغ 6 ملايين نسمة مقارنة بالبلدان الصناعية المتقدمة التى لا تزيد على أكثر من 300 الف نسمة شهرياً ايضاً.

وبناءً على ما تقدم ، فقد تجاوزت الاقتصادات الناشئة في إدائها الاقتصادي مجموعة البلدان الصناعية المتقدمة في مجال النمو الاقتصادي.

ففي السنوات ال 15 الاخيرة نجد ان البلدان الناشئة الاسواق قد تخطت البلدان الصناعية في معدلات النمو بهامش بين 1 الى 3 وفي البعض منها يكون الهامش في غاية الاتساع ، كالصين مثلاً. ويتوقع ان يكون هامش النمو مستمراً لمصلحة الاسواق الناشئة طوال العقد الحالي. كما كشفت الازمة المالية الدولية المنصرمة قوة الاقتصادات الناشئة وتماسك واستقرار مباديء العمل الاقتصادي فيها مقارنة بما هو الحال عليه في الاقتصادات الصناعية ولاسيما في مجال الاحتياطيات الاجنبية ومقدار ديونها الخارجية و الداخلية ووضع الحساب الجاري لميزان المدفوعات و توازن الموازنة العامة واستقرارها مقارنة بالولايات المتحدة واوروبا واليابان.

ختاماً : تركت الازمة المالية الدولية الاخيرة 2008 آثارها على ميزان القوة الاقتصادي الدولي.ففي الوقت الذي عجلت فيه تلك الازمة من تعظيم القوة الاقتصادية بأتجاه الاسواق الناشئة ، فأن هذا التعظيم يقابله استمرار ظاهرة شبهه الركود في اقتصادات بلدان العالم الاول التي دخلت نفقاً قد يطول انتظاره!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - وزير التموين: سنكون سعداء لو طبقنا الدعم النقدي


.. كلمة أخيرة - وزير التموين: صندوق النقد لم يطلب خفض الدعم.. و




.. منصة لتجارة الذهب إلكترونياً بالحلال


.. البنك المركزي اليمني يوقف التعامل مع 6 بنوك لم تلتزم بقرار ن




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 1–6-2024 بالصاغة