الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة اليهودية: هل يبرر الماضي الحاضر

بكر الإدريسي

2019 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


خلال محادثة عن "المسألة اليهودية" بين استفين زفايغ وفرويد وهم في المنفى في لندن - 1939إبان الحرب العالمية الثانية- عبر عالم النفس عن شعوراً بالذنب على نشر كتابه "موسى والتوحيد" في أسوأ أوقات اليهود.
وقال:
(الآن وقد انتزع منهم كل شيء أتناول أنا أفضل رجل عندهم).
كان زفايغ يتسائل لماذا هذا القدر منذ ألفي عام على اليهود لماذا هم وحدهم...؟
بهت فرويد على حد تعبيره. ولم يستطع أن يجد معنى فيما لا معنى له.

اثناء قرائتي لكتاب" موسى والتوحيد" والذي جرد فيه فرويد، موسى من يهوديته وعده رجل مصري قاد اليهود للخروج من مصر وأسس الديانة التوحيدية.

تفهمت الألم الذي سببته هذه الدراسة لليهود في ذلك الظرف الصعب الذي تكالب فيه العالم عليهم.
وجردوا من كل شيء يمتلكونه وهجروا ونفيوا في الارض وتمت جرجرتهم إلى معكسرات الإعتقال حيث لاقوا أفضع وأشنع انواع الإذلال والتعذيب والقتل.

أجدني أستوعب و أتفهم تساؤلات وحيرت-الأديب المرهف- زفايغ: لماذا هم فقط؟
لماذا قدر عليهم الاضطهاد والإذلال؟
ما معنى ذلك؟
وما الغاية منه ؟

يا للعجب كيف تحمل اليهود كل ما ذاقوه من محارق ونفي!
حتى "العهد" الذي عقدوه مع الإله "يهوه" لا يتضمن حياة بعد الموت..!
كما في بعض الديانات الأمر الذي يمكن أن يكون بمثابة العزاء.
إن الشعب الذي يتجرع كل ذلك ويصمد ويصبر لهو جدير بالحياة.
إنهم واقعيون جداً على ما يبدو ومحبون للحياة وكل أحلامهم وطموحاتهم مرتبطة بالحياة على الأرض فقط وليس بعالم آخر.
مرتبطة بحنينهم الأبدي إلى أرض الميعاد كما يسمونها.

ربما هذا الصبر والصمود، العناد والواقعية والرهان على الحياة ما يفسر نجاتهم من الأهوال التي عاشوها قروناً مديدة. وعودتهم في القرن الماضي بمساعدة الغرب، ليأسسوا دولتهم "إسرائيل" وسط العالم العربي، المستمرة حتى الآن في الانتصارات والتوسعات.

ربما لو قدر لي ملاقاة ممثل لدولة إسرائيل كنت سأقول له بكل صراحة إنكم كيهود تعرضتم طيلة قرون لاضطهاد ومجازر في في آسيا وأوروبا منذ حقب البابليين والاشورين إلى حقبة النازيين.
فلماذا الآن تفعلون بالفلسطيني ما تعرضتم له تاريخيا من انتهاك وتنكيل.
ألا تخشون من اليوم الذي تنقلب فيه موازن القوى..؟
كيف سيكون مصيركم حينها؟

ربما الجواب على سؤالي "البريء" هو أنهم بالفعل بعد كل هذا التاريخ من الإذلال ماذا استفادوا من جنحهم للسلم..؟
حيث إن الواقع يعترف بالاقوى.
وهم الآن اختاروا ان يكونوا في موقف القوي شديد البأس، على موقف الذليل المشرد.
ثم إنه حتى إلههم" يهوه" يطالبهم بالقوة وتصفية الاعداء بحد السيف بلاء رحمة رجالاً ونساء واطفالاً ومواشي.
وقد يكون من الأسباب التي عرضتهم لكل هذه المأسي ليس قوة العدو وحدها بل تخليهم عن القوه وانصرافهم للطقوس والعبادات والدراسة والعلم وحياة السلم الأمر الذي جعل يهوه السفاح أن يتخلى عنهم ولا يفي بوعده حتى ينفذوا ما يطلب منهم على أكمل وجه.

بالرغم من أن اليهود في الوقت الراهن يعيشون أبهى أيامهم ألا أن ذلك يبدو على حساب أبنائهم وسلالتهم التي سيورثونها عدواً جديداً لن يتخلى عن أخذ الثأر منهم.

فإذا كانت أوربا المسيحية قد أخذت بثأرِها للرب يسوع من قتلته اليهود على مدى قرون اخرها الهلوكوست.
فلا يمكن لأحد أن يتخيل ثأر الله كيف سيكون من اليهود.
الله الإسلام لا نستطيع أن نتكهن أي جحيم يعده لليهود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة