الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء كل امرأة عظيمة رجل يدعمها

رولا خالد غانم

2019 / 3 / 7
الادب والفن


رولا خالد غانم
وراء كلّ امرأة عظيمة رجل يدعمها
في الوقت الذي يحتفي به العالم بالمرأة ويرفع شعارات العدالة والمساواة، نجدها ما زالت تتعرّض للعنف والقمع من قبل المجتمع الشّرقي الذكوري، ذاك المجتمع الذي منح الرّجل حجما كبيرا جعله يقلّل من قدرها، ويعنّفها في كثير من الأحيان. دون أن يكترث بحجم الدّمار الذي يتركه على نفسيّة المرأة، التي هي الأمّ والإبنة والأخت والزوجة والحبية والصديقة والزميلة شعور المرأة بالإحباط يؤثّر بصورة مباشرة على المجتمع، ويمزّق نسيجه، فكيف لامرأة محبطة ومكتئبة ومقموعة أن تعطي وتبني؟ في الوقت الذي ندّعي فيه التحضّر نجد أنفسنا نعود للعصر الجاهلي، فما زال هناك رجال يحرمون النساء من أبسط حقوقهنّ كالتعليم والعمل وإبداء الرأي وحتى الانخراط في المجتمع، ما زالت العقليّة القبليّة تسيطر عليهم، مع أنّ الإسلام كرّم المرأة وأنصفها، وحثّ على احترامها، واعترف بحقوقها، وأعطاها مكانة رفيعة تليق بإنسانيّتها .
ولو بحثنا في أسباب النظرة الدونيّة للمرأة، والانتقاص من شأنها في مجتمعنا الشّرقي سنجد على رأسها الآباء الذين يورّثون أبناءهم نفس عقليّاتهم، وطريقة أفكارهم، والأبناء بدورهم يتقمّصون شخصيّات آبائهم، ويكرّرون أفعالهم، فنجدهم يفضّلون الذكور على الإناث على سبيل المثال، ويمتهنون كرامة المرأة في بعض الاحيان، وينعتونها بناقصة العقل والدين، فنجدهم صورة مستنسخة عن الآباء، رغم اختلاف الزّمن، والظروف. ومن ضمن الأسباب أيضا المرأة نفسها التي تفضّل الذكور على الإناث، والتي تميّز أبناءها الذّكور على الإناث، والتي ترضي بحياة الذلّ والمهانة، فتلتزم الصّمت حين يعنّفها الرّجل، ولا تدافع عن حقوقها، أمام أبنائها وبناتها، الذين يكرّرون المسلسل، فهي تسهم في التقليل من شأنها وشأن النساء.
ورغم كلّ ما تتعرّض له المرّاة نجدها تبدع في كافة الميادين التي تخوضها حين تتاح لها الفرصة، ونجد تلك المرأة التي ينظر إليها المجتمع على أنها كائن ضعيف، تصمد أمام الكثير من الأزمات والمحن، وخير مثال على ذلك الأسيرات وأمهات الشهداء الصامدات في وجه المحتلّ والمجتمع المتعنّت.
ويجدر القول بأنّ هناك فئة من النّساء، ممّن حصلن على مساحة من الحريّة من قبل أزواجهنّ المحبّين المتفهّمين والمتحضرين حقا وهم قلّة قليلة، حقّقن المعجزات وسبقن الرجال، هؤلاء النساء المؤمنات بأن الحياة ليست عبثا، وأن الإنسان قادر على أن يصنعها كما يشاء، وهناك نساء أبدعن في مختلف مجالات الحياة، واستطعن أن يشعلن شموعا في حياة البشرية، فدافعن عن الضعفاء، وأنرن الطريق أمام البشرية أكثر من أقرانهنّ الرجال. لذا يجب إعادة تثقيف شعوبنا ليغيّروا نظرتهم للمرأة. ولن يتمّ هذا إلا بالنّهوض العلمي الذي سيقود إلى نهوض يشمل مختلف جوانب الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??