الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رباطة الانقاذ ودرك الجندرمة

فؤاد عيد

2019 / 3 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


رباطة الإنقاذ ودرك الجندرمة
الرباطي "ماسك طبنجة في إيدو.. القسوة جوا وريدو .. ماهو لازم يرضي سيدو .. يا ويلك لو مش هتفيدو ..الحقد في قلبه يزيدو.."
في الحقيقة لا أعرف من هو قائل هذا النص الشعري الشعبي العربي، الذي يوضح بجلاء علاقة رجل الأمن برجل الشارع العادي، تلك العلاقة القائمة على التعسف والتوجس وافتقاد الثقة والخوف، فرباطة الإنقاذ عندهم القدرة واليد الباطشة التي تمكنهم من ايقاف اي مواطن سوداني شريف والاستيلاء على ما يملكه دون أن يستطيع مواجهتهم.
لم أجد في التاريخ الإنساني كله "بطوله وعرضه" جهازا أمنيا واحدا يقف على "الخسة والندالة" في ذات المسافة التي يقف عليها جهاز أمن "رباطة المؤتمر الوطني" الإنقاذي غير قوات الدرك العثماني "الجندرمة" تلك القوات العثمانية التي ظلت طوال تاريخها عاجزة عن توفير الأمن للناس والدولة، بل كانت تستخدم نفوذها وقوتها وسلطتها و"غشمها" لقمع المواطن البسيط العادي تماما مثلما يفعل "رباطة الإنقاذ" الآن حتى أضحت صورة الرباطي الإنقاذي في ذهن المواطن السوداني هي صورة ذلك الرجل القاسي الفظ غليظ اليد واللسان، وبالتأكيد هذه الصورة لا تشجع على التعاون الايجابي يوما ما بين الطرفين. لأن أزلام الإنقاذ أشد قسوة وأكثر بطشا تجاه شرفاء السودان والسبب لأنهم "مرضى" أتوا من "قاع القرى والمدن" مقهورين ومستضعفين قبل دخولهم سلك الأمن الرباطي فتحولوا إلى مستبدين ومتسلطين بعد أن تنكروا لماضيهم وانتمائهم الأصلي. فصاروا انقاذيين أكثر من الإنقاذ نفسها فتحولوا من بشر إلى جراد يلتهم كل شيء حتى أنفسهم لذلك فهم لا يشعرون بوخزات الضمير وتأنيبه عندما يضربون ذلك المواطن الأعزل أو ذلك الطفل الصغير أو تلك الكنداكة الحلوة بأيديهم وكعوب بنادقهم وسياطهم وأحذيتهم حتى يبلله أو يبللها الدم. فالإنقاذ ورثت المواطن السوداني بأرضه ودوابه ودجاجه وشجره وأحلامه وأمانيه وتطلعاته وسمنه وعسله، وهم ورثوا منها الخسة والندالة والدناءة والإسلام السياسي. وهنا تكمن الكارثة لأنهم يعتبرون الأعمال التي يقومون بها قرابين يتقربون بها إلى الله "زلفى ومحبة" فهم يمارسون باسم الله القتل، والاغتصاب، والاعتقال، والتضييق على الحريات، ومراقبة الإنترنت، وخلاف ذلك من الانتهاكات. لذلك لا يتورعون في اطلاق النار على المتظاهرين العُزل، أو تعذيبهم بصورة ممنهجة ومحسوبة ومدروسة، فالكل عانوا الضرب، والتحرش، والإهانة، وسماع العبارات النابية. والمحزن أن الضبط عندهم قهري أو قمعي أوقاسي وكله تحت شعار "هي لله" والقانون الذي يمنح رباطة الأمن حصانة مطلقة، وصلاحيات واسعة تشمل الاعتقال لفترات تصل إلى نصف عام من دون محاكمة" هذه قبل طوارئ البشير، والآن اباحت الطوارئ للرباطي أن يقتل ويسفك الدماء دون أن تهتز له "سبيبة واحدة".
فؤاد عيد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة