الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.

جعفر المظفر

2019 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.
جعفر المظفر
وكأننا صرت مجبرين على المقارنة بين صورتين لمخلوقَيْن قبيحَيْن تحت عنوان من هو الأجمل بينهما !
وبما أن كِلا المخلوقين بشِعيْن لكن بدرجات مختلفة سنكون مضطرين حينها لإختيار المخلوق الأقل قبحا كمخلوق جميل. بهذا نقع في الفخ مشيا على الأقدام.
الواقع أن الإجابة التي تصدر على مقارنات من هذا النوع غالبا ما تكون موجهة بوحي من طبيعة السؤال نفسه. وفي الحالة أعلاه نجد أن المخلوق القبيح تحول إلى مخلوق جميل وذلك من خلال مقارنته مع المخلوق الأقبح.
إن فِعْل الإيحاء هنا ومفعوله واضحان جدا, والنظرية نفسها أو ما أسميه (الإجابة المقارناتية) باتت تستعمل اليوم لتبييض صفحة النظام الصدامي. كثير من العراقيين, من بينهم من كان عدوا لدودا لصدام حسين, بات يؤكد على أن نظام صدام هو الأفضل لحكم العراق.

إن الإجابة هنا باتت مضغوطة بأحكام السؤال (من هو الأفضل ؟) ولو كان السؤال من هو الأسوأ لتمت الإجابة بوحي من طبيعة السؤال نفسه وجاءت محددة لفظيا لكي تضع النظامين في الخانة السيئة وتبدأ بعدها بتعداد مساوئ كل نظام على حدة من خلال الإجابة على سؤال تحدده طبيعة المقارنة, أي من هو الأسوأ.
دون أدنى شك لو قدر أن تجبر الناس على إختيار أحد الخيارين : السئ والأسوأ, اللذيْن لا ثالث لهما فسوف يختارون السيئ كنظام أفضل.
إن مقارنات من هذا النوع هي مقارنات غير عادلة بالمطلق.
في حالة المخلوقين القبيحين ,بمقاييس الجمال المتفق عليها, صرنا محكومين لإعتبار القبح جمالا. وبالطريقة ذاتها فإن عقول الناس المسجونة في مساحة المقارنات الثنائية تصبح مكيفة تدريجيا للبحث عن الجمال في الأقل قبحا وليس في الأكثر جمالا.

ولأجل تسييس المقارنة سأورد المثال التالي : لو سألنا تحديدا من هو الأفضل بين الإستعمارين, العثماني أم الإنكليزي, من خلال إعطاء درجات خاصة للمقارنة بين مشاهد بعينها مثل قطاع التعليم أو طبيعة النظام السياسي أو حتى طبيعة تكوين الدولة العراقية الجيوبوليتك لإخترنا الإستعمار الإنكليزي.
طبيعة الحال إن إجابة من هذا النوع ستأتي مشوهة حتما لأنها تجبرك مقدما على إختيار ما إختاره واضع السؤال نفسه ولا تجعلك حرا في البحث عن طبيعة النظام الفاضل حقا.
وما أسميه هنا (المقارنة المؤامراتية) يمكن أن تأخذنا إلى مطبات خطيرة كنا بالأمس القريب على أبواب أن نقع في مهالكها. في اثناء المواجهات الطائفية بدأ البعض يُنظِّر لحل الدول الثلاث (شيعية في الجنوب وبعض الوسط وسنية في المناطق الغربية وبعض الوسط وكردية في الشمال) وهكذا وضعونا في مساحة الإختيار بين الحالة الأسوأ والحالة الأقل سوء, اي بين تقسيم العراق طائفيا بحثا عن السلام وبين إستمرار المواجهات الطائفية في عراق واحد.

إن الشعب العراقي المتعب, الذي لم يهدأ له بال طيلة عقود زمنية متتالية, والذي تعاقبت عليه الأزمات المدمرة وظل يخرج من السيئ ليقع في الأسوآ, قد بات مهيئا ذهنيا لإختيارات يقع أفضلها في الخانة السيئة .. وهكذا يصير صدام حسين بطلا في عيون من كان يعتبره بالأمس مدمرا, وتصير الصدامية حلاَّ بعد أن كانت هي المشكلة !.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللختيار يقع في وادي الجهل و جرم سلطة البعث
علاء الصفار ( 2019 / 3 / 9 - 13:31 )
تحية طيبة
ان من اسس لهذا الواقع هو البعث الذي يعد اكبر حاكم سواء عمرا ام جهلا ام ظلما! لقد كرس البعث سياسة الرعب و الخوف و الانتهازية و هذه الانتهازية مارسها الحزبيون من بعث و اكراد و حتى يسار يين و شيوعيين و النتيجة تكون ان يطرح المستعمر و الصهيوني السؤال و ليجيب عليها الراكبون ركب القافلة الغازية من قطار امريكي او دبابة امريكية! لذا ان مشكلة الشيعة و السنة هي درسة و مدروسة من قبل الاستعمار و كذلك من قبل السلطات المتخلفة التي تربعت على السلطة عدا سلطة التحرر الوطني التي جاءت بمفاهيم عصرية و سحبت ورقة او سحبت بساط الشيعة و السنة من تحت اقدام المستعمرين و لما جاء القومجية و البعث عادوا الى المفاهيم التي اسسها الاستعمار من اجل السيطرة على شعب العراق و بدهاء صار لقب التكريتي و الجبوري و العاني و السامرائي هو الشاع في سلطة بعث القعقاع و لذا ان التردي استمر 40 عام و الام سهل على امريكا من تمرير مخططها في نهب العراق في رميه بين جارات طامعة بالعراق و بل جارة كسعودية حاقدة على الشعب و الحضارة في العراق و مل المنطقة!ن


2 - ثم ما بين السطور ياتي الهدف لتهيئة البشر للتقسيم
علاء الصفار ( 2019 / 3 / 11 - 23:00 )
خطا المقارنة! المقارنة سذاجة سياسية تقود نحو من يريد فعلا الشر للعراق,طبعاً هناك اجهزة تعمل على وضع الاسئلة المسمومة المعسولة,هذه الاجهزة تدفع نقد لمن يرو ج لها اي بالعربية فصيح الاستعمار اجاء بملك للعراق-ك-مدفوع له نقدا-المندوب العسكري يصوغ مقولات للملك والملك العميل كان يعمل على تحقيق مصالح الانكليز,بعده صار هناك جهاز كامل من العملاء-ملوك غير متوجين- يعملون على تقديم ما يصيغه عقل امريكيصيهيو ليقدمها على شكل بيان او مقال او خبر في التلفاز,هنا يسمى هذا الشكل من العمل-الاقلام المأجورة- فهؤلاء يقدم افكارامريكا من اجل تحقيق المشروع الامريكي في المنظقة كمثال, قام الامريكان بالدعاية ضد العراق بعد ان عملوا مع البعث لنصف قرن, لتغير الوضع السياسي العالمي-بسقوط السوفيت- فصار نشر امر الخلاص من الدكتاتورية واقامت الحرية, فالعراق كان تواق من الخمسينات للديمقراطية,فلاعب الامريكا مشاعر الشعب من خلال الاقلام المأجورة من اجل ضرب نظام صدام, من جهة اخرى الشعب يريد الحرية فقامت بضرب صدام فهلل السا ذج و اعتبر الامرتحرير لكن الحقيقة هو لنهب العراق بعد تدميره من خلال عملاء جدد,وبأقلام جديدة خبييثثة!ن

اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!