الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب المقدسات

عباس عباس

2019 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن نتطرق بالحديث عن الكورد وما يؤمنون به و يقدسونه، لابد لنا أن نعطي لمحة عن ماهية التقديس، أو ماذا نعني بكلمة التقديس .
القداسة وبكلمة مقتضبة هي الرفعة عن كل خطأ بشري، أي أن المقدس ماهو إلا الإله أو شبيهه الذي لايخطأ ابداً وبعيدٌ جداً عن التدنيس!..
لكل أمة مقدسها أو مقدساتها الخاصة، وكذلك هناك ما تكون عمومية مشتركة بين العديد من القوميات خاصة بما هو محصور بالديانات، فقدسية اليسوع إبن الرب الذي لم يخطأ قط يشتركون به أمم عديدة، وكذلك محمد لدى الشعوب المسلمة وهكذا تذهب مع باقي الأديان!..
إلا أن الإجتهادات فيما بعدهم دفعت بهذه الشعوب إلى خلق شخصيات إرتقت حسب قناعاتهم إلى درجة التقديس نفسها، وقد اسموهم بمختلف الأسماء، كالولي والآيات والباباوات…وغير ذلك!..
الأمة الكوردية لم تكن بعيدة عن هذا الواقع، ففي كل زاوية من أرض كوردستان، نجد مزاراً أو تكية يقدسونها، بل يؤمنون بهم لدرجة الآلوهية، فهم الشافعون الناصحون المطببون لكل سقم، المحققين لكل الأحلام والآماني، ولكي تكتمل صدقية تقديس صاحب المزار لابد أن يعود بنسبه للرسول نفسه أو من هم بدرجة التقديس نفسه وهكذا مع باقي الأديان!..
طبعاً ليس هناك فردٌ من هذه الأمة من يستطيع أن يؤكد شخصية المدفون في تلك التربة أو قد قرأ عنه، وأعتقد أن الأمر لايهمهم طالما يفي بالأمر المطلوب، وهو تحقيق ما جاءه من أجله وطرق باب مزاره!..العاشق أو العاشقة الخائبة الرجاء، المريض المنتهي أمره…وهكذا.
أمر التقديس ليس محصوراً كما قلت بالشعب الكوردي فقط، ولكن للكورد ميزة فريدة، أو اصبح لديهم نتيجة الخيبات المتكررة عبر التاريخ هذه الميزة الفريدة، وهي تقديس الرجل السياسي!..
طبعاً إختلفت التسمية من الولي أو الآية أو الراهب إلى المناضل، والمناضل في المعتقد الكوردي هو الشخص المعصوم عن الخطأ البعيد عن التدنيس!..
الحقيقة كنا لفترة زمنية غير قصيرة نؤمن بشيوخ الطرق المذهبية وإعتقدنا أنهم غير خطاءين، وكانوا كما اليوم رجال الساسة المناضلين ليسوا سبباً أساساً في التفرقة والتشرذم في الأمة برمتها!..
حتى اللحظة هناك من بيننا كما كانوا مع الأولياء الصالحين يؤمنون بأن المناضل معصوم عن الخطأ، أي مختلف عني وعنك وعن باقي البشر، لأنهم بدون عقد وبعيدين عن فعل التدنيس، لذلك اي نقد أو هجوم يمسهم إنما هو كفرٌ وجريمة سياسية كما كانت مع الأولياء وشيوخ الطرق الدينية!..
بالنهاية سنبقى نمجد المناضل السياسي ونعتبره إلهاً نقدسه، طالما بقينا نعيش الخيبة تلو الآخرى!..كالعاشقة الخائبة الرجاء وهي تعلق على غصن شجرة الحب خرقة من ثوبها الجميل، وأمل بالشفاءٍ مريض بقصور كلوي بمجرد أن تبكبك أمام مزارٍ لايضم تربة القبر إلا جيفة حمار كما حصل في مصر !..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر