الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحديث عن حكومة انقاذ وطنى عجل فى تشكيل الحكومة العراقية

أحمد السعد

2006 / 4 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد الفشل الذريع الذى منيت به السياسة الأمريكية فى العراق وتخبطها فى ادارة شؤونه وتخلف العملية السياسيه وتلكؤ عمليات الأعمار وغموض الأفق السياسى والأقتصادى للعراق وبعد ان جرت الأنتخابات بما لا تشتهى سفن الأمريكان
عمدوا الى أثارة مسألة تشكيل حكومة أنقاذ وطنى على خلفية البطىء الذى انتاب المشاورات بين الكتل السياسيه العراقية مما أثار المخاوف لدى بعض القوى السياسيه لا سيما قوى الأئتلاف العراقى الموحد بأن هناك لعبة ما للألتفاف على نتائج الأنتخابات وأختزال العملية الديمقراطيه بحكومة تذكرنا بحكومات ما بعد الأنقلابات ، أى حكومة محدودة لكن مطلقة الصلاحيات تاخذ على عاتقها أعادة الأمن المفقود والأستقرار ولكن على الطريقة البراغماتيه الأمريكية وعلى اساس ان النتائج ستكون فى صالح العراق وعلى حساب العملية السياسيه التى تصورت الأدارة الأمريكيه انها ستأخذ مسارها بهدوء ودون عراقيل عندما فكرت بأن أسقاط النظام الصدامى سيمهد الأجواء اوتوماتيكيا لتقبل فكرة الديمقراطيه كأسلوب عمل ومبدا للحياة الحزبية والممارسة السياسيه وفات الأدارة الأمريكيه ان شعبا وقوى سياسيه رزحت تحت نير الدكتاتورية عقودا طويله لم تتمكن خلال مقارعتها للدكتاتوريه ان تؤصل أو تؤسس قيما وتقاليد ديمقراطيه مما أنعكس فى تخلف الممارسة السياسيه وغياب لغة الحوار وتقبل الرأى الآخر واللهاث وراء المكاسب والمواقع فى السلطه . وكانت فكرة أقامة حكومة الأنقاذ الوطنى تبدو مقبولة الى حد ما لدى بعض القوى السياسيه ومقبوله بلا تحفظ لدى قوى أخرى ولكن المتتبع للشأن العراقى وملابسات الوضع المعقد الذى تمر به العملية السياسيه يستطيع أن يستشف ان عملية قيصرية كهذه قد تسبب مضاعفات لا يمكن معالجتها على المدى القريب ولا البعيد وستقوى بعض القوى على حساب قوى اخرى وتشرذم الساحة العراقية أكثر ولن تخدم سوى مصلحة المحتل الذى صار يبحث عن طبخات جاهزة لتنقذه من المأزق .
أن الصراع الذى تشهده الساحة العراقية هو انعكاس للصراع الدولى والأقليمى وهو ليس قضية عراقية صرفة بل مواجهة بين اطراف تريد تصفية حساباتها او تخلق كل منها متاعب للآخر ، هناك قوى اقليميه معروفة نجحت فى تحويل العراق الى ساحة مواجهه مع الولايات المتحده وبعيدا عن حدودها ويتم ذلك على حساب دماء العراقيين وحياتهم ومستقبلهم . أن تأخر وتلكؤ العملية السياسيعه فى العراق مرده الى هذه الصراعات التى اخذت مدى ومسارا خطيرا صار يهدد بأستمرار حالة الفوضى وتخلف الخدمات والتى يدفع الشعب العراقى ثمنها كل يوم . أن حكومة أنقاذ وطنى
لم يكتب لها النجاح لأن القوى السياسيه العراقية أنتبهت الى اللعبة الأمريكيه مما عجل فى انعاش المشاورات من جديد والأسراع بعقد جلسة مجلس النواب بعد أن حسمت مسألة الجعفرى التى لم تكن سوى عقبة اريد خلقها لتمرير حكومة الأنقاذ الوطنى الأمريكيه . ألمطلوب الآن من الحكومة الجديده –أذا كانت حكومة وطنيه فعلا- أن تتصدى لقضيه مهمة ومهمة جدا وهى كبح التدخل الخارجى فى الشأن العراقى وتنظيف الأجهزه التنفيذية للدوله من الفساد والأختراق وأعادة الأمن والأستقرار الى الشارع العراقى والتعامل بشفافية مع جميع الملفات المتعلقة بحقوق الأنسان وأيقاف نزيف الدم الذى يجرى فى مدن العراق والقتل على الهوية والتهجير القسرى للشثيعة والسنه من مناطق سكناهم الأصلية ثم المباشرة بعد ذلك بجهود أعادة الأعمار المتوقفه وأعادة الحياة الى المفاصل الأقتصاديه المشلوله وأنقاذ الزراع والصناعة العراقية من التدهور . أن مهاما جساما كهذه يحتاج الى التخطيط العلمى الدقيق والأستعانه بكل المتيسر من الطاقات العلمية العراقية التى بدأنا نخسرها بين أغتيال وتشريد وهجرة حتى فقد العراق 90% من كفاءاته العلمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في