الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر حمدى عيد

سمير الأمير

2019 / 3 / 9
الادب والفن



كم يخجلنى كتابة هذه السطور بعد رحيلك أيها الشاعر والمناضل العظيم، فقد كان أولى بنا أن نعودك فى أيام مرضك ومعاناتك، فلتسامحنا كما تعودنا منك دائما فقد كان يحدونا الأمل أنك ستفاجئنا بظهورك وسط الناس، أو بوجودك بيننا دون أن ندرى، ألم نكن نكتشف مرارا عندما تنتهي الأمسيات ونهم بالخروج أنك كنت واقفا عند الباب طوال الوقت تبتسم فى وجوهنا، ثم تسلم علينا بحرارة ومودة دون أن تعاتبنا،
وبما أنك كتبت " وبحلم يا مصر تحكى ما ضيكى بأمانة"، فمن الأمانة أن نقول أن مصر قد فقدت مبدعا مخلصا عاش طوال عمره يكتب للعمال وللفلاحين، متجردا من تصدر المشاهد وماضيا فى طريقه دون أن يطالب أحد بالاهتمام به، ودون أن يلوم أحد على تقصيره تجاهه، أليس من الأمانة أيضا أن نعترف أن أحزابنا اليسارية المتكاثرة بالانقسام تمضى لاهية عن مبدعين حقيقيين تفرض عليهم العزلة من الجانبين ؟من المؤسسات الرسمية بالتجاهل و من الكيانات التقدمية- ويا للمفارقة ! -بالإهمال والكسل؟ ،
وهل نكرر هنا سؤال الشاعر أمل دنقل الاستنكارى " هل يموت الذى كان يحيا كأن الحياة أبد؟
لنوقن يا حمدى أنك لم تعد بحاجة إلى كلامنا عنك الآن بعد أن سامحتنا طوال حياتك، ثم باغتنا موتك متلبسين باللهو بعيدا عنك وعن مبدعين لا يشتكون ولا يأبهون بتجاهلنا لهم، بل ولا يعطلهم هذا عن إنجاز ما عاهدوا أنفسهم عليه، لأنهم يعلمون علم اليقين أن رسائلهم للناس ستصل دونما وسائط، نحن فقط من خسرنا، ونحن من عزلنا أنفسنا بتجاهل الكتاب والفنانين الذين كانوا دائما وسيلتنا للاتصال بالناس، منذ أغاني بديع وبيرم مرورا بفؤاد حداد وجاهين ونجم وحجاب وبك أيضا أيها الشاعر العظيم وحتى شباب الشعراء الذين يسيرون على الدرب دون أن تجرفهم تيارات الحداثة الزائفة، لأنهم يعون معانى الكلمات التى كتبتها أنت وغناها المرحوم عدلى فخرى، ويعرفون أن حريتهم رهينة بحرية مصر كلها وأكاد أسمعك يا حمدى تقول مع المرحوم عدلى فخرى" علشان لقونى يا مصر/شايلك جوه صدرى غربونى/لما لقوا اسمك ف قلبى/حلفوا عنك يبعدونى/لكن أقسى من فراقك/انى لما أبقى فيكى يكتفونى/لما أعوز أبنيكى جنة يمنعونى/لما أعوز أطلق لسانك يخنقونى/يقصقصوا ريش/الجناح و لسماكى يطيرونى/كل ما يهل الصباح/مرة تانية يموتونى/ آه يا مصر/آه يا مصر لو كانوا يسيبونى.
وأكاد أسمعك أيضا تحذرنا من خديعة الخواجات بغنوتك التى غناها محمد منير وتقول "أصل الخواجه ابن ماريكا لما بيدخل حواريكا/يا اما ياخدك في بطاطو يا اما يابني هيئزيكا/
ثم يعلو صوتك الذى لم نسمعه عاليا أبدا فى جدال أو فى مناقشة مهما بلغت حدة الخلاف فتقول "افتح عيونك فنجلجل لكل من جه يتحنجل/أصل الجراد أشكال و ألوان حاطت علي الأخضر بيحش/له ألف ماركه و ألف دراع و كل يوم بيبدل وش"
إلى رحمة ربك الواسعة يابن شعبنا العظيم وابن أحلام الفقراء، فلقد فعلت ما كان حتما عليك بفنك الراقى الملتزم بقضايا العدل والحرية وهل أعدت الجنة سوى للمخلصين مثلك يا شاعرنا الجميل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟