الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير كوردستان

عباس عباس

2019 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أيها الكوردي دعني أسألك، هل حقاً تريد تحرير وطنك كوردستان؟..ولماذا هذا الإصرار على التحرير في حين أنك نفسك لا تملك من حريتك إلا بقدر السماح لك أن تضرب عن الطعام حتى الموت وهم يعتبرون ذلك إنما قمة الديمقراطية التي تنشدها!..
هل تستطيع أن تثبت للعالم وليس لي أنك إنسان حر بكل ما لكلمة الحرية من معنى؟..وهل تعتقد أنك تعيش حقاً العتق من كل ماهو مضر بإنسانيتك؟..
الكوردي كإنسان يختلف عن أي إنسان آخر في هذا الكون، ليس لشكله أو بشرته كما هو الإفريقي، إنما لطبعه وردة فعله عن كل حدث يعترض طريق حياته، سلباً أو إيجاباً!..
كما نعلم لكل أمة ما يميزيها، و قد خلقناكم شعوباً وقبائل، وككورد قد ميزهم الرب بخصائص نادرة، فبخلاف الفروسية التي يفتخر بها الكوردي، وبخلاف العناد الذي اصبح ملاصقاً لشخصية الإنسان الكوردي، فقد أنعم الرب ( أو الظرف على الأغلب) عليه بطبعٍ نادرٍ جداً، وهو أنه لايعرف الندم قط مهما كان فعله شنيعاً، بل لايتوقع قط أن يكون ماقام به شنيعاً، فهو أبداً على الحق وعاصٍ عن الخطأ او الخطيئة!..
هذه هي حقاً المشكلة المستعصية عن كل حل، بل هي الأساس في ضياعه قبل ضياع وطنه كوردستان، وهو لم يفكر قط مهما إرتقت ثقافته بحلٍ ينجيه من غيه، بل هو هكذا وكأنه راغب أن يبقى أسيراً لعناده، بل أنه أوجد البديل عن ذلك، فطالما حاول جاهداً أن يحمِّل الآخر جلَّ افعاله الشنيعة أو فعله المخجل، وليس بغرابة إن وجدنا السياسي منهم وبشكل خاص وهو يتهم أخاه بالعمالة للعدو حتى بدون أن يفكر لماذا أجبر على الخيانة أصلاً!..
تعدد وسائل التحرير أو كما نسميها بالأحزاب، وكذلك تعدد سبل المحاولات هي التي تركت الباب على مصراعيه أمام الكوردي ليترفع عن الخطيئة وهو مخطئ حقاً وبالتالي ليتهم أخاه بها، أو لنقل العكس هو الصحيح، بحيث أنه عدم إعترافه بالخطأ وتحميل أخاه جرم الخطيئة هي التي دفع بهم إلى التشرذم والتعدد في الوسائل والسبل، وبالنهاية إلى إضعاف هيكلية النضال برمته، وهي لم تعمل على تحرير الإنسان الكوردي من مما يعانيه من أمراضٍ نفسية بالغة الخطورة، إنما تم تركيزهم على الغاية التي يعتقدونها الأهم، أي تحرير التراب دون الإنسان!.
طبعاً هناك من يجد الترابط الطبيعي بين الحالتين، إنما أجد غير ذلك، فعدم تحرير الإنسان الكوردي من نفسه المريضة التي أصاب بها نتيجة ضغوطات مستمرة عليه على مدى عقود بل قرون هي التي تشكل العائق الأعظم لتحرير الوطن نفسه!..
وهذا لايعني قطعاً أنه ليس هناك سبل ومحاولات لتفادي هذا الوضع، إنما المؤكد أنها تجابه هي الأخرى بشكلٍ او بآخر من قبل الإخوة الضالين قبل الأعداء، وهذا ما يستوجب ضرورة تقييم الشخصية الكوردية على أسس علمية فلسفية وتحريره من المعيقات المصطنعة قبل التفكير بتحرير التراب!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا