الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طيور دجلة تعانق العراقيين

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2019 / 3 / 11
الادب والفن


قدمت في ستوكهولم فرقة طيور دجلة مهرجانها السنوي العاشر مساء التاسع من شهر آذار 2019
عشرة أعوام وانا اتابع روعة ما توصلت له هذه الفرقة وهي صامدة أمام مشاق معقدة لا يتخطاها إلا لمن إختبرته التجربة ولديه معرفة بتعقيدات عالم الفرق الفنية في بلاد المهجر. فذوي الإختصاص أكثر معرفة بتعقيدات الفرق التي تعزف على ألآلات الموسيقية الشرقية ومن اين ستأتي بالأصوات المناسبة المشحونة بألذوق الرفيع والحب الاصيل لفن وادي الرافدين.
ما أسباب نجاح هذه الفرقة وحضور الجالية العراقية لمشاهدة عروضها من الدنمارك النروج فلندة بريطانيا وألمانيا و في العزف على العود شاركت في الحفلة الاخيرة مغتربة جاءت من الولايات المتحدة الامريكية وعلى حسابها الخاص!
لنبدأ بالفكرة وصاحبة الفكرة والذين دعموها انها السيدة بسعاد عيدان، السيدة الهادئة الطباع والذواقة لكل فن جميل شاركها بذلك وطور الفكرة مجموعة من الناشطات في مجال حقوق المرأة .
من الذي قاد ونفذ الفكرة؟ انه المايسترو العراقي ذو الاخلاق العالية والجاد في عمله علاء مجيد والذي يعمل حاليا كعميد لأكاديمية الموسيقى في لندن.
تقبلت الفكرة جمهرة واسعة لإنقاذ سمعة العراق الثقافية الهابطة خاصة بعد الإحتلال الخبيث. وروجت السيدة بسعاد وزميلاتها للفكرة بين النخبة النسوية التي لها تذوق وخبرة بالموروث العراقي الأصيل، وبدأت التدريبات الشاقة لأصوات جميلة لم تدرس الموسيقى قط وبدعم منقطع النظير وتشجيع من عوائل المتدربات.
انبهرنا بأول عرض حين اعتلى المسرح أولئك النسوة العراقيات الاصيلات وهن يطربن الحاضرين بأداء جديد وتوزيع جميل أخذنا الى عالم الفن الاصيل.
إختارت المرأة العراقية المغتربة أن تضع لمساتها على الواقع في شتات الغربة وان تؤثر على الواقع الملموس بدلا من الندوات والنصائح او الثرثرة الفارغة لتمجيد الماضي.
لذلك لاحظنا دور الفئة المثقفة في الخارج في تشجيع ودعم الفرقة والحضور المميز لأنشطتها التي تجلى فيها الهدوء والتفاعل الجميل مع أداء الفرقة في كل عروضها.
اختزلت التجربة موضوعة أسباب نجاح هذا الطراز المعقد من الفنون بقضية الالتزام الصارم بالوقت وبان يكون للسفينة ملاح واحد لديه الخبرة في التعليم والالتزامات الصارمة وأن يكون كل شي مثبت على الورق فالدقيقة على المسرح تعني الكثير أما العفوية فهي عين الفشل. كان لعدم الأنفعال أو الرد على محاولات افشال التجربة دور هام في تلك المسيرة فقد اختارت الفرقة سياسة الإصرار على تقديم المزيد كرد على محاولات احباط الآمال فخرجت بنشاطاتها خارج نطاق السويد وأدخلت عناصر جديدة دون أن تفرط بالدور الرائد للصوت النسوي.
تعد التجربة من التجارب الصعبة بسبب الغربة وعدم توفر مسرح عراقي ثابت ولا أصوات جديدة من جيل الهجرة فهو جيل لم يعايش طعم ذاك التراث الأصيل.
استطاعت الفرقة إدخال الابداع في تصاميم الملابس فنيا وحرصت على أن يكون الصوت والإنارة بمستوى لا يثير الصخب إضافة الى عدم التشويش على المشاهد بتقنيات حديثة تظهرعلى خلفية المسرح تضيع على المشاهد التواصل مع فرقة الإنشاد والعازفين.
حرصت السفارة العراقية في السويد وفي تحد لمشروع الاحتلال الخبيث على ان تكون قريبة من نشاط الفرقة واعتبرته وجها للعراق كحال اي سفارة في الخارج فقد وقف السفير في مدخل الحفل ليحيي كل من دخل العرض وألقى كلمة مطولة في الإثناء على نشاط الفرقة.
عكست الفرقة التنوع الاثني للعراق ولم تنسى في اختيارها للأغاني المقدمة أياً من مكونات الفسيفساء العراقية فهنا نستمع لأغنية ذات نكهة بغدادية تتبعها ترنيمة موصليّة وتليها البصراوية ثم من نخل السماوة الى نرجس جبال كردستان وهكذا وكأنها تأخذك في رحلة حول العراق وأرضه.
تحية لكل من حفر في الصخر لإنجاح الأعمال الإبداعية من مسرحية وغنائية رغم شحة الإمكانات وصعوبة الظروف التي تفرضها الغربة.
انحني إجلالا لكل السيدات المشاركات على تقديم أفضل ما عندهن، تحية لكل من عمل على إنجاح هذا النشاط من اجل صوت العراق و تحية خاصة لمايسترو الفرقة علاء مجيد ولنتعلم منهم التواضع وتوضيف الخلفية الثقافية الواسعة لأجل العراق.
عماد الطائي 2019.03.11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى