الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقلام غبية

سليمان عباسي

2006 / 4 / 25
القضية الفلسطينية


إن إنكار الآخر على صعيد الأعراق والشعوب يؤدي إلى العنصرية والفاشية كما إنكار الآخر على الصعيد الوطني وضمن صفوف الشعب الواحد يؤدي إلى التآكل والتبديد فإذا كان إنكار الصهيوني لنا شعباّ وأرضاّ وقضية وهوية وتاريخاّ وحضارة مسألة طبيعية ومفهومة إستناداّ إلى طبيعة الصهيونية وفهمها فإن إنكار الفلسطينيين لبعضهم البعض يستعصي على فهمنا نحن الفلسطينيين البسطاء والصامدين كما يطلق علينا والصابرين رغم محاولة البعض المراهنة على صبرنا .
من دون استدعاء مفردات المبالغة وصنع التهويل نستطيع القول بأن العمل الوطني الفلسطيني يمر هذه الأيام بأخطر المراحل وأدق الأوضاع كما ينوء تحت وطأة حالة عشوائية وملتبسة ومفتوحة على كل الاحتمالات بسبب حالة النكران المتبادلة للفصائل الفلسطينية بعضها لبعض وكأن القضية الفلسطينية فندق والنزلاء فيه من أمم شتى مما أدى إلى ظهور خطابات عديدة أنتجت وأفرزت قيادات وتيارات متباينة في مواقفها ورؤيتها لمستقبل الوطن عن طريق المزايدات الوطنية خدمة لتسويق مواقفها الوطنية الظاهر والشوفينية الباطن.
لقد أدت حالة النكران التي نعيشها إلى مزج النضال الحقيقي بمصالح أدعياء النضال إلى تحول النضال الحقيقي عن غايته الأصلية والسامية والذي دفع الشعب الفلسطيني الصامد والصابر ثمنه أنهاراّ من الدم الذكي والاف من الأسرى على مدى المسيرة الوطنية الفلسطينية .
للآسف الشديد وبكل صراحة وشفافية إن ما تشهده ساحتنا الفلسطينية من عبثية نضالية ومن خطاب سياسي بعيداّ عن الواقعية ومثيراّ للإحباط بكل المقاييس ومن فوضى تنظيمية وأمنية ومن اتساع دائرة البلطجة السياسية على جميع المستويات من القمة إلى القاعدة والعكس صحيحاّ هو النتيجة الحتمية للانتخابات التشريعية السابقة بدعائمها الأربعة التعصبات الفصائلية والعشائرية والشللية أما الدعامة الرابعة وللآسف الشديد فهو عدم فهمنا لممارسة الديمقراطية الانتخابية عبر المقارنة بين البرامج المتنافسة واختيار الأفضل للمسيرة الوطنية (( أعرف أن هذه الكلمات قاسية ولكن يجب تناول الدواء مهما كان مراّ )) .
إن زوبعة الدفاع أو الهجوم على خطاب الأخ خالد مشعل في دمشق عبر أقلام غبية معبأة بالحبر الفصائلي أو العشائري محاولة لترسيخ الصورة التي ما إنفكت إسرائيل وبكل جهدّ لنشرها في العالم بأننا فرقاء ولسنا فريقاّ واحداّ وبناء عليه ليس هناك فريقاّ فلسطينيا واحداّّ يمكن التفاوض معه هو إساءةّ ما بعدها إساءة لتضحياتنا ولتاريخنا النضالي الطويل ودعوة صريحة إلى حرب أهلية بين شركاء الدم الواحد تحقق المخطط الصهيوني الذي فشل عسكرياّ ويحاول النفاذ إلى وحدتنا الوطنية لتحقيق ما عجز عنه عن طريق القوة .
إن تلك الأقلام الغبية تدعو إلى الوحدة الوطنية بينما أحرف كلماتهم تدعو إلى افتراس بعضنا البعض معتمدة على حالة نكران الآخر المستشرية ضمن العقول الاستثنا ئية للبعض منا .
إن السكوت عن تلك الأقلام الغبية وتلك الجثث الحاشدة التي ترفع قبضاتها وأصواتها مهددة بالويل والثبور وتطلق أعيرتها النارية على الحلم الفلسطيني بدلاّ من إطلاقه في الاتجاه الصحيح هو جريمة لا يمكن السكوت عنها والتزام الصمت هو مشاركة في هذه المجزرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ويجب آن يفهم هؤلاء الكفيفي البصر والبصيرة بأننا فريق واحد لا فرقاء ومعاناتنا مع تداعيات الاحتلال الإسرائيلي أوجب أن تجمعنا لا أن تفرقنا وإزالة الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الطاهرة هو الهدف لا تنفيذ المخططات الصهيونية عبر طريق تلك العبثية والهمجية التي لا تعيدنا إلى المربع الأول فحسب بل تعيدنا الى العصر الجاهلي وحرب البسوس وداحس والغبراء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة