الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرادة شعب متحضر تنتصر على إرادة نظام متخلف

ناس حدهوم أحمد

2019 / 3 / 12
الادب والفن


أخيرا إنهزم نظام العصابة في الجزائر الشقيقة وانتصرت إرادة الشعب الجزائري العظيم والمتحضر وقد أبهرت العالم بحراكها السلمي والعفوي دون أي تشنج أو عنف أو إنفلات أمني . فقد خرجت الجماهير الغفيرة والحاشدة
بالملايين لتقول " لا للعهدة الخامسة ولا للرجل المريض الذي يحتضر " . ورغم إصرار وتعنت العصابة المافيوية وتهديداتها ومناوراتها الصبيانية من أجل الإلتفاف على الحراك الشعبي المبهر والذي إنضم إليه كل شرائح
المجتمع الجزائري ورغم إصرار المجلس الدستوري على هذه العهدة الخامسة ورغم قبول طلب الترشيح . إلا أن هذا الحراك ظل صامدا بشكل يحبس الأنفاس ويثير الإعجاب . وقد إنضم إليه رجال القانون من محامين وقضاة وكل الشرفاء من رجال القضاء الجزائري دعما للحق والديمقراطية والمشروعية وقد وعد السادة القضاة بعدم إشرافهم على الإنتخابات الرئاسية التي ينوي رجال المافيا إجرائها ضدا على إرادة الشعب . أو تزكيتها . فقد أعجب العالم كله بهذا الرفض الجماهيري
السلمي . مما زاد كل ذلك من إحراج عصابة النظام الذي إحتكر السلطة واحتكر بها ثروات البلاد لفائدته لمدة عقدين من الزمن كانا كافيين لتفقير الناس واستعبادهم وسلب كرامتهم .
أخيرا خرجت العصابة بخطاب مختلف تماما عن ذي قبل وقالت بأن الرئيس المريض تخلى عن العهدة الخامسة . وجيء به على كرسيه المتحرك وهو يحتضر ليقول بأنه لم يكن ينوي الترشيح للرئاسة للعهدة الخامسة لكن
ليس بلسانه فالرجل المريض لا يستطيع الكلام ولا التحرك وحاله ميئوس منها . فهل كان الرجل المشلول طوال هذه المدة في غيبوبة ؟ أم أنه لا يدرك حتى ما يدور حوله ؟ فأين هي حمرة الخجل . والنتيجة الآن هي خروج العصابة من مهزلة إلى أخرى ثانية
حيث تم إحضار الأراكوز ليستقبل رئيس العصابة والديبلوماسي الدولي الإبراهيمي وتعيين رئيس حكومة جديد بعد إستقالة وإقالة القديم . ويتم إصدار قرارات جديدة وما هي بجديدة والتحضير لفترة إنتقالية والغاء موعد الإنتخابات
التي كانت ستجرى خلال الشهر المقبل . وكل ذلك والرجل على كرسيه لا يدري تماما ما يدور حوله . وهكذا تم حبك المسرحية المفبركة لإرضاء وإسكات الشعب الغاضب وإخماد الحراك . ومن خلال ما عايناه على الفضائيات
أن الرجل المشلول كان مثل الشبح لا يشعر بالشخصيات الكرطونية التي يستقبلها ولا يستطيع استقبالها وهو كالمذهول بعين زائغة خامدة . إنه جثة لا يمكن أن تسمع منها صوت أو حتى مجرد إشارة واضحة.
كانت المسرحية تثير السخرية والإمتعاض . بعد أن طلع على الفضائيات الديبلوماسي الإبراهمي متعبا ومثقلا بالسنين ورأسه المشتعل شيبا وهو كالتلميذ المؤدب ليدلي بتصريحه أمام بضعة أشخاص يحملون كاميراتهم على أكتافهم
ليقول لنا " لقد تشرفت بمقابلة السيد الرئيس " ولم يقل شيئا ذي أهمية سوى كلام دبلوماسي ربما أملوه عليه ليسدل الستار وتنتهي المسرحية بلا تصفيقات تذكر . إذن هل هذا كل ما أراده الشعب من عصابة المريض ؟
وماذا بعد ؟ فالأمور تشبه على ما يبدو إصدار شوية قرارات من نفس الجماعة المافيوية . لكن دعنا لا نستبق الأحداث فالشعب الجزائري يريد حلا واحدا وواضحا وهو التغيير وإقامة بناء نظام جديد ومختلف كليا عن ذي قبل.
فالشعب يريد الحرية والديمقراطية ودستورا يخدم الشعب وكرامة الإنسان الجزائري ووضع ثرواته في أيدي أمينة لأشخاص شرفاء يختارهم الشعب ويثق فيهم . ويعود الجيش إلى ثكناته كما تفعل كل الشعوب الناضجة والحرة .
هذا الحراك الشعبي السلمي الجميل وهذا التغيير المهم سوف يعزز لا محالة ا لوحدة الترابية للمملكة المغربية . وستعود المياه إلى صفائها وطبيعتها بين الشعب المغربي والشعب الجزائري الشقيق . ويعود إخواننا المغاربة الصحراويين
المغرر بهم . إلى وطنهم الأب وطنهم المغرب فهو غفور رحيم . لفتح الطريق نحو الوحدة الإقتصادية للمغرب العربي ككل خدمة لشعوب المنطقة . ويذهب البوليزاريو مباشرة إلى مزبلة التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR