الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة اشتراكيون ثوار تركوا بلدانهم في فوضى وانهيار!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2019 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


رحل (هتلر) و(موسوليني) - وهما من أنصار التوجه القومي الاشتراكي – وتركا خلفهما بلديهما في دمار وعار كبير بالرغم من كل الإنجازات الضخمة في مجال الصناعة والزراعة والنهوض الاقتصادي الذي حققه كل منهما لبلاده، ولكن جنون العظمة جعل كل تلك الإنجازات المادية الضخمة تغيب وسط الشعور العام بالذل والعار وتحت أنقاض الدمار الذي خلفاه خلفهما!!.. وكذلك حال الزعيم الصيني (ماو) الاشتراكي القومي، صاحب الكتاب الأحمر والثورة الثقافية الحمراء، الذي مات وترك الصين تتخبط في الفقر العظيم ولولا أن الصين أخذت بعد رحيله بالليبرالية الاقتصادية ونظام الاقتصاد الرأسمالي والسوق الحرة لظلت الصين كما تركها ماو تعاني شظف العيش في أسفل السافلين!!... الزعيم العراقي (صدام حسين) - أبو وأم المعارك! - فاتح الكويت!؟؟ - لم يغادر الدنيا إلا بعد أن ترك بلاده العراق في فوضى ودمار عظيم وترك أبناء شعبه يفرون لدول الجوار وللغرب طلبًا للجوء الانساني!!، وها هي (ايران الخمينية) المتنمرة - عدوة العرب - التي طالما حاربها تنتصر عليه وهو في قبره وتجعل من العراق حديقة خلفية لها!!... الزعيم الليبي (العقيد معمر القذافي)، أمين القومية العربية، وصاحب الكتاب الأخضر، ونبي عصر الجماهير، ورسول الصحراء، وحكيم افريقيا، ومسيح العصر وبطل العالم في (الطزطزة) المستمرة ضد أمريكا!، هو الآخر مات - أو بمعنى أدق سُحل وقُتل على يد أبناء شعبه - وترك خلفه ليبيا تتخبط في الفوضى والفساد بلا دولة حديثة ولا هوية وطنية واضحة وعميقة وترك الليبيين من أنصاره وغيرهم يفرون لدول الجوار أو دول الغرب والشرق طلبًا للجوء الانساني!!، والزعيم الفنزويلي (شافيز) البطل الاشتراكي الذي لطالما تحدى بخطاباته النارية أمريكا، ليل نهار، مات بالسرطان وترك خلفه سرطان الفساد الثوري الاشتراكي يدمر بلاده ويجعل الفنزويليين يشحذون في الشوارع ويفرون خارج بلادهم طلبًا للجوء الانساني!، فيا لها من اشتراكية ثورية!!، ويا لهم من ابطال وطنيين وقوميين وزعماء اشتراكيين وشعبيين!!، ويا لهم من ثوار!!!!.
سليم نصر الرقعي
(*) لست هنا في معرض نقد الشيوعية بمنهج تطبيقها الحكومي والحزبي أو بمنهج تطبيقها اللاسلطوي والشعبي.. أو نقد الاشتراكية بصورها المختلفة سواء الاشتراكية الثورية الجذرية (الراديكالية) أو الاشتراكية القومية التي يطلق عليها البعض أسم (اشتراكية الدولة) والبعض يسميها بـ(رأسمالية الدولة) أو نقد الاشتراكية الاصلاحية الليبرالية التوفيقية كالتي تم تطبيقها في عدة دول غربية في مواجهة عيوب ومآسي الرأسمالية المتوحشة أو خوفًا من الزحف الشيوعي من بداية القرن العشرين المنصرم!.. إنما النقد هنا موجه لهؤلاء القادة (الثوار) الذين انبهر بهم الكثير من أبناء جلدتهم وانبهر بهم الكثير من شباب العرب قبل أن يستفيق العرب على كل هذا الخواء الكبير (!!؟؟) بعد معاناتهم كارثة هزيمة 1967 أمام دولة اليهود (الصهاينة) مرورًا بكارثة احتلال صدام للكويت، وظهور القاعدة وتنفيذها لما أسمته بغزوة (منهاتن) في 11 سبتمبر وما ترتب عنها من تداعيات عالمية ومحلية!!، وصولًا لاحتلال أمريكا لأفغانستان وللعراق بدعوى محاربة الارهاب وتفكيك (ترسانة) صدام النووية وتحرير الشعب العراقي ونشر الديموقراطية في العالم العربي (!!) انتهاءً بظهور الدواعش وانتكاسة ثورات الربيع العربي (الثاني) الذي انقلب إلى خريف مخيف بفضل التطرف الاسلامي أولًا والتعنت والتصلب العلماني ثانيًا !!..حيث نحن (الآن) - سكان هذه المنطقة - عربًا وغير عرب - مسلمين وغير مسلمين - نجلس في ذهول على بقايا أحجار كأطفال مشردين وسط الاطلال وبين الأنقاض نحاول بعقل مشتت الأفكار وقلوب بائسة أن نفهم كل ما جرى لنا!؟؟ وكيف؟؟ ولماذا!؟.. وأين المخرج!!؟؟.. ولكن للأسف الشديد - طبعًا - وكما جرت العادة - فإن التفسير الأسهل الذي في متناول أيدينا هو (نظرية المؤامرة) كحل مريح ومخدر لعقولنا كما لو أنه ورقة التوت التي نستر بها عورتنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل فرانس24 يرصد لنا حالة الترقب في طهران تحسبا لهجوم إسرا


.. غارات إسرائيلية -عنيفة جدا- تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت




.. هل يؤثر مقتل هاشم صفي الدين على معنويات مقاتلي حزب الله في ج


.. انفجارات متتالية تهز ضاحية بيروت الجنوبية جراء القصف الإسرائ




.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات في غزة تسفر عن شهداء وجرحى