الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس وسقوط ورقة التوت

محمود علي الخطيب

2019 / 3 / 15
القضية الفلسطينية


في العام 2006 فازت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية تحت قبة الكثير من الشعارات وأولها القضاء على الغلاء وتخفيض الأسعار، ما طرحته الحركة حينها كان كثير من الشعارات ولم يكن برنامج سياسي او اقتصادي او اجتماعي. فالحركة لا تصور لديها عن آلية تحقيق كل ما طرحته وخلال حكمها الذي امتد لاثني عشر عاما لم تستطع الحركة تطوير تصور واضح او برنامج يناقش هذه القضايا. الإشكالية ليست في عجز الحركة عن تطوير أي رؤية اقتصادية او سياسية فهذا الامر مرتبط دوما بحركات الإسلام السياسي، انما الإشكالية هي انقلابها على كل ما جاءت به، هذه الإشكالية ليست مفاجئة أيضا، فتاريخ الإسلام السياسي يزخر بالميكافيلية حتى النخاع.
أحد أهم الشعارات التي رددتها الحركة حتى بُحت حناجر كل دجاليها على المنابر ومفارق الطرق كانت تخفيض الأسعار والقضاء على الغلاء، لتُطلق الحركة النار وتقمع بالقوة من خرج في غزة اليوم 14 مارس 2019 مناديا بتخفيض المكوس والجمارك.
رغم أن قطر تدفع لحماس رواتب موظفيها، وقود محطة الكهرباء، وتكاليف الحكومة التشغيلية. إلا ان حماس لم تتوقف عن جباية رسوم الكهرباء، بل قامت بزيادة نسب الضرائب والجمارك والمكوس. وبرغم ان ما يدخل الخزينة من أموال ضرائب وجمارك كاف لسداد رواتب موظفي الحكومة، فحكومة حماس لا تقوم بتطوير أي من الخدمات، إلا ان تلك الحكومة لم تكن تدفع لموظفيها سوى نصف راتب كل شهر ونصف. ويبقى السؤال الذي لا مجيب له، في أي ثقب اسود وفي أي مجرة تختفي تلك الأموال التي تجبيها حماس.
يبدو جليا بمنطق الحركة الإسلامية، ان الفساد واللصوصية حلال ومبارك طالما هو في خدمة صاحب اللحية وراكب المنبر. فالعقارات والأصول والأموال والسيارات والاستثمارات في غزة في آخر خمس سنوات هي لحماس حصرا في وقت لا يجد فيه اكثر من نصف شعب غزة ما يسد به رمقه، وكأن لسان حال الحركة الإسلامية "أنا ومن بعدي الطوفان".
إن ما حصل من قمع واطلاق نار بحق مدنيين عزل لمجرد خروجهم ضد زيادة الضرائب لهو وصمة عار في جبين الحركة التي انتقلت من مقاومة لمقاولة تتاجر بجراح وآلام الفقراء من أهل غزة. وبها تسقط ورقة التوت الأخيرة التي لا تستر عورة المتنفذين في غزة أصلا. وتؤكد ان كل من جاء حاملا شعار أن الإسلام هو الحل ليس إلا دجال أشر. وأن حركات الإسلام السياسي هي اقذر من مارس الميكافيلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعار الاسلام هو الحل شعار وسيلة وليس غاية
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 3 / 15 - 04:32 )
لقد كتب الاخ نهاد كامل محمود مقالا بتاريخ17/12/2017 مقالا بعنوان (اي اسلام هو الحل) تحت الرابط الاتي:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=582991
وكان لنا تعليق عليه بعنوان (انت تسال ونحن نجيب بالدلائل الواضحة) فمن اراد الاطلاع على راينا فليراجع. نعم ايها الاخ الكريم ان شعارات الاسلام السياسي هي شعارات وسيلة وليس شعارات غاية وشعار الاسلام هو الحل هو شعار صحيح بل الحل الامثل وهو يعني تخدير العقول باسم الدين ومرجعه القضاء والقدر ولا راد لحكم الله. ان قولنا لاهل غزة هو ( جنت على نفسها براكش.). متى يستفيق الشعب الفلسطيني ويصلح بيته من الداخل ويبعد الدين السياسي عن الحكم ويبقى الدين لله والوطن للجميع.


2 - الاسلام هو الحل ولا حل غيره
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 3 / 15 - 17:27 )
لقد ضاع شعري على بابكم ** كما ضاع عقد على عاتكة
هل هناك فرق بين هذا المقال وتعليقي عليه؟؟. فاذا كان تعليقي مخالف لقانون النشر فهذا المقال اولى بالمخالفة. اقرؤا تعليقي على الربط الآتي:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=582991
شكرا لكم


3 - براءة
محمود علي الخطيب ( 2023 / 10 / 22 - 13:39 )
بعد المعجزة التي صنعتها حماس والمقاومة في غزة، شجاعة تغفر لها كل زلل. طريق التحرير قد بدأ وإنني ابرأ الى الله من اي نقد لا موضوعي نابع عن جهل او عدم دراية. فعلى حماس ما عليها، لكن ما لها يجٌب ما سواه

واتمنى من الحوار المتمدن احترام رغبتي التي وضحتها لهم منذ اشهر، بحذف هذه المقالات

اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و