الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مداخله مع حوارات سابقه

أحمد السعد

2006 / 4 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تنقسم القوى السياسيه العراقيه فى مواقفها من قضية الأحتلال ومن قضية الموقف من حزب البعث المنحل وكيفية التعامل مع الواقع الذى افرزته الأطاحة بالنظام الصدامى وكيفية مواصلة العملية السياسيه الى مداها لتحقيق الخروج النهائى بالعراق من عنق الزجاجة التى تكاد تخنقه وتشرذمه وتطيح بكل ما انجزه الشعب العراقى طيلة تاريخه الطويل الحافل بالمآسى والتضحيات والمعاناة ، تنقسم هذه القوى بين أعتبار الأحتلال واقعا مفروضا يجب التعاطى معه وفق الوقائع التى على الأرض بأعتباره مكرسا بقرارات دوليه وبين أعتباره سببا لكل الأزمات والأختناقات والأحتقانات التى تسود الشارع العراقى وتلقى بظلالها على الخطاب السياسى لهذه القوى ولهذا تعتبر تلك القوى والأحزاب – لأسباب مختلفه- أن المطلب الأساسى فى المرحلة الراهنه هو أخراج المحتل ومحو الآثار التى خلفها الأحتلال فى الوضع العراقى . كما تنقسم فى مواقفها من مستقبل العراق وطبيعة النظام الذى يجب اقراره فى العراق وطبيعة النظام الأقتصادى الذى يجب أن يقام على أانقاض الفوضى الأقتصاديه التى خلقها وخلفها النظام الصدامى .
الموقف الأول تتبناه مجموعة القوى التى شاركت وتشارك فى العملية السياسيه ابتداءا من مجلس الحكم وأنتهاءا بالمشاركة فى الأنتخابات الأخيرة وهذه القوى لها دوافعها ايضا .ولكل منها برنامجه السياسى وأيجندته الخاصه فمن هذه القوى من يريد (ولا يعلن) اقامة نظام اسلامى على غرار النظام الأيرانى او امتدادا له وان يكون العراق بوابة دوله اسلاميه شيعية تمتد من ايران والعراق حتى لبنان وسوريا وهذه القوى تؤمن بوحدة العالم الأسلامى وضرورة اقامة الدولة الأسلاميه غير انهم يطرحون مبدأ الديمقراطيه والمشاركة والتداول السلمى للسلطة من باب التكتيك السياسى ليس الا . أما القوى الأخرى
فتتباين من حيث طروحاتها وبرامجها السياسيه غير ان هذه القوى جميعا ( ربما عدا الحزب الشيوعى) تؤمن باقامة نظام اقتصادى يرتبط بالسوق العالميه وأقتصاد السوق والخصخصه وأبعاد الدوله عن النشاط الأقتصادى وتنمية القطاع الخاص والأجنبى حيث لا عوده الى الأقتصاد الموجه .
أما القوى الأخرى التى تقف على الضد من العملية السياسيه وتعاديها تحت ذريعة وجود الأحتلال وآثاره فهى منقسمه الى تيارات وأتجاهات تتنوع ما بين الأتجاه الأسلامى التكفيرى الذى يتمثل فى مجموعة الزرقاوى التى تعتبر العراق جبهة مفتوحة لمقاتلة الأمريكان ومن يتعاون معهم وتطورت مفاهيمها الى درجة أصبح فيها قتل العشرات من المدنيين العراقيين جهادا فى سبيل الله وعقابا للشعب العراقى على قبوله بالوجود الأمريكى وقوى أخرى تتمثل فى بقايا النظام السابق من ضباط مخابرات وأمن ومنتسبى الأجهزة الأمنية السابقة وحزب البعث المنحل وهذه الجماعات أصبحت منظمة اكثر وتتلقى دعما متواصلا من تنظيمات حزب البعث الموجوده فى سوريا والأردن والأمارات وقطر أضافة الى قوى تتكون من أبناء العشائر العربية فى محافظات الغرب والوسط أختاروا مقاومة الأحتلال كرد فعل طبيعى للممارسات الأمريكيه فى مناطقهم وعمليات القتل والقصف العشوائى وسياسة العقاب الجماعى التى مارستها قوات الأحتلال فى مناطقهم والتى للأسف لقيت قبولا ومسانده من الحكومتين العراقيتين السابقتين . لقد جرت التضحية بنسبه كبيرم من العراقيين كان يمكن جذبهم الى العملية السياسيه لأنهم اناس وطنيون وتهمهم مصلحة وطنهم ومستقبله وهم غير مرتبطين بنظام صدام وليس لهم مصلحة فى بقاءه او زواله وهذه القوى غابت عن العملية السياسيه لوقوعها تحت تأثيرات مفادها ان هناك أستئثارا بالسلطة تقوم به القوى الشيعية والكرديه وبأن هناك سياسه تدعمها اميركا فى العراق لأقصاء هذه القفوى وأبعادها عن العملية السياسيه غير ان وعى ابناء هذه العشائر العربية ونضجهم السياسى فوت الفرصه على من اراد ضم هذه القوى تحت مظلة المقاومة للأحتلال فقط ليكرس حالة الأقصاء هذه ويبعد هذا الجزء الحيوى من ابناء العراق فى المساهمه فى العملية السياسيه ويساهم فى خلق التوازن المطلوب وطنيا والذى لم يتحقق فى الأنتخابات الأخيرة ولكنه سيتحقق فى الأنتخابات القادمة عندما تشعر كل مكونات الطيف العراقى ان لا مصلحة لها فى الأبتعاد عن العملية السياسيه وأن الأحتلال حالة مؤقته وزائله وأنه لا بد من العمل المشترك لتقصير عمر الأحتلال ومنعه من تكريس وجوده فى العراق ومنعه ايضا من اتخاذ العراق قاعدة لضرب استقرار شعوب المنطقة وتحقيق الهيمنه المطلقة التى تسعى الولايات المتحده الى فرضها على منطقة الخليج وكل منطقة الشرق الأوسط .لابد اذن لكل القوى العراقية ان تتعلم الدرس وهو أن الأحتلال يبقى احتلالا وله ايجندته الخاصه ولابد فى المقابل ان تكون لهذه القوى العراقية ايجندتها الوطنية وتتمسك بمشروعها الوطنى وتتخلى عن تقليد المحاصصه الطائفية الذى لو استمر سيؤدى بالعراق الى المزيد من التفكك ويحقق مبتغى القوى الأقليميه التى لاتريد عودة العراق قويا معافى ولاتريد للعراق استعادة عافيته الأقتصاديه وممارسته دوره المهم فى رسم السياسة الأقليميه للمنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا