الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادات

حليم الخوري

2006 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


1- في لاعدالة إسرائيل:
في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر عام 2004، ذهلنا لدى سماعنا خبر استشهاد الطفلة الفلسطينية "إيمان الهمص" (13 عاماً) حين أفرغ ضابط إسرائيلي، وبكلّ دم بارد، رصاصات بندقيته العشرين في جسدها الغضّ، قرب أحد المواقع العسكرية في قطاع غزّة.

واليوم، وبعد انقضاء سنة ونصف تقريباً على هذه الجريمة الوحشية، وفي الوقت الذي كنّا ننتظر فيه أن يحاكم هذا الضابط على فعلته النكراء، إذا بنا نصعق من جديد بخبر تبرئة المحكمة العسكرية الإسرائيلية للضابط المذكور من تهمة قتله الطفلة المسكينة، وبمصادقتها على دفع تعويض له بقيمة عشرين ألف دولار أمريكي (ربّما ألف دولار عن كلّ رصاصة أطلقها)، وبموافقتها على ترقيته إلى رتبة تعلو رتبته الحالية، وذلك بدل التعويض على ذوي الطفلة الشهيدة "إيمان".
فيا لها من عدالة!

2- في لاإنسانية إسرائيل:
"إكبار زايد"،
شهيدة جديدة يضاف اسمها على سجل الشهادة المفتوح منذ أكثر من نصف قرن في فلسطين.
طفلة لم تتجاوز عامها الثامن بعد، سقطت برصاص الغدر الإسرائيلي الذي اخترق لحم جسدها الطريّ.
جريمة أخرى تشهد على همجية الاحتلال وتماديه المستمر في خرق أبسط قواعد حقوق الإنسان.
لم تكن إكبار حينها تحمل في يدها حجراً، ولم يكن خصرها مزنّراً بالمتفجرات، كما لم تكن بصدد تنفيذ عملية استشهادية في مكان ما داخل الأراضي المحتلّة.
بكلّ بساطة، كانت في طريقها، بصحبة عمّها، إلى إحدى العيادات القريبة من منزلها، لنزع قطب من ذقنها.
لكن يبدو أنّ عناصر الوحدة العسكرية الإسرائيلية التي كانت تنفّذ غارةً على قرية "يمّون"، مسقط رأس الطفلة الشهيدة، في ذلك اليوم المشؤوم، لم يكونوا مهتمّين بهدم المنازل وتحطيم السيارات واقتلاع أشجار الزيتون وفرض الحصار على السكان العزّل فقط، بل كانوا، كخفافيش الظلام، متعطّشين إلى الدماء، فأطلقوا النار من دون هوادة على السيارة التي كانت تقلّ "إكبار" وعمّها، فأصابت إحدى الطلقات الغادرة رأس الطفلة الصغير التي سالت منه دماء نقيّة، أشفت بطبيعة الحال غليل الجنود الصهاينة، لكنّها ومن دون أدنى شكّ، روت كغيرها من دماء الآلاف من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، أرض فلسطين الصامدة.






3- في الإرهاب الثقافي الإسرائيلي:
لم تكتف إسرائيل بقتل داعية السلام الأميركية المناصرة لحقوق الفلسطينيين "راشيل كوري"، حين سحقتها جنازير إحدى جرّافاتها فيما كانت تحاول اعتراض طريقها ومنعها من جرف أحد المنازل الفلسطينية في مدينة "رفح"، في السادس عشر من آذار/مارس عام 2003، إذ أتبعت جريمتها البشعة هذه، وبعد مرور ثلاث سنوات بالضبط على ارتكابها، بتصرّف غير حضاري تولّته هذه المرة أيضاً جاليتها المنتشرة بكثافة في الولايات المتحدة الأميركية، تمثّل بالضغط على أحد مسارح مدينة "نيويورك"، بهدف إلغاء عرض مسرحية بعنوان "اسمي راشيل كوري"، تتناول سيرة حياة الناشطة الأميركية الشابّة والأسباب التي دفعتها إلى ترك منزلها والتوجّه إلى فلسطين، وتفاعلها مع الشعب الفلسطيني وتأثّرها الشديد بمعاناته، إلى جانب دفاعها الشرس (حتى الموت) عن حقّه في مواجهة الخرق السافر للعدالة الذي يتعرّض له يومياً من قبل سلطات الاحتلال، من دون أن يحرّك أحد إزاءه ساكناً.

وبالفعل، فقد حقّق هذا الضغط مراده، وهذه المرّة بحجّة عدم ملاءمة الظرف السياسي الحالي الذي تشهده الأراضي المحتلّة لعرض مسرحية من هذا النوع، تماماً كما نجح ضغط مماثل مورس على "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية" في الخامس من شهر آذار/مارس الفائت، في منع حصول فيلم "الجنّة الآن" للمخرج الفلسطيني "هاني أبو أسعد" على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، بذريعة أنّه يمنح صفة "الإنسانية" للعمليات الفدائية التي ينفّذها الاستشهاديون الفلسطينيون.

بعد الإرهاب الجسدي والنفسي الذي مارسته إسرائيل، ولا تزال، على الشعب الفلسطيني منذ سبع وخمسين عاماً، تطالعنا الدولة العبرية اليوم بنوع آخر من الإرهاب، هو الإرهاب الثقافي، الذي بدأ يستهدف كلّ نشاط فنّي يعبّر عن اسم أو جنسية فلسطين في الخارج. فهل سيقف المثقّفون العرب مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع الجديد من الإرهاب الآخذ بالتمدّد على الساحة الثقافية الدولية، كما فعل قادتهم السياسيون من قبل في ما خصّ القضايا السياسية، أم أنّهم سيتصدّون له ويواجهونه؟
سوف ننتظر ونرى!
å








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح