الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ماذا يتصارع قطبي السلطة؟!

إعتراف الريماوي

2006 / 4 / 26
القضية الفلسطينية


حالة الإستقطاب الثنائي ما بين حركتي "فتح" و "حماس" لم تنته بفعل الإنتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من كانون الثاني من العام الحالي، فقد مأمولا من هذه الإنتخابات أن تفضي لحل سلمي لتداول السلطة بدلا من إنذارات الإنفجار والصدام ما بين الطرفين والذي لاحت مقدماته قبل الإنتخابات بأشهر في قطاع غزة تحديدا.
للأسف، فقد تفاقمت الأزمة ما بين الطرفين، وذلك بحكم أن حماس أضحت تمثل الحكومة بعد فوزها بالتشريعي، وبقيت فتح متربعة على مؤسسة الرئاسة، وبذا صارت السلطة الفلسطينية برأسين، وبدلا من التكامل صار التنازع على الصلاحيات هو سيد الموقف، بل إستمرت حالة الإستقطاب في إستخدام كل طرف مؤسسته وإعتبارها الشرعية الكبرى كمرجعية للسياسة وإدارة المؤسسات ...إلخ.
التعقيد المندفع الذي تعيشه الساحة الفلسطينية بحكم حالة الإستقطاب تلك، سينفجر حتما بعواقب وخيمة على المجتمع والقضية، إن لم يتم تغليب الهم الوطني المجتمعي العام على الخاص والفئوي الضيق، ففي الأيام الأخيرة تصاعدت حرب الإتهامات والتراشقات ما بين القطبين المتصارعين، ما أدى لإنعكاسها بحالات إشتباك على الأرض بأشكال مختلفة ومتعددة، ولكنها تُنذر بالأكثر بؤسا للوطن والمواطن.
لسنا هنا بصدد الخوض في تجليات وإستمرار حالة الإستقطاب هذه، ولكن نسأل سؤلا: ما هو موضوع هذا التصارع والتنازع على السلطة؟ هل هو السلطة بذاتها؟!
فالشعب محتل والجدار يُبنى والإستيطان يتواصل والإعتقال والإغتيال كلها تنهش الشعب الفلسطيني الذي يُحاصر من العالم أجمع وعلى شفا المجاعة، فعلى ماذا يتصارع الفريقان؟!
ماذا يُعد الفريقان لمواجهة مشروع "أولمرت" بالفصل الأحادي والقائم على مخططات صهيونية بحتة، تقتل الأمل بالدولة والسيادة وتؤبد الإحتلال الطويل الأمد؟
هل هذا ما يحتاجه الشعب الفلسطيني؟ هل هذا ما يريده ذوو الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين، هل هذا ما أوصى به الشهداء؟!
لا بد من التبصر قليلا في الحال الذي تؤول إليه الامور، لا بد من وضع المصلحة الوطنية والمجتمعية في مقدمة الأجندة، والبحث عن كل الوسائل وأفضلها في سبيل حماية المشروع الوطني، ودرأ الخطر الداهم وصد مخططات توريط الشعب في حالة من الإقتتال الداخلي. فلم يعد أمامنا من الرهان على شيء سوى الوحدة الوطنية بتعددها الداخلي، فالعالم محكوم للسياسة الأمريكية المعولمة والتي تشكل الحلف الأول للإحتلال الإسرائيلي، والإتحاد الأوروبي في جوهر سياسته لا يختلف عن هذا التوجه حتى اللحظة، والعالم العربي بأنظمته الرسمية لا يُبدي حراكا ما لم تصله الإشارة من البيت الأبيض....
فعامل وحدتنا الوطنية، والتمترس وراء حقوقنا الوطنية وحقنا في المقاومة، تُشكل صمام أماننا، وردا للسياسات والمخططات الهادفة لإركاع وتجويع الشعب والنيل من صموده على طريق النيل من عدالة القضية الوطنية برمتها.
هذا حالنا ... هذا ما وصلنا إليه... فنحافظ على ما تبقى... إن أردنا أن نبقى....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور