الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إني أتكلم عن فرنسا...

غسان صابور

2019 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إنـي أتـكـلـم عـن فــرنــســا...
لماذا أحب وأعشق وأدافع من سنوات عن هذا البلد.. والذي اخترته بالستينات من القرن الماضي.. وطنا وثقافة وحضارات.. وخاصة مدرسة سياسة وحريات ونقاش.. وآراء تطرف وإيمان.. توجه اعتدالا وحيادا.. وشجاعة وتضحيات فردية وجماعية.. لا توجد بأي بلد آخر بالعالم.. لهذا السبب اخترته.. وأعطاني ثقافة وعلما وقوة اختيار بين الباطل والصحيح.. ما بين الحقيقة والدجل السياسي.. ما بين العلمانية الحقيقية.. وكل المحاولات المستوردة التي تحاول تفسير العلمانية.. كما فسرت شرائعها المستوردة.. لمحو قوة هذه العلمانية الحقيقية التي تعود إلى السنوات الأولى من القرن الماضي.. والتي انتشرت وأصبحت من ذلك التاريخ.. بوصلة تاريخية لغالب البلدان الأوروبية.. وعديد من البلدان التي اختارت حرية الإنسان.. الإنسان الفرد... والجماعة...
إني أتكلم عن فرنسا!!!...
البارحة ختمت اللجنة التحقيقية العائدة لمجلس الشيوخ.. تقريرها عن المخالفات التي ظهرت من شخصيات كبيرة مقربة من الرئيس الفرنسي ماكرون.. لتغطية الموظف والمقرب من هذا الرئيس وحمايته الشخصية.. والذي تصرف بأشكال شخصية سلبية متنافية لاقانونية ضد متظاهرين.. علما أنه لا يحمل أية صفة أمنية رسمية.. بالإضافة إلى تعديات على متظاهرين مسالمين.. كما أثبتت كاميرات إعلامية عديدة.. مشكلة عويصة مكركبة أثارها هذا الموظف الغير رسمي.. مما سمي فضيحة Alexandre Benalla ( بن علة أو بن الله) وهو شاب من اصل مراكشي فرنس اسمه.. وكان يعمل شركات حماية خاصة..وتطوع مجانا بحملة ماكرون الانتخابية.. ومن ثم انضم لفريق حماية الرئيس ماكرون.. وتورط بتغطية مشاكله السكرتير الشخصي للرئيس ورئيس مكتبه والجنرال رئيس فريق حمايته الرسمي... وتحقيق مجلس الشيوخ أثبت أن هناك تناقضات "بن علة" وأحد شركائه.. ومسؤولي القصر الثلاثة.. حتى بعد القسم الرسمي بقول الحقيقة.. وهذه التناقضات أثبتت أنها متناقضة.. وكما أثبتها موقع Media Part وجريدة Le Monde مما يثبت الكذب واللا حقيقة.. وهي مدانة حسب القوانين الفرنسية بالسجن ومخالفة مالية باهظة... وقد أرسلت سكرتارية هذه اللجنة التحقيقية لمجلس الشيوخ نتائج تحقيقاتها وتأكيداتها إلى النيابة العامة.. لتقرير محاكمة هذه الشخصيات العالية جدا.. وبن الله وشريكه!!!......
وهذا سيؤثر جدا على سمعة وإمكانيات رئيس الجمهورية.. بهذا الوقت العصيب ضد تظاهرات الصداري الصفر Les Gilets Jaunes... بالإضافة إلى التحضيرات الانتخابية الأوروبية القادمة التي يضع فيها الرئيس الفرنسي وحزبه.. كل ثقلهم وآمالهم بهذه الانتخابات التي سوف تكون الميزان والبوصلة لديمومة هذه الحكومة الماكرونية.. أو انفراطها ورحيلها من الساحة الـسـيـاسـة... الـفرنـسـيـة...
لا اعتقد أن هناك دولة بالعالم... وخاصة بجميع البلدان العربية.. والذي ينتقد غالبها (الغير منتخب شرعيا) السلطات الفرنسية.. وانتقد منذ خمسين سنة متوالية عدم اتزان مواقفها.. وحيث الـنـاقـض Le Paradoxe والاختلاف يبقيان نواة سياساتها وقوانين وثوابت ديمقراطيتها...
***************
عــلــى الــهــامــش
ــ خــيــار و فــقــوس
بعد إعلان الحب.. نعم الــحــب الذي أطلقته بالمقطع الأول بهذا المقال... الفقوس هو ولاء السلطات والإعلام الفرنسي لدولة إسرائيل والصهيونية العالمية. منذ غياب الرئيسين ديغول وبومبيدو اللذين يبقيان الوحيدان اللذين التزما بحياد مقبول ما بين الشعب الفلسطيني والسلطات الإسرائيلية.. مما أدى فيما بعد لتسريع غيابهما عن السلطة... الرئيس الحالي ماكرون يريد إضافة مادة جديدة على الدستور الفرنسي يساوي الاعتراض على الصهيونية ودولة إسرائيل.. وحتى الاعتراض على تصرف الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل... تعديا عنصريا ضد السامية... والعنصرية بفرنسا تحاكم كجريمة غير مقبولة.. تدينها السلطات القضائية بأقصى العقوبات...
سهرة منظمة الـ CRIF وهي المنظمة السياسية والاجتماعية التي تتبنى الدفاع عن مصالح اليهود بفرنسا.. هي من أقوى المنظمات السياسية التي تدعم دولة إسرائيل ومصالحها بفرنسا.. مهما كانت سياسة سلطات هذه الدولة مدانة أو غير مدانة.. سهرتها وحفلة عشائها يحضرها دوما ودون أي استثناء رئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء.. وكبار أصحاب أقوى وسائل الإعلام والشخصيات السياسية والأدبية والفنية والمهنية ... ما عدا Marine Le Pen و Jean Luc Mélenchon واللذان يعتبران شخصيات سياسية غير مرغوبة تجاه هذه المؤسسة القوية جدا... نظرا لمواقفهما الحيادية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني...
لا حاجة لتذكيركم لمواقف الدول العربية والصحراوية والبترولية.. والتي بقيت سفاراتها مفتوحة بباريس.. حيث نشاطاتها وإبداعاتها وعلاقاتها الإعلامية تعادل الصفر أو تحت الصفر.. ما عدا شراء أعضائها لصالح أسيادهم ممتلكات وقصور وأندية رياضية.. بمليارات الدولارات والأورويات المنهوبة من شعوبهم.. والتي تبقى علاقاتها مع الدولة الفرنسية مجرد تبادل ديبلوماسي مــحــدود... ومحدود جدا.. محصور ببيع المواد الحربية "الــمــتــنــكــة" لهم... ورغم المليارات التي يصرفونها بفرنسا... تبقى مجالاتهم السياسية.. أدنى من الصفر... ولا نسمع بالإعلام سوى أصداء حفلاتهم وقصورهم وما يشترون بغباء واضح كامل... لا تخدم مصالح بلدانهم الحقيقية.. ولا سمعتهم... وخاصة لا كرامتهم.. ولا كرامة شعوبهم... مما لا يدفع سلطات العالم لاحترام حقوقنا وكرامتنا... ولأننا نسينا منذ سنوات وسنوات جدية وصحة حقوقنا وكرامتنا.. " وأن الحياة وقفة عز " فكيف تريدون أن تحترم كل الدول حقوقنا وكرامتنا...
متى تستيقظون يا بشر...
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي: مصر تقف ثابتة في محيط إقليمي مضطرب ولم تتخل عن دعم ا


.. الرئيس الفرنسي يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية المبكرة |




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أدائه الضعيف


.. الانتخابات الفرنسية.. الأجندات السياسية | #الظهيرة




.. لجنة الانتخابات في موريتانيا: الغزواني حصل على 54.87% من الأ