الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا دهانا ؟

ميثم محمد علي موسى

2006 / 4 / 26
كتابات ساخرة


ألشعوب العربية (والاخرى القاطنة معها) مولعة أما بالشتيمة الفضائحية التي تفوح غالبا بالمحضورعلى كل المستويات ، أو بالمديح اللامعقول والالقاب والبهرجة ! ولا نشذ نحن –العراقيين- عنهم .
كنا نتوقع أن نتخلص رويداً رويداً وألى ألابد من عقلية صنع الدكتاتور وتمجيد الاستبداد بعد أن سقط نظام ( هُبل) صدام ألى غير رجعة ، ولكن ألايام حبلى بما يدفعك ألى ألغثيان وألتقيؤ دون هوادة !
فأذا كنت يسارياً أوتميل ألى أليسار أو أللبرالية وتم تصنيفك بأذن واحد أحد حسب مقياس رختر ألذي لاعلاقة له بتقييم البشر، فانك سَتُشتم وتلعن حتى قطع ألنفس ، وهناك من سيحل دمك وأجدادك . وإن كنت يمينياً أو أتهمت باليمينية لأنك لاتمشي خلف رجال المراحل ، داستك السنابك ألجاهزة للدعس وألافواه ألمليئة بقيح ألكلام ، فأذا أنت كنت نفسك ، لاتميل حيث الهواء يميل ، ولا أنت مع أهل أليمين ، ولا من أحباب ألشمال ، فأنك متهم بالفهلوة و لاتملك ضمانة قدر أنملة أنك لن تُشتم ولن ( يلعن سلف سلفاك) وسترتب لك شتائم جاهزة في قواميس تحت الطبع وسيعلن انك كنت في الماضي عضواً في حزب مثلاً ، وكنت مهووساً بكتابة التقارير ، أو أنك كنت واشياً وفاحشاً وناهشاً وباهشاً...الخ ( والله يستر عندما تصل ألى ماهو أسوء !!)
أما أذا مَدحنا فزمرنا وطبلنا وقرعنا الطاس والاجراس ، ودخنا ودوخنا ألانس وألجنس بماضي الممدوح ، فماضيه معارك وتحدي و نضال ، وحاضره (تتكسر النصال على النصال) ومستقبله مستقبلنا وألكون كله، وفيه أملنا ، وبدونه لم وليس ولن !! وكل حروف الجر والعر ! وألكتّاب أو جوقة ( اللطّامة الكتبة) ستخلق من الممدوح ( سيد وسيادة وفخامة ودولة وسماحة وحجة و شيخ و رئيس وحبيب و دكتور وطبيب وقديس وقائد وأب وعم وخال و هلمجرا ..)
مع كل مثالب هذه ألشعوب (!) ففي لبنان يكتبون اسم الرئيس لحود مجرداً ، وحتى في مصر حيث هذا ألعجوز ألمترهل ألمتمسك بأذيال كعبة ألسلطة يكتب عنه ( حسني مبارك) . فماذا دهانا نحن؟؟ كنا نظن بأننا سنُسقط ( الصنم ) في داخلنا أيضاً ، مع سقوط صدام وأقطاب حكمه ، وكنا نظن ان الكاتب أول من سيزيح الاصنام عن منصاتها ، لكننا نكتشف ان في داخل كل منا دكتاتورا على شكل برعم ، قابل للنمو والتطور ، أو ان في داخل كل منا (دكة ) جاهزة لفخامة الدكتاتور ودولة الرؤساء ورؤساء الدولة! وليس مهماً أن يكون ألرئيس رئيساً للعشيرة ، أو ألحزب ، أو الجمهورية ، أو ألوزراء ، أو رئيس (زوجته وأولاده ) فمن لا دولة له ألله و دولته البيت !
ماذا دهانا ؟؟
ومتى نتخلص من مصيبة المانا
؟؟*Mana
المانا السياسية لا الدينية !
وألاغرب ، أن ظل مايثير ألاستغراب ، اننا نستطيع ان ننتقل من أقصى ألى أقصى ألنقيضين ، ولا يرف لنا جفن ، وكأن ألناس كلها قد ماتت أو أصيبت بمرض فقدان الذاكرة ، أو لديها مناعة من ( التذكر) !
فماذا تقول مثلاً في رجل كان يضرب زوجته ألاجنبية ضرباً مبرحاً ، حين كان يعيش ويعمل في أحدى ألدول ألعربية ، لأن زوجته لم يكن ممن يحميهم القانون والمجتمع هناك ، ولم تكن تستطيع ألدفاع عن نفسها ، وحين غادر ذلك ألبلد ألعربي وأنتقل ألى بلد أجنبي غير عربي ، ليكتب اليوم مقالاً رناناً وطناناً عن ألمرأة ألعراقية ، وفي ألدفاع عن حقوق ألمرأة ، وفي تمجيد بطولاتها ؟ فماذا دهانا؟؟
-قال جليس جحا في المقهى وهو ينظر ألى ألناس ، منهم من يذهب في أتجاه ومنهم في أتجاه معاكس تماماً : ترى لماذا يذهب الناس في اتجاهات متعاكسة؟ فقال له جحا: فكر يارجل ، ماالذي سيحصل لو تجمهر كل الناس في جهة واحدة من ألارض ، فهل ستثبت؟ بالتأكيد لا ، أنها ستفقد توازنها وتنقلب !!
ويبدو ان هذا هو بيت الحكمة فيما دهانا؟؟
------------------------------------------
* المانا ،نظرية في الاديان البدائية تعتقد ان قوة سحرية علوية غامضة كلية القدرة ومميزة وتتجلى في كل مظاهر الحياة والطبيعة . ويمكن ان تتجسد في الزعماء والقادة ..

24/04/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي