الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة العصا الغليظة

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2006 / 4 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كان قرار الرئيس الأمريكي حول المقاطعة الاقتصادية والتجارية لإيران أمر متوقع. فالإعلام يشحن الرأي العام منذ وقت ليس بقصير لصالح هذا القرار. وليس في الواقع أسباب مباشرة سوى خطاب كلينتون أمام المجلس اليهودي الأعلى. وهناك اللامباشر والذي تمتد جذوره إلى قيام الثورة الإيرانية.
وكالعادة، لم يقدم كلينتون أدلة لاتهاماته بدعم إيران للإرهاب كما يدعي أو بناء مفاعل نووي يهدد أمن منطقة الشرق أوسط ويضعها تحت رحمة الإرهاب النووي. والمراقب للسياسة الأمريكية يدرك مدى مسارها بتصعيد الأزمة حول دولة تنتقيها من بين دول العالم الثالث ثم تشرع بحقن الإعلام ضدها حتى يصبح المناخ مواتيا لزرع سياسة الاعتداء. ومثل هذه التكتيكات أثيرت منذ سنتين حول المفاعل النووي الكوري ومثله العراقي. فالمسألة هي أقوى من مفاعل نووي وتهديد المنطقة بالقوة النووية.
وليس القرار شخصي من الرئيس الأمريكي بل هو سياسة واشنطن حيال المنطقة منذ الستينات. وأساس ذلك هو الحفاظ على الحليفة إسرائيل كي تكون دولة متفوقة عسكريا واستراتيجيا. ثم وضع جميع الدول الباقية تحت مراقبة دقيقة بحيث لا يتسنى لأية منها موازنة قوتها بإسرائيل.
ونرى أن هناك مصلحة مشتركة (اسروامريكية) في تذليل الآخرين يذكيها قوة اللوبي اليهودي في البيت الأبيض. وقد تضحي واشنطن ببعض مصالحها مع الدول العربية من أجل إرضاء الحليف المتعطش إسرائيل. فمثالا على ذلك أن القرار الأخير لمقاطعة إيران سبب بطالة نسبية في السوق الأمريكية المحلية لكثرة الشركات المتعاقدة مع إيران سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فقد بلغت الصادرات إلى إيران في السنة 1993 مايقارب 326 مليون دولار، وهذا بالإضافة إلى خسارة أرباح مايفوق المليار دولار التي هي عبارة عن عقود شركات البترول الأمريكية.
المثير أكثر في قرار كلينتون أنه أتى من خطابه أمام المجلس اليهودي العالمي ليؤكد مرة أخرى أن القرار الأمريكي رهينة اللوبي اليهودي. وربما لا تخشى واشنطن من استعمال السلاح النووي في حال نشوب حرب شرق أوسطية، لأن الترسانة النووية أضحت إستراتيجية أكثر منها هجومية باستثناء الولايات المتحدة لأنها أول من استعمل هذا السلاح ضد جيش يستعمل سلاح تقليدي مثل اليابان.أضف إلى ذلك أن الحليف إسرائيل لديها أكثر من 150 رأس نووي موجهة إلى الدول العربية سواء الحليفة أو العدوة.
هذا يضع الشرق الأوسط بين فكي كماشة، الفك الإسرائيلي والفك الأمريكي كما حصل في أمريكا اللاتينية من مجاعة وفقر . أليس هذا مقنع لنا بأن العصا الأمريكية لا تتوقف البتة عن الضرب لمن يعصي الأوامر. ونحن العرب قد تورمنا من شدة ماضربتنا العصا الأمريكية والإسرائيلية أفلا من مجير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم